معركة النهر... روسيا تقضي على آمال أوكرانيا في عبور دنيبرو

3 يوليو 2023 10:00 م

تستمر المعارك على أشدها بين القوات الروسية والأوكرانية في الشرق والجنوب، وقد شهدت الساعات الماضية أكثر من 40 اشتباكاً قتالياً، بحسب بيان هيئة الأركان الأوكرانية التي تحدثت عن محاور رئيسية للقتال في مقاطعتي دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.

وقالت نتاليا هومينيوك، الناطقة باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني «إن القتال العنيف مستمر ضد القوات الروسية بالقرب من جسر أنتونيفسكي في منطقة خيرسون الجنوبية»؛ في المقابل أعلنت موسكو سيطرتها الكاملة على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو الذي تسعى كييف لعبوره.

تأمين النهر

ونجحت القوات الروسية في تأمين الضفة اليسرى بالكامل للنهر، وتم استهداف وضرب وحدات حاولت التوغل في منطقة جسر أنتونوفسكي على محور خيرسون، وتم تحييد ما يصل إلى 20 جندياً أوكرانياً وتدمير مدفعي هاوتزر M777، كما دمرت المدفعية الروسية مجموعات أخرى على الضفة اليمنى تستعد للعبور، وتدمير 3 مواقع مدفعية كانت تستخدم لقصف الضفة اليسرى، وتم إسقاط طائرتين من دون طيار.

في سياق العمليات العسكرية حول النهر الحيوي، يقول فوروغتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة «فولسك» العسكرية، إن «نهر دنيبرو يبدو الآن بمثابة حدود دفاعية، يمكن أن تساعد موسكو على تثبيت مكاسبها، لذلك تسعى أوكرانيا إلى الضغط لمنع الإمداد وكشف الخطوط الدفاعية للقوات الروسية».

ويُضيف لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن القوات الأوكرانية تحاول وضع قدم في الجهة اليسرى للنهر لتجنب تقدم القوات الروسية لإقامة اتصال بري مع ترانسنيستريا، وهي المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا، كما أنها تعمل على تصعيد عمليتها وقصفها حول ضفاف النهر وبالأخص في خيرسون، لقطع جزء من المدينة من اتجاه اليوشيكي.

ويوضح أنه حال عبور القوات الأوكرانية، تكون بذلك كل التحصينات وخطوط الدفاع الروسية في الجنوب مكشوفة بشكل كامل للقوات الأوكرانية، وسيساعد ذلك كييف أيضاً في زيادة وتيرة عمليات استهداف الحدود الروسية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار في خطاباته الأخيرة، إلى أنّ القوات الأوكرانية لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم حقيقي على أي محور، وبالمقابل تكبدت خسائر فادحة في قواتها فاقت الـ1000 آلية ومدرعة، بينها أكثر من 250 دبابة من أنواع مختلفة.

السيطرة على الجنوب

وينخرط الجيش الأوكراني في هجوم مضاد لاستعادة مناطق في شرق وجنوب البلاد سيطرت عليها القوات الروسية منذ بدء الحرب قبل 16 شهراً؛ ويركز تقدم القوات الأوكرانية أولاً على تأمين مجموعات من القرى في الجنوب.

ويقول جولي ميتروخين، المتخصص بالسياسة الدولية في جامعة تافريسكي الأوكرانية، إن تلك التحركات هدفها منع مخطط روسي في ابتلاع الجنوب.

ويُضيف لـ «سكاي نيوز عربية»، أن روسيا وضعت كل خططها الدفاعية وليست الهجومية في الجنوب، لأنها لا تريد أن يتم عبور النهر من جانب قواتنا حتى يتسنى لموسكو عملية فصل الأقاليم الأربعة في الجنوب، والتي ضمت خطواتها بالفعل من خلال:

- ربط مدن القرم من جهة، وخيرسون وميليتوبول وبيرديانسك من جهة أخرى.

- تأسيس مناطق وهيئات حكومية روسية في تلك المناطق كدائرة للأحوال المدنية وخدمات مصرفية وتعليمية.

- التعامل بالروبل الروسي وإصدار جوازات سفر روسية ومنح الجنسية الروسية لمواليد ما بعد 24 فبراير.

ومطلع الأسبوع، ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية، إن القوات الأوكرانية واصلت هجومها في إقليم خيرسون غرب نهر دنيبرو، بخلاف أن القوات الروسية تستخدم نيران المدفعية على طول نهر إنجوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو.

نهر دنيبرو

- يمتد نهر دنيبرو على طول 2290 كيلومتراً، فهو ينبع في روسيا ويعبر بيلاروسيا.

يجتاز أكثر من ألف كيلومتر في أوكرانيا ليصب أخيراً في البحر الأسود.

- يُعد «شريان حياة» لأوكرانيا، حيث يؤمن 10 في المئة من توليد الكهرباء.

- اقتصاد أوكرانيا برمته يتوقف على حركة النقل بين ضفتي دنيبرو.