أضواء

شقاوة سويدية

4 يوليو 2023 10:00 م

في مارس من العام الماضي منعت بريطانيا السياسي الدانمركي راسموس بولودان، وهو يميني متطرّف من دخول أراضيها بعد أن صرّح عن نيته بحرق نسخة من المصحف في رمضان في ميدان عام بمدينة يوركشير البريطانية.

سبق لهذا المعتوه أن حرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم.

هنا يبدو الفرق واضحاً بين الحكومة البريطانية والحكومة السويدية التي تتصرّف بطريقة غير مسؤولة وغير متزنة، وإن ادعت بأنها تؤمن بحرية التعبير، فبريطانيا تعتبر أستاذاً للسويد في حرية التعبير واحترام حقوق الجاليات التي تعيش على أراضيها خصوصاً المسلمة.

ويبدو أن السويد مصرّة على التمادي في ارتكاب جريمة نشر الكراهية والتعدّي على مشاعر المسلمين. فبعد جريمة راسموس سمحت للعراقي سلوان مموكيا، الذي كان يتزعم ميليشيا مسيحية في العراق (روح الله عيسى بن مريم) قاتلت جنباً إلى جنب مع الحشد الشعبي ضد «داعش»، أن يقوم بحرق نسخة من المصحف الشريف على أراضيها وفي عيد الأضحى المبارك من شهر ذي الحجة الحالي، في تصرّف لا يمكن وصفه إلا أنه انحطاط للذوق الحضاري في السويد، وعداء مباشر للإسلام والمسلمين.

يدعي المعتوه سلوان المهاجر الحاصل على الجنسية السويدية وينتمي إلى حزب «ديموقراطيو السويد» ذي النزعة القومية العنصرية والمعادي للمهاجرين، أنه ملحد للتغطيّة على دوافعه المعادية للإسلام والمسلمين، مع أن إلحاده يلزمه حرق نسخة من الإنجيل وأخرى من التوراة، لكنه يعلم عاقبة فعلته هذه، فهناك يمينيون متطرفون قد يقومون بتصفيته، ويهود إن لم يقوموا بتصفيته فقد يرفعون عليه دعوى معاداة السامية التي لن يفلت من أحكامها القاسية كسحب جنسيته السويدية وطرده من السويد وتسليمه للحكومة العراقية التي تتهمه بارتكاب جرائم قتل واعتداء على سكان الموصل المسلمين، ومع ذلك فقد حصل على الجنسية السويدية رغم خلفيته الإجرامية ودوافعه الإرهابية، الأمر الذي يؤكد سوء نوايا الدولة السويدية تجاه الإسلام وكتابه المقدس القرآن، ورعايتها للمعتوهين الذين ينشرون الكراهية بين الناس.

قد يكون التشفي من تركيا دافعاً من دوافع السويد في السماح بحرق نسخة من المصحف الشريف، على اعتبار أن تركيا ترفض انضمام السويد لحلف «الناتو» لتعاطفها مع حزب «بي كا كا» الكردي الإرهابي، وسماحها لعناصره بالعمل على أراضيها، لكن بعد حرق المصحف زادت تركيا إصراراً على رفض انضمام السويد لحلف «الناتو»، وهو موقف عبّر عنه الرئيس التركي أردوغان علانية، كما أنه إجراء عملي مؤلم للحكومة السويدية، أما الاكتفاء بالشجب فغير مجدٍ.