أضواء

تحدّيات المثليّة

13 يونيو 2023 10:00 م

شعر أصحاب الميول الجنسية الشاذة من مثليّين ومثليّات بارتياح بعد ما لاقوه من تعاطف وتأييد لحقوقهم على المستوى الرسمي في البلدان الغربية، تعدى القبول بدمجهم في المجتمع إلى السماح لهم بالزواج وتبني الأطفال.

وعزز ابتهاج المثليّين موقف الكنيستين الكاثوليكية والأنجليكانية في الصلاة للمثليّين بأن يباركهم الرب رغم ممانعتهما إقامة حفل الزواج في الكنيسة، على اعتبار أن الرب لا يقبل بخطيئة العلاقات الجنسية بين المثليّين.

وساعد ذلك المثليّين على فرض وجودهم من خلال كرنفالاتهم الدعائية «فخر الشواذ» وفي وسائل الإعلام مع تحدي محاوريهم بطريقة هجومية جنونية ممن يعارضون أفكارهم وحقوقهم.

في أحد هذه الحوارات ظهرت إمرأة متحولّة تتحدث بكل ثقة وتقول لمحاورها أن الرجل يمكن أن يحيض (!). حاول محاورها إقناعها بأن ذلك مستحيل بيولوجياً لأن الرجل يحمل كروموسوماً ذكرياً (XY) بينما المرأة تحمل كروموسوماً أنثوياً (XX) لكن دون جدوى.

الماراثون النسائي الذي أقيم في لندن أبريل الماضي، اتهمت امرأة متحولة تدعى جلينيك فرانك، شاركت في الماراثون بأنها احتالت على النساء المشاركات واستولت على مرتبة امرأة شاركت في السباق، وادعت أنها امرأة لا تختلف عن المتسابقات.

أثار ذلك لغطاً كبيراً في الأوساط الرياضية وصرّح بعض المنظمين للماراثون بأن جلينيك تحتفظ بخصائص رجولية تجعلها تتفوق على باقي النساء، وليس من العدالة السماح لها في السباق.

وأصبحت قضية جلينيك من القضايا التي لا تخدم المنظومة المثليّة وتثير الكثير من التحفظات على منحهن المزيد من الحريات.

ولا يختلف الأمر مع اللغط الدائر في منع المرأة المتحولة من دخول دورات المياه المخصصة للنساء!

لعل موقف حاكم ولاية فلوريدا الحالي دي سانتس، كان مخيباً لآمال المثليّين عندما أصدر مجموعة من القوانين منها ما يتعلق بحظر استخدام كلمة «مثلي»، ووقف العناية بالمتحولين القاصرين، ومنع المثليّين من استخدام المرافق العامة التي تتفق مع مثليتهم.

كما حظر على المدرسين مناقشة اختيار الهوية الجنسية مع أطفال رياض الأطفال وحتى المرحلة الثالثة.

وحظر مناداة المتحولين بصفتهم المتحولة في المدارس بل إنه ألزم المدارس على التأكيد بأن «الجنس يحدده علم الأحياء منذ الولادة التي تأتي من ذكر بيولوجي وأنثى بيولوجية».

وعلى العكس من ذلك، وبّخت مدرسة كندية الطفل منصور بتوجيه كلمات شديدة اللهجة ونفت انتمائه إلى المجتمع الكندي المتحرّر، فقط لعدم مشاركته في احتفالية مجانين «فخر الشواذ». لو كانت تعمل مدرسة في فلوريدا لما ترددت أسرة المدرسة من إنهاء عقدها وطردها من المدرسة. لا أعتقد أن المجتمع الكندي أكثر تحرراً من المجتمع الفلوريدي!