ديرة آمنة مطمئنة سكنت في أمن الله وأمانه استيقظ أهلها على دوي المدافع وأزيز الطائرات وغيوم سوداء داكنة ورائحة للبارود التي لم يألفوها... ماذا حدث؟
جار متعنّت جبّار هجمَ على جيرانه فقتل الأبرياء واقتاد الشباب ليذبحهم على أعتاب منازلهم حتى الرضّع حرمهم من حضاناتهم فقضوا وهم في مهدهم.
ما أبشعها من مشاهد وما أقساها من مناظر!
قلوب نزعت منها الرحمة وعادت نعوت وصفات وخصائص الجاهلية إلى قلوبهم.
إنهم فلول العدوان العراقي الآثم بقيادة هولاكو العراق الذين لا يصنعون للإنسانية مكاناً ولا للإنسان قيمة.
قست القلوب فلم تمل لهداية تباً لهاتيك القلوب القاسية
والكويت الآمنة المسالمة التي تمكّنت من ردع العدوان بمساعدة الأشقاء والأصدقاء حتى تحقّق النصر والتحرير وأظهرت محنة الغزو العراقي الآثم مدى تماسك الشعب الكويتي وتشبثه بالشرعية والالتفاف حول قيادته رافضاً العدوان الغاشم ومتمسكاً بوطنه وهويته ووحدته وضارباً أروع الأمثلة بالصمود ومقاومة الاحتلال والدفاع ببسالة عن وطنه العزيز وسارع المجتمع الدولي على إدانة الغزو وأصدر مجلس الأمن حينها القرار (660) الذي دان العدوان وطالب النظام العراقي البائد بسحب قواته من الكويت بشكل فوري ودون قيد أو شرط لتتوالى بعدها القرارات الدولية المؤيدة للحق الكويتي وليتشكل على إثر ذلك تحالف دولي غير مسبوق ليعود الحق إلى نصابه من خلال حرب تحرير الكويت والآن تحل الذكرى الثالثة والثلاثون للغزو العراقي الغاشم والكويت العزيزة تتطلع بثقة الى الأمام لتحقق الطموحات الكبرى في جميع الميادين وتتألق بين الأمم لتعود جوهرة كما كانت ويعمل أبناؤها على المساهمة في بناء صرحها الشامخ.
وصدق الأستاذ/ يعقوب السبيعي حين قال:
علّمتنا الكويت كيف نغالي
في هواها وكيف تحلو المنيّة
علّمتنا الكويت كيف نجازي
من يعادي وكيف نردع غيّه
ولعين الكويت نبذل روحاً
ملأتها كرامة وحميّة
فحرام على الطواغيت شبر
من بلادي وفي النفوس بقيّة