أحمد عيد: لن أتعاون مع أي نجمة مصرية وفيلمي المقبل «سياسي»

1 يناير 1970 07:21 م
| القاهرة - من إيمان حامد |


استطاع الفنان الكوميدي المصري أحمد عيد من خلال بطولة أول فيلمين له أن يتربع على عرش الإيرادات بالرغم من أن شركات التوزيع كانت تضع أفلامه في توقيتات عرض صعبة إلا أنه خذلهم جميعاً واكتسح شباك التذاكر ليكون فيلمه «أنا مش معاهم» من أكثر الأفلام التي حققت نجاحاً خلال الموسم الماضي.

 وخلال هذه الأيام يعرض فيلم عيد الجديد «خليك في حالك» وهو من تأليفه.

وعن فيلمه واختياره لوجه جديد يشاركه البطولة ومشروعه المقبل والعديد من القضايا، كان لنا معه هذا الحوار الذي فتح فيه قلبه لـ «الراي»:

* لماذا اخترت فكرة العقد الجنسية للشباب في جديدك «خليك في حالك»؟

** لأنني أولا من حقي أن أتناول أي فكرة، وثانيا لأني بالفعل قابلت في الحياة حالات كثيرة تشبه هذه الشخصية التي لا توجد عندها أي خلفية  بالأمور الجنسية، كما أنني كنت حريصا على أن أبتعد عن القضايا السياسية في هذا الفيلم، وأعتقد أن الكوميديا قللت من أهمية الموضوع وجعلته كوميديا.

* ألا ترى أنك بالغت في استخدام الإيحاءات والألفاظ الجنسية؟

** أنا أقدم نوعاً من الكوميديا قائما على السخرية، والإيحاءات والألفاظ داخل نطاق الإطار الدرامي للموضوع وليست مقحمة، وهو الوضع نفسه الذي كان في «ليلة سقوط بغداد»، فالفيلم كان مليئاً بالإيحاءات، لكن الموضوع كان أعمق، لذلك لم يحاسبني أحد على ذلك. ويحسب لفيلمي «خليك في حالك» أنه خال من أي حضن أو بوسة.

* ألم تخش باختيارك لهذه الفكرة عزوف بعض الأسر المصرية عن مشاهدة الفيلم ؟

** لم يكن هذا الأمر في حساباتي  لأنني طرحت فكرة خفيفة حيث أجسد دور شاب لم يتعرف على فتاة من قبل ويصفه أصدقاؤه بأنه «خام» لأنه لم يرتبط بعلاقات مع الطرف الآخر، ولذلك فإنه يحقد على صديق آخر له –عمرو مهدي- الذي يشتهر بعلاقاته المتعددة مع الجنس الآخر. فيقرر أن يستقيل من عمله ويتفرغ لمحاولة إنشاء علاقات مع النساء، حتى يعرف في النهاية أنه لا فائدة مما يفعله، وأنه من الأفضل له أن يستمر في حياته كما هي، وذلك بعد أن يصاب صديقه الآخر في حادثة ويقف الجميع إلى جانبه باعتباره يمثل لهم مع بقية الأصدقاء رمز الرجولة ومروّض النساء.

* وهل تأثرت الإيرادات بسبب هذه الفكرة ؟

** طبعا تأثرت لأن هناك شريحة كبيرة من الأسر المصرية امتنعت عن دخول الفيلم وهو ما لم يكن في الحسبان وأنا أكتبه كما ذكرت

* لماذا قررت الاتجاه إلى الكتابة في هذا الفيلم ؟

** لأنني لم أجد سيناريو يناسبني  فيما عرض عليّ، كما أنني  لم أجد صعوبة في الكتابة نظرا لأنني  جربت ذلك أكثر من مرة مسبقا خاصة بعد نجاح فيلم «أنا مش معاهم »

* هل ترى اختلافاً بين رسالة الفيلم وفيلميك السابقين؟

** «خليك في حالك» أقول للناس من خلاله خليك أنت نفسك، ولا تنبهر بالآخرين، بينما كانت الرسالة في «ليلة سقوط بغداد» تحذير من المستقبل، وكانت موجهة للعالم العربي كله أما «أنا مش معاهم» فكان يدعو للوسطية، وبالتالي فهنالك اختلاف كبير في الأحداث والأشخاص وهذه التجربة بعيدة تماماً عن السياسة، فهذا الفيلم كتبته من أجل الضحك مع الجمهور، وكان القصد منه أن يكون فيلما «خفيفا»

* وكيف كانت كواليس الفيلم ؟

** كانت هادئة جدا لأننا كنا نهتم بتفاصيل العمل كما أن كل أسرة الفيلم أصدقاء في الأساس وبالتالي كان الجو مليئا بالمرح على الرغم من أن هناك العديد من الصحف نشرت عن وجود مشاكل بيني وبين المخرج أيمن مكرم  وهذا لم يحدث نهائيا فهو مخرج موهوب ويعرف كيف يدير الأمور ولديه رؤية لكل مشهد وكنا نتحدث باستمرار عن كل شيء.

* ألم تخش التعامل مع مخرج جديد؟

** لا... لأن أيمن مخرج موهوب ولم تكن هذه تجربته الأولى فقد عمل مساعد مخرج في العديد من الأفلام. 

* ولماذا استعنت بمطربة لبنانية لدور البطولة  ؟

** لأن البطلة في هذا الفيلم كنت أريدها فعلا بمواصفات معينة لأنها داخل الفيلم تقدم شيئا جديدا لأن الدور يتطلب تركيبة معينة.

 فهي من المفترض أن تكون مثيرة في شكلها لأنها ستقوم بالغناء في كباريه والقيام ببعض الاستعراضات.

 كما أنني كنت أريدها وجها جديدا وغير مألوف في السينما ولذلك تم الاتفاق مع «نانا» وهي مغنية لبنانية .

* وهل هذه المواصفات لم تكن موجودة في أي ممثلة مصرية ؟

** كان هناك بالفعل العديد من الترشيحات إلا أنه لم يكن هناك نصيب لأن هناك من اعتذرت عن عدم مشاركتي البطولة لذلك قررت عدم التعاون مع أي نجمة مصرية في أفلامي كما أن الدور - كما قلت - كان يتطلب تركيبة معينة لا تصلح لأي نجمة مصرية .

* بعد قيامك بتأليف أعمال فنية لنفسك هل ستكرر التجربة مع فنانين آخرين؟

** أنا أكتب لنفسي فقط لأنني أستطيع تحمل أخطائي أما الكتابة للغير فلا أقوى على تحمل مسئوليتها.

* وهل من الممكن بعد أدائك لأدوار البطولة أن تعود مرة أخرى للأدوار الثانية؟

** أنا لست متشدداً في أداء دور البطولة المطلقة.

كما أنني أوافق على تقديم دور ثان بشرط أن يكون بجانب نجم كبير له جمهوره وصاحب تاريخ فني طويل، ولكن أرفض تقديم دور ثان بجانب ممثل مبتدئ ليست لديه خبرة فنية مثلا.

* هل أنت مع البطولات الجماعية التي شهدتها السينما في الفترة الأخيرة؟

** نعم معها لأنها تجربة جيدة وأثبتت نجاحها لأن جميع من في العمل يعتبرون أنفسهم أبطالاً رئيسيين لذلك يحاولون بذل أقصى ما لديهم من أجل إنتاج عمل جيد يترك بصمة طيبة عند الجمهور. أما أغلب البطولات المنفردة فالمسؤولية والعبء يقع بأكمله على عاتق النجم الأول لذلك يخرج الفيلم بشكل أقل جودة من ذلك الذي يقدم بشكل جماعي .

 * في رأيك هل مطلوب من الفنان أن يؤدي الدور الذي يناسب شخصيته أم يقدم جميع الشخصيات ؟

** بالنسبة لي أفضل أن أجسد كل الشخصيات بالرغم من أن أغلب أعمالي كوميدية ، لكنني لا أمانع أن أقدم فيلماً رومانسيا أو «أكشن» والشرط الوحيد أن يتوافق الدور مع ثوابت وعقائد فكرية لا يمكن أن أخالفها حتى وإن كان تمثيلاً. فلا يمكن أن أقدم دوراً يختلف مع وجهة نظري إلا إذا كان سيخرج بهدف ما للجمهور.

* تواجدك بفيلمين في عام واحد ألا تخشى ملل الجمهور؟

** قيامي ببطولة فيلمين في عام واحد ليس غريبا بل أصبح معتادا.. المهم أن يكون العمل جيدا ومقنعا يصل إلى الجمهور.

* هل هذه ستكون آخر مرة للكتابة بعد حكم الجمهور على فيلمك ؟

** لا.. فيلمي المقبل سأقوم بكتابته مع فيصل عبد الصمد الذي شاركني كتابة فيلم «أنا مش معاهم».

* وهل سيكون فيلما خفيفا أيضا؟

** لا.. سوف أعود بفكرة سياسية مهمة ولكني لن أصرح بأي تفاصيل قبل الانتهاء من الكتابة.