"ننظر إلى الكويت كشريك مثالي في البناء المشترك"

سفير الصين: الزيارة التاريخية لولي العهد ستدفع شراكتنا الاستراتيحية

13 سبتمبر 2023 10:00 م

- لقاء شي وولي العهد في الرياض صب زخماً قوياً لتعزيز الثقة السياسية وتوسيع تبادل المنفعة
- الصين ستستمر في وساطاتها وتدعم أي مبادرات لتحقيق الأمن والاستقرار
- لا نسعى لملء فراغ أي دولة ونكرس جهودنا على تنمية أنفسنا وتحسين معيشة شعبنا
- ليس لدينا نية أو رغبة للمنافسة مع الأطراف الأخرى وسياستنا الخارجية مستقلة
- مبادرة الحزام والطريق لعبت دوراً في دعم التنمية في المجتمع الدولي
- الكويت من أكثر الدول ودية للصين وعلاقاتهما نموذج لتبادلات الدول
- التعاون الصيني الكويتي يحرز تقدماً في مجالات الاستثمار والتمويل والرقمنة

فيما أكد السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيان وي، استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الكويت في شتى المجالات، معتبراً الكويت تمر بمرحلة جديدة ولديها خطة تنموية طموحة، رأى أن الزيارة التاريخية لولي العهد الشيخ مشعل الأحمد إلى الصين، ستدفع الشراكة الاستراتيحية بين البلدين.

وأضاف جيان وي في مؤتمر صحافي أمس، في المركز الثقافي الصيني الجديد، في الذكرى الخامسة لتأسيس العلاقات الاستراتيحية بين البلدين والعاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق، أن الزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد، لحضور افتتاح دورة الألعاب الآسيوية تاريخية ومهمة، وستلعب دوراً مهماً جداً في دفع الشراكة الاستراتيحية بين البلدين.

وأضاف " نقوم الآن بالترتيب والتنسيق مع الجهات المعنية في الكويت لانجاح الزيارة، وتحقيق عدد من المنجزات"، لافتاً الى أن زيارة ولي العهد الى الصين ستلقى استقبالاً حاراً من الجانب الصيني.

وأضاف أن "الزيارة مهمة جداً لعلاقات البلدين، واعتقد أن هذه الزيارة ستتكلل بالنجاح بالتأكيد".

الشراكة الاستراتيجية

ورأى أن تبادل الزيارات رفيعة المستوى كانت دائماً الدليل الإرشادي على تنمية العلاقات الصينية ـ الكويتية.
وفي عام 2018، خلال زيارة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصين، وأعلن القائدان الكويتي والصيني عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفي السنوات الأخيرة، وتحت الرعاية والتوجيهات من الرئيس شي جينبينغ، وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد، تطورت علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت بشكل مطّرد، وتغلبتا معاً على تحديات الوباء، وحقق التعاون الثنائي إنجازات مثمرة في كافة المجالات، وأصبحت الصداقة التقليدية بين البلدين متجذرة بشكل أعمق في قلوب الشعبين".

لقاء ولي العهد والرئيس

وأضاف: "في ديسمبر الماضي، التقى الرئيس شي مع صاحب السمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، خلال القمة الصينية العربية الأولى والقمة الصينية الخليجية الأولى، ما صب زخماً قوياً لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والكويت وتوسيع التعاون متبادل المنفعة".

وذكر أن بلاده والكويت تحافظان على التواصل الوثيق ويدعم بعضهما البعض في الشؤون الدولية والإقليمية، وتعمل الصين دائماً على تعميق التعاون العملي مع الكويت في مختلف المجالات، وتوثيق أواصر المصالح المشتركة باستمرار، وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك للجانبين.

الوساطة بين إيران والسعودية

وجدد تأكيده على أن الوساطة الصينية بين إيران والمملكة العربية السعودية كانت بطلب من البلدين، وهذا دور إيجابي للصين منبثق من سياستها الخارجية.
وأضاف " ندعو الى السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المشتركة"، لافتاً إلى أن "الشرق الأوسط منطقة مهمة للعالم، وندعو وندعم دول المنطقة لصناعة القرار حسب إرادتها المستقلة، وأي وساطة من الصين تكون بحسب رغبات طالبيها، والصين ستستمر في هذا الصدد، وستدعم أي مبادرات لتحقيق الأمن والاستقرار".

وأشار إلى ان لدى دول المنطقة القدرة والرغبة على معالجة المشكلات بالحل السياسي والتفاوض، مضيفاً "نعتقد أن دول المنطقة ستجد حلولاً عادلة ومعقولة ودائمة".

سياسة خارجية مستقلة

وجدد تأكيده على أن بلاده "لا تسعى لملء أي فراغ لأي دولة، فنحن نكرس جهودنا على تنمية أنفسنا وتحسين معيشة الشعب الصيني".

وتابع أن "جميع علاقاتنا مع دول العالم تهدف الى تحقيق المنفعة المشتركة، ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا نسعى الى وراء أي مصالح خاصة، ونعتبر جميع الأطراف شركاء لنا وسوف نوفر الفرص للدول الأخرى".

كما أكد أنه "ليس لدينا نية أو رغبة للمنافسة مع الأطراف. وأظن أن السياسة الخارجية الصينية مستقلة وحظيت بإقبال وتقدير الدول الأخرى، خاصة العربية ".

كما جدد رفض بلاده "الهيمنة وسياسة القوى والتهديد باستخدام القوة، وندعو الى تحقيق الاستقرار وحل الاجراءات وأي صراع عبر التحاور والتفاوض".

وأشار الى أن مبادرة الحزام والطريق الصينية، لعبت دوراً في دعم التنمية في المجتمع الدولي.

أكبر بعثة ديبلوماسية

وقال تشانغ في كلمة سبقت المؤتمر الصحافي "توجد سفارة وثلاث قنصليات كويتية في الصين، التي لديها أكبر عدد من بعثات ديبلوماسية كويتية في الخارج. والكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي أوفدت الحكومة الصينية فيها فريق طبي صيني، ومنذ عام 1976، أرسلت 23 دفعة من الفريق الطبي.

واعتبر أن هذه الأمور تلخص بشكل جيد عملية مسار نمو العلاقات الصينية الكويتية الودية، وتعكس أبرز معالم تعاون البلدين، فيمكن القول إن الكويت من أكثر الدول ودية للصين، والعلاقات الصينية ـ الكويتية تعتبر نموذجاً للتبادلات بين الدول.

موقع جغرافي مميز للكويت

وأشار إلى أن الكويت تتمتع بموقع جغرافي مميز، وقد طرحت في السنوات الأخيرة رؤية الكويت 2035 والتي تسعى إلى تطوير اقتصاد متنوع ومستدام، وهو ما يتوافق بشكل كبير مع استراتيجية مبادرة الحزام والطريق".

وأضاف: "تنظر الصين دائماً إلى الكويت كشريك مثالي وطبيعي في البناء المشترك للحزام والطريق"، إذ تتمتعان بتكامل اقتصادي قوي ومفاهيم تنموية متشابهة".

واعتبر أن "التعاون الصيني الكويتي يواصل إحراز تقدم جديد في مجالات الاستثمار والتمويل والرقمنة".

الكويت الأولى خليجياً

ذكر السفير الصيني، أن الكويت كانت أول دولة خليجية أقامت علاقات ديبلوماسية مع الصين، وأول دولة عربية بادرت بتوقيع مذكرة تفاهم مع الصين في شأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، فضلاً عن أنها أكثر دولة عربية تقدم للصين القروض التفضيلية الحكومية.

أكبر شريك تجاري للكويت

منذ عام 2015، حافظت الصين باستمرار على مكانتها كأكبر شريك تجاري للكويت، حيث بلغ في عام 2022 إجمالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين 31.48 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 42.3 في المئة.

وتعد الكويت سابع أكبر مصدر لواردات النفط الخام إلى الصين.

60 شركة صينية

تعمل في الوقت الحالي، نحو 60 شركة صينية في الكويت، وشاركت في أكثر من 80 مشروعاً.

الحضارة الشرقية

قال تشانغ إنه رغم بعد المسافة بين الصين والكويت، تنتمي كلاهما إلى الحضارة الشرقية، ويحبان السلام في الشؤون الدولية والإقليمية، ويتقاسمان أفكاراً مماثلة وأصبحت التبادلات والتعاون في المجالات الثقافة والشعبية والإنسانية أكثر تنوعاً في السنوات الأخيرة.

منصة للتبادل الثقافي

لفت السفير إلى أن العديد من الأصدقاء الكويتيين بات لديهم اهتمامات كثيرة باللغة والثقافة الصينية، وأعتقد أن المركز الثقافي الصيني سيصبح منصة مهمة لتعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والكويت ونافذة مهمة للأصدقاء الكويتيين لمعرفة الصين وفهمها.

4 رحلات جوية أسبوعياً

قال السفير "مع تعافي العالم من جائحة كورونا تدريجيا، أصبحت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والكويت أسهل، ستكون هناك أربع رحلات جوية مباشرة أسبوعياً من مدينة الكويت إلى قوانغتشو.

التأشيرات زادت 30 ضعفاً

لاحظ السفير أنه منذ بداية العام الجاري، سافر عدد متزايد من الكويتيين إلى الصين، حيث زاد عدد التأشيرات التي أصدرتها السفارة في الأشهر الستة الأولى إلى 30 ضعفاً، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.