«إن من الشعر لحكمة» تتجلى في المفردات الرائعة التي تبعث على التفكير في ماهيتها، وتُثير الاهتمام في معانيها، والمفردات لها واقع على القلب وهي تحرك الوجدان وتبعث على التأمل إذا كان الذي يقولها ذا حس مرهف لإشارات هادفة نحو سبيل طيب مفعهم بالخير.
تأملت قصيدة فضيلة الشيخ عبدالرسول الفراتي الرائعة وجدت فيها إحساساً مرهفاً وعاطفة جياشة نحو الخير، قالها في أخي الراحل عبدالعزيز حمود المتروك، الذي غادر دنيانا في الأسبوع الماضي بعد أن ترك في قلوبنا صدى لصوت شجي يقرأ القرآن الكريم.
وفي أذهاننا عبقاً من السكينة الذي كان يتمتع بها والهدوء الذي كان يصاحبه في ترتيله لكتاب الله الكريم، واستبصاره لمعانيه وتدبره لأوامره ونواهيه.
رحمك الله يا عبدالعزيز
كنت رزيناً في تصرفاتك
هادئاً في نقاشك
طيباً في دلائلك
رشيداً في نصحك وإرشادك
قصيدة فضيلة الشيخ الفراتي تُحرك الوجدان وتُثير الاهتمام وتبعث على الابتهال بالرحمة والمغفرة والرضوان لفقيدنا الغالي.
حيث ينشد فضيلة الشيخ رائعته فيقول:
أديت حق كتاب الله مشكورا
وكان شخصك للقرآن دستورا
عبدالعزيز رعاك الله منزلة
وصرت واحدنا للذكر توقيرا
وكان صوتك أنغاماً على وتر
وكنت تبدع بالترتيل تذكيرا
وكنت كالذوق بالآيات تمتعنا
فترسل اللحن تبشيرا وتحذيرا
تسمو بنا نحو كون لا حدود له
حتى نرى الذكر في إحساسنا نورا
ملأت صدرك إحساساً ومعرفة
وزادك الله بالقرآن تنويرا
قضيت عمرك للقرآن تخدمه
ذوقاً وصوتاً وتكريماً وتفسيرا
يا شيخ مصحفنا إن الكويت غدت
تنعاك في ألم والسعد مهجورا
عبدالعزيز وعمق القلب منزله
فسامح اليوم للمحزون تقصيرا
أديت كتاب الله يا ألقاً
فاهنأ جوارك آل البيت والحورا
أخوي عبدالعزيز في أمان الله