أظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، ضيف الشرف في العيد الوطني، الجمعة، «العلاقة الاستراتيجية الخاصّة»، من خلال نشر «خريطة طريق» طموحة لعام 2047 من أجل تطوير الشراكة الشاملة.
وقال ماكرون، في خطاب مشترك قبل عشاء في متحف اللوفر «سنواصل تعزيز علاقة الثقة التاريخية بين بلدينا» اللذين يحتفلان بالذكرى الخامسة والعشرين لشراكتهما الاستراتيجية هذه السنة.
من جهته، أكد مودي، الذي مُنح في وقت سابق وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر، أعلى وسام في فرنسا، «نعتبر فرنسا شريكاً طبيعياً... وضعنا خريطة طريق للسنوات الخمس والعشرين المقبلة».
وتتضمن الدعامة الأولى من «خريطة الطريق» التعاون في مجال الأمن وسبل تطويره.
والخميس، أعلنت الهند، التي كانت طلبت 36 طائرة من طراز «رافال» لقواتها الجوية، أنّها تريد أيضاً شراء 26 «رافال» البحرية لتجهيز حاملة طائراتها، إضافة إلى ثلاث غواصات من طراز «سكوربين».
من المقرر أن يستعمل الجيش الفرنسي «رافال» إلى ما بعد العام 2040، وهي من صنع شركة داسو للطيران (بنسبة 60 في المئة) وشركة تاليس للإلكترونيات (22 في المئة) وشركة سافران (18 في المئة) التي تزود محركات «إم-88».
كذلك، يعتزم البلدان التعاون من أجل التطوير المشترك لمحركات مروحيات نقل ثقيل. وأُبرم في هذا الإطار، عقد بين شركة هندوستان للملاحة الجوية (هال) وشركة «سافران هليكوبتر انجينز».
وكشف البلدان أيضاً اتفاقات تعاون عدة في المجال الفضائي، بينها وضع نظام مشترك للمراقبة البحرية عبر الأقمار الاصطناعية وإطلاق بناء قمر فرنسي - هندي يعمل بالأشعة تحت الحمراء (تريشنا).
وأظهرا طموحهما في تعزيز التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تطمح فرنسا لأن تكون قوة وازنة.
وتشكّل حماية البيئة الدعامة الثانية لـ «خريطة الطريق» الموقعة. من بين المبادرات التي تمت الإشارة إليها، مكافحة البلاستيك الأحاديّ الاستخدام، وتطوير التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهو مبادرة مشتركة بين فرنسا والهند أطلِقت في مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين.
أما الدعامة الأخيرة فتتعلق بالتعاون في البحث والمبادلات الجامعية.
عرض عسكري
على المستوى الدولي، قال ماكرون «نتقاسم القلق المشترك من خطر تفكّك المجتمع الدولي» في ضوء الحرب في أوكرانيا. أضاف «لدينا الهدف نفسه المتمثل في السعي لتحقيق سلام دائم، والردّ على هذه الحرب العدوانية على البلدان الأكثر ضعفاً، خصوصاً من حيث الأمن الغذائي والقدرة على التمويل».
في السياق، أشار مودي إلى أنّ «الهند مستعدّة للمساهمة في استعادة السلام الدائم»، في وقت تواصل بلاده اتّباع التعددّية في علاقاتها الخارجية، وتستمرّ في تعاونها مع روسيا رغم قطع الغرب علاقاته معها منذ بدء غزوها أوكرانيا.
وانتقد اليسار الفرنسي زيارة مودي التي رأى أنها «تسلط الضوء على مستبدّ فاشي»، حسب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور.
من جهته، ندّد زعيم حزب «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون باتفاق بين زعيمين «كلاهما موسوم بعنف استبدادي».
وانتقدت أحزاب البيئة الزيارة، قائلة في بيان إنه منذ وصول حزب مودي إلى السلطة في 2014 «لم تتوقف الهند عن تسجيل تراجع في معركتها ضد الفقر والتفاوت الاجتماعي وكذلك في مجال حقوق الإنسان والحرّيات الأساسية».
وحضر ماكرون ومودي صباح الجمعة، عرضاً تقليدياً يُقام سنوياً في 14 يوليو (يوم الباستيل) في جادة الشانزليزيه.
بعد عرض موسيقي شاركت فيه 12 دولة، ساعدت فرنسا أثناء تدخّلها العسكري في منطقة الساحل، نفّذت تسع طائرات «ألفاجت» عرضاً جوياً في سماء باريس رسمت خلاله العلم الفرنسي بالأزرق والأبيض والأحمر.
ثم افتتح العرض 240 عنصراً من القوات المسلحة الهندية وضع بعضهم عمامات على رؤوسهم.
شارك في العرض هذه السنة 6500 جندي وأكثر من 60 طائرة بينها طائرات أجنبية و28 مروحية و157 آلية و62 دراجة نارية برفقة 200 من خيول الحرس الجمهوري في الشانزليزيه.
وانتهى العرض ظهراً بعزف النشيد الوطني. ثم تحدث ماكرون مطولاً مع عائلات الجنود، قبل أن يقوم بجولة إلى أسفل أشهر جادة في العالم.
ونُظم العرض العسكري وسط إجراءات أمنية مشددة في محاولة لاحتواء أي أحداث طارئة قد تجري خلال الاحتفالات، وحشدت من مساء الخميس حتى مساء السبت، نحو 45 ألف شرطي ودركي ووحدات من النخبة ومدرعات.