هاجر العم صباح من مدينته حلب السورية قبل سبعة وأربعين عاماً إلى المغرب، وبدأ أعماله فيه وكأي رجل أعمال أبدع في حرفته التي أخلص لها وأخلصت له، من العمل على الخزف بيد ماهرة واستطاع أن يصنع له اسماً وكياناً ويحقّق نجاحات في ظل القوانين والتشريعات المغربية المشجعة جداً على الاستثمار دونما تمييز بين مواطن أو وافد وفي ظل بيئة عمل صحية، ولا يزال محله الكبير في (الوازيس) في الدار البيضاء علامة مشعة في واجهة محطة القطار.
عندما هاجر هذا الشاب آنذاك، والذي تجاوز منتصف السبعينات الآن أطال الله في عمره وألبسه أثواب الصحة والعافية، تعرّف إلى رجل أعمال حلبي من ضحايا التأميم الناصري أيام الوحدة المصرية السورية، حيث تمت مصادرة مصنع النسيج الذي يملكه، وبعدها هاجر إلى المغرب مع مجموعة من السوريين قبل أكثر من ستين عاماً، وتزوّج العم صباح من بنت ذلك النسّاج السوري الكبير والتي ولدت في المغرب، ويقول العزيز أبوناصر، عندما تزوجتها ورزقنا بناصر أرسلتها حينذاك مع ابننا إلى حلب حيث العائلة والوالد والوالدة، رحمهما الله، وبعد أن أمضت زوجتي أسبوعاً هناك شعرت بالغربة في بلدها وبلد والديها، وبدأت بالبكاء قائلة أعيدوني إلى بلدي المغرب، هي سورية وتحمل الجنسية السورية ولكنها ولدت ونشأت في المغرب.
لا غربة في المغرب أبداً. وللحديث بقية... دمتم بخير.
jaberalhajri8@