اختتم فعاليات موسمه الحادي عشر

«الملتقى الثقافي» أبّنَ «الصوت الجريح»... بحضور رفقاء دربه

22 مايو 2023 10:00 م

- طالب الرفاعي: عبدالكريم عبدالقادر عاش التبدلات الأهم... في تاريخ الكويت
- جاسم النبهان: الزمن الذي ظهر فيه كان زمن النور
- خالد البذال: يُخاطب أولاده كمن يُغازل حبيبته
- أحمد الشرقاوي: قال لي «لا أودّ الدخول في صراع مع عيالي عبدالله ونبيل»
- يوسف السريع: كان مرجعاً لألوان الغناء العربي
- فيصل خاجة: رسّخ نظرة الاحترام للفن... وأصبح نبراساً للفنانين الجدد
- أمل عبدالله: أعرفه منذ منتصف القرن الماضي... تربطني به صلة الجيرة
- أنور عبدالله: «تكون ظالم» أول أغنية سجلها من حسابه بـ 75 ديناراً

بحضور رفقاء دربه وأصدقائه، اختتم «الملتقى الثقافي» فعاليات موسمه الحادي عشر بأمسية خاصة لتأبين الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، بمشاركة الملحن أنور عبدالله الذي رافق المرحوم لما يزيد على أربعة عقود.

كما شهد الملتقى حضور الصديق الشخصي للفنان الشاعر الغنائي خالد البذال، والفنان القدير جاسم النبهان والوكيل المساعد لقطاع التلفزيون بالتكليف الدكتور يوسف السريع والشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي والفنانة الأردنية مكادي نحّاس والإعلامية أمل عبدالله والباحث في التراث الغنائي فيصل خاجة والناقدة ليلى أحمد والناقد فهد الهندال والإعلامية الجازي السنافي، وغيرهم من الأساتذة والمثقفين.

«مرحلة غناء»

بعد الترحيب بضيوفه، قال مؤسس ومدير الملتقى الثقافي الأديب طالب الرفاعي إن «تأبين الفنان المرحوم عبدالكريم عبدالقادر، هو أقل ما يمكن أن نقوم به، فالراحل يمثل مرحلة غناء كويتية غنية جداً بأصواتها ومواهبها وبارتباطها بأرض الكويت وتراث الكويت. والحديث عن الفنان المرحوم عبدالقادر هو حديث عن واحدة من أهم مراحل الغناء الكويتي، خصوصاً ما امتلكه الفنان من موهبة عالية وخامة صوت نادرة، وتلوّن تلك الخامة بمختلف ألوان الغناء الكويتي، وقدرتها على الإبداع في كل ما تغنيه وتشدو به».

وأضاف «عبدالقادر المولود سنة 1945، عاش التبدلات الأهم في تاريخ الكويت، واستطاع بحرفية عالية أن يجسّم مختلف مراحل المجتمع، وبصوته الجريح وإحساسه المرهف كان انعكاساً حقيقياً لعوالم تلك الأزمنة. ولذا تعلقت مختلف الأجيال بغنائه، واستطاع أن يحفر مكانته في قلوب أهل الكويت ومنطقة الخليج، ولذا سيبقى خالداً في قلوبهم بما قدمه».

وختم قائلاً: «الملتقى الثقافي يحتفي بذكرى الفنان العطرة ويقف أمام أهم المحطات في مسيرته، وذلك عبر لقاء مع رفقاء دربه وهم وحدهم خير من يستطيع أن يتحدث عنه، فلروح الفنان عبدالكريم عبدالقادر الرحمة والمغفرة، وللكويت عزاء جميل بأمل من سيأتي ليكون خير خلف لخير سلف».

«زمن النور»

وتحدث الفنان القدير جاسم النبهان عن علاقته بالراحل، فقال: «تجمعني مواقف شخصية مع المرحوم عبدالكريم عبدالقادر، فقد عرفته منذ بداية الستينات وقبل أن يكون مطرباً، ولكن اللقاء الأخير الذي جمعني معه كان في مكتب الشاعر خالد البذال».

وأضاف «رغم أن شخصيته (حياوية)، ولكنه في الغناء جريء جداً، كما أن الزمن الذي ظهر فيه (الصوت الجريح) في الستينات والسبعينات كان زمن النور، فهو من أهم الأزمنة في تاريخ الكويت، حيث شهدت هاتان الفترتان تطوراً في مجالات الحياة كافة».

«الأب الحنون»

من ناحيته، قال الشاعر الغنائي خالد البذال: «ليس كل ما يعرف يُقال. هناك أشياء كثيرة مشتركة بيني وبين (بوخالد)، وأعرفه جيداً وعن قرب، فهو أب حنون وإنسان رومانسي وراقٍ. كان يدهشني في كل مرة يخاطب فيها أولاده وبناته حيث يتحدث معهم بكل حب، كمن يُغازل حبيبته».

وتابع البذال: «عبدالكريم حرّك مشاعرنا في جميع المجالات، حيث غنى للوطن وللرياضة وللحب ولكل شيء جميل في الحياة».

«مملكة بوخالد»

أما الشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي، فقال: «الغوص في مملكة (بوخالد) صعب جداً، فنحن نتحدث عن مسيرة عمرها 60 عاماً».

واستذكر الشرقاوي موقفاً حدث بينهما في العام 1986، عندما صاغ كلمات أغنية «لايق عليك لايق» ولحنها الملحن راشد الخضر، ثم عرضها الأخير على 3 فنانين، هم نبيل شعيل وعبدالله الرويشد وعبدالكريم، فوافق الثلاثة على غنائها من دون أن يعرف كل منهم برغبة الآخر في غنائها، الأمر الذي وضع الخضر في ورطة، ولكن عبدالكريم أنقذ الموقف عندما هاتف الشرقاوي ليخبره قائلاً: «لا أودّ الدخول في صراع مع عيالي عبدالله ونبيل».

«أرشيفه الغنائي»

بدوره، أكد الوكيل المساعد لقطاع التلفزيون بالتكليف الدكتور يوسف السريع أن الكثير من أغاني عبدالكريم لم تأخذ الحظوة، واصفاً إياه بأنه رمز من رموز الأغنية الكويتية ومرجع لألوان الغناء العربي. ولفت إلى أن أرشيف «الصوت الجريح» يضم ما يقرب من 800 أغنية، عاطفية ووطنية ودينية ورياضية وغيرها.

«نظرة الاحترام»

في السياق نفسه، تساءل الباحث في التراث الغنائي فيصل خاجة عمّا قدمه عبدالكريم عبدالقادر للفن؟ وعمّا قدمه للفنانين؟

فأجاب عن سؤاليه أن «بوخالد رسخّ نظرة الاحترام للفن، عبر رصانة أعماله الرفيعة، فأصبح نبراساً للفنانين الجدد، ونموذجاً يحتذى به».

ومضى في الردّ على سؤاله التالي: «كما قدم للأغنية الكويتية الشيء الكثير، حيث بدأ مشواره بتوليفة جديدة في تاريخ الغناء الكويتي، استناداً على الكلمة الأصيلة والمفهومة، وأدائه لمفردات السهل الممتنع، عبر اختياراته للنصوص الغنائية».

«صلة الجيرة»

وطرحت الإعلامية القديرة أمل عبدالله سؤالاً حول سر هذا الكم من الشجن في صوت «بوخالد»، مبينة معرفتها به منذ منتصف القرن الماضي وتربطها به صلة الجيرة، مردفة: «بدأنا نفقد الرموز الحقيقيين الذين يقدمون العمل من دون أن يلتفتوا إلى المادة، ويسألون (كم نقبض؟). رحم الله عبدالكريم، إذ كان شخصية لا يمكن اختصارها في بضع كلمات».

«تكون ظالم»

وختم الملحن أنور عبدالله أمسية التأبين بكلمات أغنية «أجر الصوت»: «(من وين أبتدي يا جرحي الندي)».

وأضاف «قبل كل شيء أود تصحيح العمر الحقيقي لعبدالكريم، فهو من مواليد العام 1945، وليس كما تداولته الوسائل الإعلامية».

وزاد: «كما أن أغنية (تكون ظالم) التي لحنها عبدالرحمن البعيجان هي أول أغنية شدا بها في مشواره، وسجلها من حسابه الخاص بمبلغ قدره 75 ديناراً، وكانت الأغنية بداية النجاح. ثم تعاون مع الملحن الراحل أحمد باقر في أغنية (سرى الليل يا قمرنا)، فعاد مع البعيجان في باقة أغانٍ، منها (ما نسيناه) وغيرها».

واسترسل: «حتى التقى الدكتور عبدالرب إدريس من خلال الشاعر القدير عبداللطيف البناي، والذي كان له موقف مني، ولكن عبدالكريم أصرّ عليه أن يتعاون معي، فكتب البناي أغنية (محال) ولحنتها».

وذكر عبدالله أن أول لحن حمل توقيعه كان للفنانة رباب في مقدمة مسلسل «الغرباء» التي قالت إن اللحن يحتاج إلى تعديل، «ولكن عندما استمع إليه (الصوت الجريح) أبدى استعداده لغنائه، غير أن رباب قررت غناءه في النهاية».

بخط اليد

أوضح الملحن أنور عبدالله أنه يعرف عبدالكريم جيداً في ما إذا أحب إحدى القصائد التي تأتيه من الشعراء، وذلك عندما يعيد كتابتها بخط يده.

وذكر أيضاً أن «بوخالد» خلال تسجيله لأغنية «غريب» مع الدكتور عبدالرب إدريس في «استوديو 46» في القاهرة، «دخل عليهما عبدالحليم حافظ، وتبادلا الأحاديث الودية، فكانوا جميعهم سعيدين في هذا اللقاء».

«أحد الرموز»

أعربت المطربة الأردنية مكادي نحّاس في كلمة مقتضبة عن فرحتها بهذا التجمع الفني - الثقافي، حيث قالت: «أشعر بسعادة كبيرة حين أكون بين النجوم الكبار من فنانين وإعلاميين وتشكيليين، ونحن في الأردن نحب (الصوت الجريح) ونعتبره أحد رموز الأغنية العربية».

«هذا أنا»

قال مؤلف كتاب «هذا أنا» الكاتب نجم الغريب إن «عبدالكريم رفض أن أكتب عنه كتاباً لتدوين مشواره الفني وحكايات أغانيه، ولكنني وضعته أمام الأمر الواقع عندما جمعت المادة وأصدرت عنه كتاباً، فأعجب به وطلب مني تأليف كتاب آخر يكون امتداداً للأول».

«رحلة الأرنب»

أوضح الكاتب علاء الجابر أن عبدالقادر شارك كمغنّ في مسرح الطفل عبر مسرحية «رحلة الأرنب»، وهي من تأليف الجابر نفسه.