ألوان

أصدقاء جمعيات النفع العام

6 يونيو 2023 11:00 م

تتميز الكويت وتفتخر بمؤسسات المجتمع المدني، ومنها جمعيات النفع العام التي انتميتُ إليها عبر أكثر من أربعة عقود من الزمن إلى جانب العمل بالجمعيات التعاونية، وقد عرفت الكثير من الأمور وتعرّفت على الكثير من الشخصيات المختلفة من الكفاءات الكويتية التي تشرّفت بالعمل معها واكتسبت الخبرة الكافية خصوصاً في ما يتعلق بقانون جمعيات النفع العام الذي يجهله الكثير ممن انخرطوا بعالمها، والأسوأ من ذلك أنهم لا يريدون تعلّم تلك القوانين، ويرفضون منها ما لا يتناسب مع مرادهم.

ولقد انخرط الكثير من أهل الكويت من الجنسين في العديد من جمعيات النفع العام، بل إن القانون سمح للمواطن الكويتي بالانضمام إلى أكثر من جمعية نفع عام في الوقت ذاته، الأمر الذي يتيح لهم المشاركة في الأنشطة عبر أكثر من مناسبة وطنية واجتماعية.

وعبر السنوات في جمعيات النفع العام، رأيت من يعمل بصمت من أجل خدمة المجتمع الذي ينتمي إليه، وبالمقابل من يعمل من أجل الوجاهة والتكسب المادي والإعلامي، وترى بعض أعضاء مجلس الإدارة لا يعمل بتاتاً، وكلما كان هناك إنجاز ما ادعى أنه من بنات أفكاره، وهناك الأسوأ وهو من لا يعمل ويدعي في الإعلام وفي الجلسات أنه محور عمل جمعية النفع العام التي لم تر منه إلا الإزعاج والمشاكل، بسبب ومن دون سبب، بل ان البعض منهم بات يتصرّف وكأنّ جمعية النفع العام ملك يمين له، ومنهم يعتقد أنه رئيس ولا يعرف صلاحيات الرئيس لأنه غير قادر على استيعاب فكرة أن من يشغل منصب أمين السر هو المنوط بإدارة جمعية النفع العام، وهناك الكثير من القصص عن المؤامرات التي تمت حياكتها من أجل البطش بالخصم، وقد شاهدت أن من يرشح نفسه يتصل بأعضاء الجمعية العمومية ليحصل على أصواتهم، وعندما يصل يتعامل معهم بعدم لباقة، متناسياً أن هناك انتخابات مقبلة! بل ان البعض منهم يصرّح لمن حوله بأنه باق إلى يوم القيامة في المنصب وما هي إلا شهور قليلة حتى تلفظه الجمعية التي يدّعي أنه باقٍ بها، بل انه بات لا يجرؤ على الحضور للحصول على بريده ويطلب من حارس الجمعية إيصاله إلى المنزل!

وهناك من يكون مدير لجنة داخل تلك الجمعية، ويحصل على مكتب فيقوم بقفل المكتب ويحتفظ بالمفتاح لفترة طويلة إلى أن تنتهي فترته دون أن يقوم بعمل أي نشاط ويدعي أنه يقوم بكل شيء، وهناك أصحاب الشهادات العليا فمنهم من حصل عليها من دولة أجنبية لم يزرها قط، وقام بإعادة مؤلفاته فقط من أجل إضافة حرف «الدال» الموقر الذي يسبق اسمه وهناك من هو «قبسه» فكلما اتفق مع شخص يكتب له إما يترك الكويت أو يتوفى!، وهناك مَن يحصل على شهادة عليا بمقابل مادي ثم يحصل على المقابل المادي لتلك الشهادة في الراتب، إلى أن يتم فضحه وتتم مطالبته بدفع المبالغ التي حصل عليها دون وجه حق وإلّا الإجراءات القانونية المعروفة!

ويوجد أيضاً أصحاب المصلحة، فعندما تتم مساعدتهم بطلب منهم من أجل إشهار الجمعية لجهلهم بالقانون، وعندما تقدم له المساعدة يتنكر لمن ساعده وكأنه قام بكل شيء لوحده.

وهناك من يطلق عليهم أصدقاء جمعيات النفع العام، سواء كانوا من المواطنين الذين ليس لديهم عضوية أو من الضيوف الذين يعيشون بين ظهرانينا ويشاركون معنا تلك الأنشطة كونهم يترددون على جمعية النفع العام ويشاركون بفعالياتها المختلفة.

وبالنسبة لأصدقاء جمعيات النفع العام فإن سلوكياتهم لا تختلف كثيراً عن سلوكيات من انضم إلى تلك الجمعيات من حيث المناقب والمثالب على حد سواء، وأثر تلك السلوكيات على أداء تلك الجمعيات وإضفاء روح الأُسرة الواحدة.

وهناك بعض التصرفات غير المسؤولة من أحد أصدقاء جمعيات النفع العام إذ انه يتدخل في ما لا يعنيه ويتصرف وكأنه الآمر الناهي.

وهناك من يحضر إلى جمعية النفع العام أكثر من بعض أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية العمومية، وبات يتدخل في ما لا يعنيه ويضع نفسه في أكثر من موقف محرج، لكنه يمتاز بالبلادة فكلما نصحوه لم يأخذ بتلك النصيحة وكاد يطرد أكثر من مرة والغريب فعلاً أنه لم يتعظ من سلسلة المواقف التي واجهته وهناك سلسلة من المواقف للكثير من الشخصيات شهدتها في عالم جمعيات النفع العام وأفكر مليّاً بجمعها في كتاب بالمستقبل.

همسة:

العمل بجمعيات النفع العام يحتاج إلى العطاء ونكران الذات والتواضع.