كلمة صدق

الشباب والرياضة يستحقان الاهتمام

23 مايو 2023 10:00 م

«نحن فريقنا فريق بره، فريق أوروبا... الكرة في الكويت فيها مستقبل». لاعب نادي القادسية في بطولة كأس فئة تحت 16 سنة.

مع هبات الهواء الرطبة، أُقيمت في منتصف الشهر الجاري مباراة نهائي الكأس لكرة القدم للفئة العمرية تحت 16عاماً بين نادي القادسية ونادي العربي، وكان لافتاً حضور جماهيري يقدر بالمئات لهذه البطولة للناشئين. مدرجات الملعب الثاني امتلأت بالمشجعين وأكثرهم من الشباب، ومجاميع أخرى من الشباب مشدودون خلف الشباك في متابعة المنافسة الشبابية الكروية.

لقد كان لافتاً بالفعل كيف أن مجموعة من الناشئين استقطبت كل هؤلاء الشباب لمتابعة البطولة بالإضافة إلى تواجد واضح من وسائل الإعلام من المصوّرين ومن مراسلي الصحف والمحطات الإعلامية المختلفة.

كنت جالساً على دكة أشاهد نهائي هذه البطولة الحماسي، وقد تصادف بجانبي جلوس أحد الإعلاميين المنخرطين بالشأن الرياضي والأندية الرياضية، وكان له حديث لافت عن أهمية كرة القدم والرياضة بشكل عام على الشباب. رغم عدم معرفتي المسبقة له إلا أنه وجّه تساؤلاً لافتاً لي قائلاً «انظر إلى هؤلاء الشباب من اللاعبين والجمهور، أليس وجودهم في الملعب هنا والتنافس الشريف أفضل من التسكع في الشوارع والأسواق، ومرافقة أصحاب السوء أحياناً أو التوجه للهو غير المشروع»!

ثم أضاف موجهاً حديثه العفوي لي بالقول «أتعلم ومن خلال تجربتي مع الشباب والأندية الرياضية، أن الشاب الرياضي يتعلّم من النادي الرياضي ومن الرياضة ومن الاحتكاك بالمدربين والمسؤولين الرياضيين والإعلام والجمهور ما لا يمكن تعلمه في البيت أو المدرسة، وأن الرياضة ليست مجرد لعب كرة، بل هي ممكن أن تكون مصنعاً للرجال».

إن هذه الأجواء الرياضية، وهذه الروح الرياضية يجب أن يعززها كل مَن هو مسؤول عن الرياضة في الكويت سواء كان الهيئة العامة للرياضة، أو الاتحادات الرياضية أو الأندية الرياضية أو مجلس الأمة، فلا يجب النظر إلى الأندية نظرة لوائح وقوانين ومن يسيطر على ماذا ومن له صلاحيات أكثر من الآخر، لكن على كل المسؤولين ومن لهم يد في الشأن الرياضي أن ينظروا إلى عين هذا الشاب في نادي القادسية وبريق الأمل فيها بمستقبل مشرق للرياضة وكرة القدم بالكويت.

هذا الشاب عبّر بعفويته عن شعور ورغبة عشرات الآلاف من الشباب الكويتي، بل عن مشاعر الكويتيين كباراً وصغاراً بالأمل في مستقبل أفضل للرياضة الكويتية.

على الجميع، كل المسؤولين في الشأن الرياضي أن ينظروا نظرة أبوية للشباب الرياضي وينحّون المصالح الآنية جانباً، ويرتقوا بهذا القطاع الحيوي الذي ينعكس تطويره بالخيرعلى نشاط وأداء شباب الكويت، وبالتالي على اسم الكويت ومكانتها في المحافل الدولية.