برحيل الفنان القدير أحمد جوهر، الذي غيبه الموت، اليوم، عن 65 عاماً في أحد مستشفيات لندن، والذي كان قد وصل إليه قبل أربعة أيام، يفقد الفن الكويتي أحد أبناء الحركة الفنية، تاركاً خلفه إرثاً من الأعمال في التلفزيون والمسرح والإذاعة.
وعانى الراحل منذ أكثر من سنة من مشاكل صحية في الرئة، وأدخل إلى مستشفى مبارك منذ شهر تقريباً، لكن بسبب تدهور حالته الصحية بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة استدعى الأمر ضرورة سفره للخارج لتلقي العلاج.
ونعت وزارة الإعلام الفقيد، واصفة رحلة حياته بالحافلة بالعطاء للفن الكويتي تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً.
ونقلت الناطق الرسمي باسم الوزارة أنوار مراد في بيان صحافي تعازي ومواساة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد ودعاءه إلى المولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
وقالت مراد إن «الفنان الراحل كان نموذجاً للفنان الحقيقي الذي أحب فنه وجمهوره وقدم العديد من الأعمال الدرامية التراثية الجميلة التي لاتزال تعرض على شاشة تلفزيون الكويت والقنوات الفضائية لما تحمله من قيم جبل عليها أهل الكويت والخليج، كما ساهم في صناعة نجومية عدد من الفنانين الشباب المتواجدين حالياً في الساحة».
وأضافت أن «الفقيد اكتسب احترام وتقدير كل من عاصره في مجال الفن بصفة خاصة والإعلام بصفة عامة»، داعية الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.
كما نعاه عدد من منتسبي المجال الفني، فكتب المخرج المنتج مناف عبدال من خلال حسابه في «إنستغرام»: «رحمك الله يا حبيبي بوجوهر، صاحب القلب النظيف، إنا لله وإنا إليه راجعون»، فيما أرفق الكاتب بدر محارب مع رثائه صوراً تجمعهما معاً، وكتب: «وداعاً رفيقي وصديقي وأخي الغالي أحمد جوهر، الله يرحمك ويغفرلك ويسكنك فسيح جناته».
والراحل من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في العام 1984، أما أول أعماله التلفزيونية فقد كانت في العام 1982 من خلال مسلسل «افتح يا سمسم 2»، ليقدم بعدها طوال مسيرته كماً كبيراً من المسلسلات التي احترمت المشاهد، منها «طش ورش»، «زمن الاسكافي»، «الظل الأبيض»، «لاهوب»، «السرايات»، «طير الخير»، «العضب» الذي قام بإخراجه أيضاً، وآخر مشاركة له كانت من خلال مسلسل «سموم المعزب 2» الذي تم عرضه في العام 2018.
كما كانت للراحل بصمة واضحة في عالم المسرح تمثيلاً وكتابة مثل «مخروش طاح بكروش» في العام 1991 و«سيف العرب» في العام 1992 و«كامل الدسم» العام 1994، إلى جانب مسرحيتي «استجواب» و«نهاية مخروش» اللتين قام بتأليفهما، وأيضاً مسرحية «الحكومة أبخص» التي قدمها في العام 1998.
ولم يغب الراحل على صعيد الإنتاج، إذ تصدى لصناعة مجموعة أعمال أولها مسلسل «طش ورش» العام 1993.
«الراي» التي آلمها المصاب، تدعو الله أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.