حتى الفاسدون، قادرون على تحسين صورتهم، إذا اقتضت الضرورة...
هذه فحوى الرسالة التي حملتها مسرحية «المحترمين»، والتي تواصل تقديم عروضها منذ انطلاقتها أول أيام عيد الفطر السعيد على خشبة عبدالحسين عبدالرضا، وسط إقبال جماهيري مستمر، وإشادات واسعة النطاق على مضمون النص وقوة الأداء وتكامل أضلع العرض، بقيادة الكاتب المخرج عبدالعزيز صفر، ومجموعة من الممثلين الشباب، على غرار خالد المظفر وإيمان فيصل ومحمد الدوسري وإبراهيم الشيخلي وأحمد المظفر وزينب بهمن ومهدي دشتي وسلمان كايد وهيا السعيد، وغيرهم.
«مجلس القرية»
تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الأشخاص، وهم تحديداً رؤساء مجلس القرية، والمنظمة التي يرأسها «محضر خير» (خالد المظفر) إذ يقومون بالتحكم في قرارات وشؤون القرية التي ينتمون إليها، قبل أن يُذاع بعد ذلك عنهم صيت الفساد، فتحدث العديد من المواقف في قالب كوميدي راقٍ ودراما مسرحية جميلة، وهنا يضطر أفراد هذه الشلة الفاسدة إلى أن يكونوا محترمين لتحسين صورتهم أمام الناس وتخطي بعض الأمور.
«مسرح جديد»
ونجح كاتب ومخرج العمل صفر في تقديم مسرح كويتي جديد، وساعده في ذلك أداء الفنانين المشاركين، إذ تجلّى التوافق الفني والتفاهم الكبير بينهم على الخشبة. كذلك، لا نغفل لمسات الدكتورة فاطمة القامس التي برعت في تصميم الديكور، للمنظمة التي يديرونها والمنطقة التي تقع تحت سيطرتهم، ما أسهم في إيصال الفكرة إلى الجمهور بكل وضوح.
«أصول»
«الراي» تواجدت في العرض بدعوة من قائد العمل، الذي تحدّث قائلاً: «لقد شرعت في كتابة أول مشهدين خلال العام 2021، ولكنني أجّلت عرضه في ذلك الوقت، ليبصر النور في الوقت الحالي».
ورداً على من يقولون إن العمل يحمل جانباً من المسرح الأكاديمي، أوضح صفر: «هذه فرصة لكي أقول لهم إنه لا يوجد مسرح جماهيري أو أكاديمي، بل هناك أصول للمسرح، وحاولنا هنا أن نقدم فكراً مسرحياً فلسفياً جديداً، ومع هذا تجدون في (المحترمين) جرعات ضحك، ومازلنا نتطور شيئاً فشيئاً حتى نعلّم الناس ما هو المسرح الكويتي».
«عمل من القلب»
بدوره، قال الفنان خالد المظفر: «قدمنا هذا العمل بكل حب ومن القلب، وأتمنى أن نتواصل دوماً مع الجمهور، وأن يكونوا قد أحبوا الموضوع الذي نطرحه، حيث تعبنا واجتهدنا في ظل الكثير من الظروف». وأهدى المظفر مسرحية «المحترمين» إلى روح الفنان الراحل حسين العوض، «الذي كان سيشاركنا في التمثيل لولا قضاء الله وقدره».
أما الفنانة إيمان فيصل، فقالت: «أقدم شخصية (فترة) التي تتميز بالجد والحدة، حيث يكلفونني بزيارة القرية كي أكتشف الفساد»، معربة عن فخرها واعتزازها بهذه التجربة مع المخرج صفر، وبفريق العمل كافة، واصفة وجودها في المسرحية بـ «المهم». كما اعتبرت الشخصية التي تؤديها نقلة نوعية في مشوارها.
من جهته، علّق الفنان مهدي دشتي، بالقول: «أنا دائم التواجد في أعمال المخرج صفر والفنان المظفر، وأحببت النهج والتدرج المسرحي الذي يقدمانه، كما سعدتُ بأن أكون أحد المحترمين و(معتمد) الأمن الثالث في المخفر، صاحب الثقافة والضيافة وعضو مع المجموعة».