العدوى انتقلت من الطلاب إلى الطالبات
مشاجرات «نواعم» في الحرم الجامعي
1 يناير 1970
06:53 ص
| إشراف فرحان الفحيمان |
كتب محمد نزال
مسلسل المشاجرات و«الهوشات» بين القوى الطلابية بجامعة الكويت يتكرر عند بداية كل فصل دراسي وتحديداً وخلال فترة انتخابات اتحاد طلبة جامعة الكويت التي تشهد تنافسا وسباقا مشحونين بشرارة القتال التي تولعها وتقلبها الى لهيب معركة حامية الوطيس بين جموع طلابية تصل أعدادهم الى العشرات بين الطرفين المتخاصمين باستخدام أسلحة القتال المتنوعة والمختلفة كالعقل والسكاكين والسيوف والعجرات المدببة بالحديد.
معركة الحقوق التي وقعت في الصيف الماضي بين قائمتين وسط حضور حاشد من قاعدتيهما معززين ومدججين بكل أنواع الأسلحة عززت ثقافة المشاجرات في جامعة الكويت وتؤكد في الوقت نفسه أن لا توعية ولا حكمة ولا وسيلة توقف هذه المشاجرات الممتدة لسنوات طويلة أو تحد منها وتشير هذه المعركة بأن القوانين واللوائح التي تضعها عمادة شؤون الطلبة ليست رادعا عن المشاجرات ان لم يردع الطالب نفسه عنها ولكن المؤسف هو نشوب مشاجرة كلامية كادت أن تصل الى تشابك بالأيدي بين عضوات احدى قائمتين قبل ثلاثة أسابيع تقريبا أمام صالة القبول والتسجيل بالحرم الجامعي بمنطقة الشويخ وهذا ما لم تعهده الجامعة من قبل.
ان انتقال ثقافة الشجار الى الطالبات بعد أن تشبع منها الطلاب دون رادع حقيقي يعالج المشكلة يؤكد بأن ادارة الأمن والسلامة عاجزة عن وقف هذه المشاجرات كون الطلبة يتعدون بالضرب على رجال الأمن والسلامة عندما يتدخلون لفض المشاجرة، الأكثر اثارة، كيف يمكن لرجال الأمن والسلامة فض المشاجرة بين عضوات القوائم كالتي حدثت قبل أسبوعين ان تطورت من مشاجرة كلامية الى تشابك بالأيدي فهم مع الطلاب حائرون عن كيفية التدخل وانهاء المشاجرة وكيف بهم مع الطالبات؟.
وجود رجال وزارة الداخلية في الحرم الجامعي خلال فترة قبول الطلبة المستجدين عند بداية كل فصل دراسي وخلال فترة الانتخابات بات ضرورة في ظل فرط المشاجرات بين القوائم الطلابية وتوسع نطاقها الى الطالبات حيث أصبحت الجامعة بحاجة الى الشرطة النسائية اضافة الى رجال الداخلية لفك المتشاجرين عن بعضهم البعض بمختلف أجناسهم.
القوى الطلابية تؤكد لـ«الراي» أنها تنبذ المشاجرات التي يقوم بها بعض الصبيان - على حد قولهم - والذين لا يمثلون الا أنفسهم ولا يعكسون صورة القائمة في شجاراتهم التي شوهت وحرقت صورة جامعة الكويت المثالية بسبب هذه المشاجرات والتحرشات.
وتباينت آراء القوى الطلابية حول ضرورة وجود رجال وزارة الداخلية، ففي حين يقول منسق قائمة الوسط الديموقراطي جابر أشكناني إن وجود دوريات الشرطة في الحرم الجامعي هو تشويه لجامعة الكويت ولطلبتها ويدل على أن الطلبة هم صبيان لا يحكمون تصرفاتهم، ويرى منسق قائمة الاتحاد الاسلامي مشاري المطوع أن تواجد رجال الداخلية خلال فترة الانتخابات ضرورة لفك وفض المشاجرات التي لم تجد من يوقفها.
من جانبه، ينتقد منسق قائمة الوسط الديموقراطي جابر أشكناني انتقال ثقافة المشاجرات الى الطالبات، مؤكدا ان المشاجرات وان اختلف القائمون عليها فهي تشويه لأرقى صرح أكاديمي وتعليمي في الكويت داعيا الجميع الى ضبط النفس وعدم التعدي على الآخرين بالضرب.
ويضيف «هؤلاء المتسببون في الشجار ليسوا الا أناسا لم يقتنعوا بأساسيات العمل النقابي التي تدعو الى احترام الرأي الآخر واحترام أفكاره فبدأوا بتطبيق ما تحلو لهم أنفسهم بعيدا عن معايير العمل النقابي السليم».
وعن ضرورة تواجد أفراد وزارة الداخلية في الجامعة لصد المشاجرات، رفض أشكناني تواجدهم «لن نسمح بوجود الشرطة في الجامعة فوجودها يعزز من قول إن هناك صبيان في أروقة الجامعة يتطلب الأمر وجود الشرطة لاخافتهم»، لافتا ان الادارة الجامعية قادرة على وقف المشاجرات وردعها فلتفعل هي ذلك أفضل من وزارة الداخلية.
منسق قائمة الاتحاد الاسلامي مشاري المطوع يطالب بوجود رجال وزارة الداخلية لحفظ الأمن في الجامعة خصوصا بعد معركة الحقوق التي وقعت في الصيف الماضي لاسيما بعد عجز ادارة الجامعة على وأد المشاجرات وقمعها، معتبرا أن المشاجرات التي تحدث بعيدة كل البعد عن العمل النقابي الصحيح.
ولم يذهب نائب رئيس جمعية العلوم فلاح العجمي بعيدا حيث يرفض المشاجرات معتقدا أن المتشاجرين يتكسبون انتخابيا وراء تلك الخلافات أمام الطلبة المستجدين لكسب أصواتهم.
ويبين أن مثل هذه التصرفات لا تليق بطلبة الجامعة ولا تمثلهم انما تعكس تصرفات البعض منهم المتسببين بالمشاجرات.
ويشير منسق القائمة بالمستقلة بكلية الآداب عبدالرحمن الذيد أن الطلبة المتشاجرين لا يمثلون الا أنفسهم، موضحا «وجود الشرطة في الجامعة ليس رادعا للمشاجرات حيث ان الرادع الأول عن تلك التصرفات هو صفات الطلبة ورفضه لمثل هذه الأفعال».
ويرجع عضو القائمة التربوية محمد الدحلاوي أسباب وقوع المشاجرات الى الطلبة أنفسهم الذين يتشاجرون لأسباب خاصة فيهم لا تتعلق بقوائمهم وهم لا يمثلون الا أنفسهم عند التشاجر.
ويرى أن شحنات المنافسة زادت بين القوائم الطلابية خصوصا بعد صعود القائمة المستقلة في الانتخابات الأخيرة، مشددا على ضرورة نبذ المشاجرات والابتعاد عنها ورفضها لاسيما وأن طلبة جامعة الكويت هم مستقبل البلد، منتقدا سياسة عرض العضلات التي ينتهجها بعض العاملين في القوائم الطلابية.< p>< p>< p>< p>< p>