د.. وائل الحساوي / نسمات / لمحات من زيارة «بوش»

1 يناير 1970 11:40 م

كأنما اختزل الرئيس الاميركي جورج بوش زيارته لدول الخليج في انها بهدف التحذير من ايران، فقد كرر التحذير من ايران في كل دولة خليجية زارها عدة مرات وبطرق مختلفة، فهل المقصود هو اقناع دول الخليج بالخطر الايراني ام انه لاقناع ايران بأن دول الخليج محميات اميركية تدخل ضمن نفوذ بوش وان رئيس تلك المحميات جاء ليحذر من يعتدي عليها؟!

نحن لا ينقصنا الوعي بخطورة ايران على دول الخليج في ظل تسابقها على التسلح وتدخلها في شؤون جيرانها، لكن لماذا الزج بدولنا في تلك المعمعة التي لاناقة لنا فيها ولا جمل، وما فائدة تكرار التحذير من ايران في كل مناسبة؟! واذا كان بوش يعد عدته لضرب ايران - وهو ما نستبعده - فلماذا لايطلع دول الخليج على خطته لكي تحصن نفسها من اي اعتداء او اجراء انتقامي قد يحصل لها بدلا من استخدام اراضيها للتحذير الدائم من ايران؟!

***

عندما ألحّ الكويتيون على الرئيس بوش إلحاحا كبيرا بأن يتوج زيارته للكويت باطلاق سراح المعتقلين الكويتيين في سجن غوانتانامو، اجابهم بان اثنين من المعتقلين الاربعة سيتم تحويلهم للولايات المتحدة الاميركية لتتم محاكمتهم، والاثنين الآخرين سننظر في امرهما، وهنا يقف الانسان مشدوها امام ذلك الجواب، فقد مرت ست سنوات منذ اعتقالهم وما يتعرضون له في سجونهم من اصناف الاستجوابات والتعذيب - كما افاد من اطلق سراحهم من السجناء - فكيف يتم نقلهم اليوم وتحت ضغوط الاسترحام وطلب العفو إلى الولايات المتحدة لكي تبدأ محاكمتهم؟! وهل هذه هي العدالة التي تتشدق بها الولايات المتحدة؟! ام ان هذه هدية لنا لكوننا حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة؟!

***

اجتمع الرئيس بوش في زيارته القصيرة مع مجموعة من ناشطات حقوق الانسان في جلسة ودية وصديقة، ومع ان المرأة في الكويت قد نالت كل ما تعتبره حقوقا مسلوبة واصبحت تتبوأ اكبر المراكز في المجتمع، وليست بحاجة إلى دعم خارجي في سبيل نيل حقوقها كما كانت تفعل سابقا، لكن ألم يكن من الأولى بالرئيس بوش ان يطلب لقاءات مماثلة مع فئات من المجتمع نالها التهميش بسبب سياسات الولايات المتحدة في ما يسمونه بالحرب على الارهاب مثل لقاء عائلات معتقلي غوانتانامو والسماع لهم، او لقاء وفد من الجمعيات الخيرية التي تضررت اعمالها ونالها من التضييق في الخارج ومحاصرة اعمالها، على الاقل ليستمع لوجهات نظرهم ويحاورهم؟!


من المسؤول عن تخريب المكتبات؟!

لا نستطيع إلقاء اللوم على أي جهة فيما حدث من عمل تخريبي ضد المكتبات الاسلامية قبل يومين حتى تثبت لنا الادلة، لكن الشيء الذي نستطيع إلقاء اللوم عليه هو عملية «الشحن» الذي يزداد في مجتمعنا يوميا وتأجيج العداوات بين افراد المجتمع وتصوير الآخر بصورة العدو الذي لابد من الانتقام منه، فلاشك ان تلك الصور الذهنية في عقول بعض الافراد قد تتحول إلى قوى مدمرة على ارض الواقع سرعان ما تفجر الامور وتحرق الاخضر واليابس كما فعلت في كثير من المجتمعات، ولا شك ان علماء الدين لهم دور في وأد تلك العداوات او في تأجيجها!!


د.. وائل الحساوي

[email protected]