أضواء

الذئاب المنفردة والصهاينة المحتلون

22 أغسطس 2023 10:00 م

«حان الوقت لتغير حكومة بايدن مسارها، إذ يجب أن تدرك واشنطن أنها تتعامل مع عصابة من مجرمي الحرب». الكاتب الصهيوني عكيفا إلدار.

ينعت الصهاينة المحتلون، الشباب الفلسطيني المقاوم لاحتلالهم بـ «الذئاب المنفردة». فعلاً هؤلاء الشباب كالذئاب. فالذئب يتميّز بالشجاعة والصبر والعزيمة وقوة التحمّل.

الإثنين الفائت 21 أغسطس الجاري، تم اغتيال مستوطنة في سيارتها بإطلاق الرصاص عليها قرب مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل من الضفة الغربية المحتلة، وأصيب مستوطن صهيوني كان برفقتها.

قبل تلك الحادثة بثلاثة أيام تم اغتيال مستوطنيَن اثنين في محل لغسل السيارات في بلدة حوارة التي تعرضت منذ شهور عدة لاعتداءات وحشية من قِبل المستوطنين الذين روّعوا سكانها الفلسطينيين وأضرموا النيران في العشرات من مركباتهم ومنازلهم، وتأتي هذه العملية البطولية كانتقام رداً على اعتداءات الصهاينة المستوطنين.

لم تنفع الخطط الأمنية التي يضعها الصهاينة من أجل قمع الشباب الفلسطيني والقضاء على مقاومته المستمرة، حيث باءت بالفشل الذريع، لأنها تتعامل مع أفراد وليس خلايا منظمة يمكن تفكيكها، هذه حقيقة، والانتقام يأتي بشكل عفوي، تثور معه ثائرة المقاوم الذي لا يحتمل محتلاً غريباً يأتي من الخارج ليسرق أرضه ويطلب منه الخضوع لأوامره وسياساته التعسفية القمعية المذلّة.

يعيش في الضفة الغربية ما يقارب الثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني منذ هزيمة 67 سيئة الذكر، يشاهدون كل يوم مشاهد لا يمكن أن يتحملها الإنسان، من هدم مساكنهم وحرق بساتينهم، وقتل واعتقال أبنائهم وزجهم في السجون، وإقامة قلاع من المستعمرات المدججة بالسلاح بين مناطقهم السكنية، ونقاط تفتيش مذلّة، يعامل فيها الفلسطينيون بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن بطريقة مذلّة غير إنسانية.

ومع ذلك، لا يزال الصهاينة يعتقدون بأنهم قادرون على إخضاع الثلاثة ملايين والسيطرة عليهم بالطرق الأمنية، وهو أمر مستحيل، وقد دفع الصهيوني البائد شارون للتفكير بأن الطريقة المثلى لتأمين كيانه هو ترحيل الفلسطينيين خارج أرضهم فلسطين إلى الأردن بما يعرف بخطة «الترانسفير».

وقد بلغ جنون تحدّي مقاومة الفلسطينيين مداه لدى حكومة الإرهابي نتنياهو الحالية التي تضم عصابة من الإرهابيين المتطرفين، دون أن تحقق نجاحاً في كسر عزيمة مقاومة الذئاب، التي ترد مباشرة على كل عملية أمنية تقوم بها تلك الحكومة.

لم ينفع الإرهابي نتنياهو تحصّنه بعصابة من مجرمي الحرب المتطرفين، حيث فشل في أن يحقق مكاسب أمنية داخل فلسطين المحتلة بسبب سياساتهم التعسفيّة، وتعرضت زعامته السياسية لانتكاسة عظمى بعد محاولته تحييد محكمة كيانه العليا ويعاني من وضع يائس.

لا شك أن الذئاب المنفردة لعبت دوراً كبيراً في تعقيد الوضع السياسي والأمني في الكيان الصهيوني المحتل، الذي لا يحتمل تكرار عمليات تلك الذئاب التي زادت وتيرتها مع حكومة مجرمي الحرب الحالية التي فشلت في رهانها على توفير الأمن.