الشاعر الغنائي القدير رحلَ عن 80 عاماً

يوسف ناصر... «آه يالأسمر يا زين»

27 أغسطس 2023 10:00 م

... وترجّل «الفارس الأسمر» عن صهوة الحياة ليُغادر دنيانا إلى الدار الآخرة.

فبعد مسيرة حافلة بالعطاء ورحلة طويلة في بحور الشعر العامي والفصيح استهلها في مطلع السبعينات، غيّب الموت اليوم، الشاعر الغنائي القدير يوسف ناصر عن 80 عاماً، لتبقى أعماله الغنائية، مثل «آه يالأسمر يا زين» و«ما نسيناه» و«أحسب الجيات» و«الوجه الصبوحي» التي صدح بها «الصوت الجريح» الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر راسخة في وجدان المفردة الكويتية الأصيلة، وبالجملة الموسيقية «المكبلهة».

كذلك تغنى بأشعاره عمالقة الغناء الكويتي والخليجي، بينهم «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل في أغنية «نورت يا حلاها» وفنان العرب محمد عبده بأغنية «جيتك حبيبي»، بالإضافة إلى الفنان طلال مداح في أغنية «تدلّل يا قمر» ونوال الكويتية في «يا منية الروح»، والقائمة طويلة.

ونعى عدد من الشعراء والملحنين والمطربين والإعلاميين الراحل بعبارات مؤثرة، ومنهم الفنان عبدالله الرويشد الذي كتب: «نسأل الله أن يرحمه ويغفر له. عظّم الله أجر ذويه وأسكنه الله الجنة». في حين كتب الشاعر أحمد الشرقاوي: «أستاذي وأستاذ الكلمة الغنائية انتقل إلى ذمة الله. رحمك الله يا بومحمد».

الانطلاقة الحقيقية

وتعود الانطلاقة الحقيقية للشاعر يوسف ناصر المسفر، الذي ولد في العام 1943، إلى مرحلة بين أوائل السبعينات ومنتصف الثمانينات، عندما التقى الثلاثي عبدالرحمن البعيجان ويوسف ناصر وعبدالكريم عبدالقادر، حينها كان يجمعهم مجلس واحد تسوده الألفة والتقارب الروحي والبساطة والحميمية، وكان التنافس الشريف في الوسط الفني على أشده.

قدّم يوسف ناصر أروع ما كتبه وحلّق بعيداً في إبداعاته وبلغ قمة النضوج، فأثرى الساحة الفنية بأغان جميلة مثل: «تعيش وتسلم»، «بالهون عليه بالهون»، «جاني يتشكى»، «ما نسيناه»، «وين مرساك»، «غاب بدري»، و«الفرحة طابت» وغيرها من النتاجات التي راح من خلالها يتعاون مع جميع نجوم الأغنية في الكويت ودول مجلس التعاون ليتم ترسيخه كواحد من أهم شعراء الأغنية في المنطقة.

«الإعلام»: جسّد بموهبته معانيَ كثيرة للإبداع الشعري

نعت وزارة الإعلام ببالغ الحزن والأسى الشاعر الغنائي يوسف ناصر الذي وافته المنية بعد رحلة حياة حافلة بالعطاء للحركة الغنائية الكويتية الحديثة منذ بدايتها في الستينيات عبر أسلوبه المتفرّد وكلماته الراقية التي لامست وجدان الجمهور بأصوات كبار نجوم الأغنية الكويتية.

ونقل المتحدث باسم الوزارة بدر العنزي تعازي ومواساة وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد داعياً المولى عز وجلّ أن يلهمهم جميل الصبر وحُسن العزاء.

وقال العنزي إن الراحل جسّد بموهبته معانيَ كثيرة للإبداع الشعري وتميز بعلاقاته الأخوية وتعاونه المتميز مع كبار مطربي الكويت والخليج بأعمال حفرت مكانتها في ذاكرة الفن الغنائي الكويتي، داعياً الله تعالى أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ويُلهم أهله الصبر والسلوان.

الصدفة قادته إلى الشعر

لم يَدر في خلد ناصر أن يكون شاعراً غنائياً في يوم ما، إذ كان يهوى التلحين والتأليف الموسيقي منذ صغره، ولكن الصدفة قادته إلى بحور الكلمات، بعد أن كتب في الرابعة عشرة من عمره أول قصيدة، وكانت خواطر عبّر من خلالها عمّا في داخله، ولم يكن لديه إلمام كافٍ بالقوافي والأوزان، فأُعجب بها أحد الملحنين وطلب منه كتابة المزيد، حتى ان الموسيقار الراحل أحمد باقر شجّعه على الشعر وتأجيل شغفه بالتلحين إلى وقتٍ لاحق.

«توكّل يالأزرق»

يعتبر «الفارس الأسمر» واحداً من أكثر شعراء الأغنية الكويتية في تقديم الأوبريتات والاسكتشات الوطنية والتراثية وقد شاركه في ذلك الملحن الفنان يوسف المهنا، كما قدم إحدى أهم الأغاني للمنتخب الوطني بعنوان «توكّل يالأزرق»، والتي رافقت المنتخب في كل صولاته وإنجازاته في البطولات الخليجية والعربية والعالمية.

قارئ للتاريخ

كان يوسف ناصر يهوى السهر وقراءة كتب التاريخ والتراث ودواوين الشعر وقصص الحب القديمة، ويعشق كتابات الشاعر العربي المعاصر عمر أبوريشة، فضلاً عن هواياته الأخرى مثل صيد السمك والسفر.

التكريم قبل الرحيل

حظي ناصر بتكريم رسمي من الدولة قبل رحيله، حيث احتفى به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مهرجان القرين الثقافي في مطلع العام 2020.