حروف باسمة

رحاب الحياة الباسمة... سعادة

10 يوليو 2023 10:00 م

انشراح الصدر شيء جميل يبعث على الراحة، ويشعر الإنسان بالسعادة، ويطمح كل مخلوق على وجه الأرض ليحيا في السعادة، ويتمنّى أن يجد كل شيء متاحاً له ليهنأ في حياته ويستقر ويعيش في هدوء واستقرار وسكينة.

السعادة هي الأمل الذي يراود أحلامنا جميعاً... لكن السعادة الحقيقية هي التي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، وهذا لا يكون إلا بطاعة الله سبحانه وتعالى.

ولا شك أن تحقيق السعادة يكون بتحصيل وتقديم الفائدة للناس ورسم الفرحة على وجوههم كباراً وصغاراً مع إعطائهم كل ما تجود به النفس البشرية من مال ونفس.

فبذل المال للفقير سعادة له وللمعطي... فلو أنفق الناس زكاة المال لم يبقَ في الأرض فقير الحال، مساعدة كبار السن كذلك فرحة لهم ولنا، طاعة الوالدين وحب الآخرين واحترام الكبير والعطف على الصغير من أسباب انتشار السعادة بين الناس جميعاً.

السعادة هي حولنا وبين أيدينا إن شئنا بعثناها من مرقدها ونشرناها بين الناس، وإن شئنا قتلناها وأحيينا التعاسة مكانها.

إن محور تركيز الإنسان في كل زمان ومكان هو البحث عن السعادة.

لا يستطيع أحد أن يصنع لكلمة السعادة تعريفاً موحداً فكل شخص ينشرها بشكل مختلف ويراها في جوانب تلمسه.

ليس بالضرورة أن تلمس غيره فالواقع بإنها إحساس داخلي يشرق على نفسك وروحك وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك.

لترى الدنيا أكثر جمالاً ليزداد حبك لمن حولك حيث تتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح، ترى في نفس الأشياء التي كنت تراها من قبل فتجدها مختلفة ومتألقة تتألق معها الابتسامة على وجهك كلحن يعلن إجلاء شجن القلوب وهموم الحياة.

لا يمكننا أن نحصر أسباب السعادة، فقد تسعد بالمكان أو المال أو البنون أو الصحبة، تسعد بإثبات ذاتك ونجاحك، فأنت عندما تحصل على شيء تريده تشعر بالسعادة، ليس لأنك امتلكت كل ما تريد لكن لأنك في لحظة نسيت بقية الأشياء التي تحتاج إليها، الحياة هنا منحتك خيط السعادة لتتبعه وبإمكانك أن تجعله يطول وتغزل منه نسيجاً بألوان بهيجة أو تقطعه وتقتل الفرحة في لحظة مولدها بالأفكار السلبية.

هنا تلعب شخصية الإنسان دوراً كبيراً ليكون سعيداً أو شقياً، فالبعض لا يعرف القناعة ولا يرضى بما يملك بل يهوى النظر إلى نصف الكوب الفارغ، وإن ملأتهُ له بالمزيد يبقى تركيزه على الجزء المتبقي فلا يروي عطشهُ أبداً، ولا يستمتع بما يملك ويقتل بسخطه كل هذه الطموحات.

البعض تسيطر عليه الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة ليحيا أسيراً لها ولينظر للمستقبل بمنظار قاتم، لا مساحة فيه لاختراق الموجة، وكلها أساليب تفكير تحكم شخصيتنا وتجعلنا نركض خلف السعادة ونبحث عنها حتى تصبح بين أيدينا فنركلها بأقدامنا.

السعادة هي الحاضر، هي هذه اللحظة وهذا المكان حيث تعطي عقلك لحظة استرخاء تتذكر كل ما تملك وتستمتع بالسعادة دون أن تعلق أسبابها على أحداث معينة ترتقبها أو تصور محدد لا تحيد عنهُ، لنفكر كيف نكون سعداء الآن؟

السعادة هي ذلك القنديل الذي كلما دنوت منه تشعر بالاطمئنان وراحة البال، فهنيئاً لمن يحصل على ذلك، ويستمتع بحياته ويكون مبتسماً رغم الظروف والحوادث والأحداث...

خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً

في كفها الغار أو في كفها العدمُ

واعمل كما تأمر الدنيا بلا مضضٍ

والجم شعورك فيها إنّها صنمُ

هذي سعادة دنيانا فكن رجلاً

إن شئتها أبدَ الآباد يبتسمُ