في مراسم دينية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد

تتويج تشارلز الثالث الملك الـ 40 لبريطانيا: «أتيت لأكون خادماً لا مخدوماً»

6 مايو 2023 10:00 م

توّج الملك تشارلز الثالث وقرينته الملكة كاميلا على عرش المملكة المتحدة، أمس، في كاتدرائية ويستمنستر في لندن، في مراسم دينية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد، لكن تم تكييفها لتعكس صورة بريطانيا في القرن الحادي والعشرين.

وقال الملك الـ 40 لبريطانيا في ملاحظاته الأولى في الحفل: «لم أحضر كي تخدموني، ولكن لأخدم».

ورغم هطول الأمطار، تجمع عشرات الآلاف قبل المراسم لمتابعة انتقال الملك والملكة من قصر باكنغهام الى الكاتدرائية محاطين بالخيالة، وبعدها لتحية العائلة الملكية التي أطلت عبر شرفة القصر اللندني.

وأقيمت مراسم التتويج للمرة الأولى منذ 70 عاماً، إذ تعود نسختها الأخيرة إلى 1953 حين اعتلت والدة تشارلز، إليزابيت الثانية العرش وتولته حتى وفاتها في سبتمبر 2022 عن 96 عاماً بعد أطول فترة حكم لبريطانيا.

ووضع كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي على رأس تشارلز الثالث (74 عاماً) تاج القديس إدوارد المصنوع من الذهب الخالص والمرصّع بالأحجار الكريمة والمغطّى بقماش من المخمل الأرجواني، في ذروة مراسم سبقها اعتقال الشرطة التي كانت حذرت من أنها لن تتسامح مع محاولة لعرقلة التتويج، عشرات الأشخاص في لندن.

وقبل التتويج الرسمي، أدى تشارلز الذي ارتدى قميصاً من الكتان الأبيض، اليمين على الانجيل جاثياً على ركبتيه، وجلس بعدها إلى عرش القديس إدوارد الذي يعود تاريخه لسبعة قرون، حيث تمّ مسحه الزيت المقدس في مشهد يُحجب عن أعين الحاضرين من خلال إحاطته بألواح خشبية ومخملية من ثلاث جهات.

وبعد مسح الزيت، عاود تشارلز الظهور أمام أكثر من ألفي مدعو في الكاتدرائية ومئات الملايين غيرهم عبر الشاشات في العالم، وتسلّم الإشارات الملكية خصوصاً الصولجان ثم تاج سانت إدوارد المصنوع قبل 360 عاماً الذي وضعه أسقف كانتربري على رأسه قبل أن يهتف «ليحفظ الله الملك!».

وصدحت في الكاتدرائية أصوات الأبواق، بينما ترددت أصوات قذائف المدفعية على امتداد المملكة المتحدة ومن على متن سفنها العسكرية عبر البحار، ايذاناً بتتويج الملك الجديد رسمياً.

وبايع ولي العهد أمير ويلز وليام والده جاثياً على ركبته وطبع قبلة على خده، قبل أن تقام مراسم تتويج «الملكة القرينة» كاميلا.

تحيّتان من الشرفة

وكان تشارلز وكاميلا قد وصلا الى الكاتدرائية باللباس الملكي على متن عربة «دايموند جوبيلي ستيت كوتش» التي تجرّها ستة خيول، وتعود الى اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية.

وتقدمت الموكب فرقتا الخيالة والفرسان وشارك فيه مئات الجنود. واصطف عشرات الآلاف على جانبي طريق الموكب وهم يهتفون للملك والملكة، رغم هطول الأمطار.

وبعد العودة إلى القصر الملكي، وهذه المرة على متن عربة «غولد ستايت كوتش» تجرّها ثمانية أحصنة، أطلّ تشارلز وكاميلا من على الشرفة وكلّ منهما يضع تاجه، والى جانبهما وليام وزوجته كايت وأولادهما الثلاثة، إضافة إلى شقيقي الملك إدوارد وآن.

وتابع الحاضرون عرضاً للقوات الجوية الملكية تمّ اختصاره بسبب الطقس الماطر. وبعدما ترك أفراد العائلة الشرفة إلى داخل القصر، عادوا لفترة وجيزة لتحيّة الجمهور مجدداً.

وغاب عن الشرفة أفراد العائلة الذين فقدوا امتيازاتهم الملكية، مثل الأمير هاري الذي حضر في كاتدرائية ويستمنستر من دون زوجته ميغان ماركل، والأمير أندرو شقيق الملك تشارلز الثالث.

وصدحت الأبواق في أنحاء الكاتدرائية في المراسم وأطلقت المدافع الاحتفالية برا وبحرا لمناسبة خامس تتويج لملك على عرش بريطانيا منذ 1838.

ومراسم التتويج هي الثانية التي تُبث على التلفزيون والأولى بالألوان وبخدمة البث التدفقي على الإنترنت. وتُعد تأكيدا دينياً لاعتلاء تشارلز العرش، إذ انه الملك منذ وفاة والدته بعدما أمضى سبعة عقود في ولاية العهد.

وامتدت المراسم على مدى ساعتين، وعلى رغم أن بعض محطاتها تمّ تحديثها، إلا أن جزءا كبيرا منها متوارثاً من ألف عام عن أسلاف الملك وعددهم 39 تُوّجوا في كاتدرائية ويستمنستر منذ 1066.

وسعى الملك الجديد لتحديث جوانب من المراسم، إذ شاركت نساء أساقفة للمرة الأولى وكذلك قادة أقليات دينية أخرى.

وبصفته ملكاً، يترأس تشارلز كنيسة إنكلترا لكنه يقود بلدا أكثر تنوعا دينيا وعرقيا عن الذي ورثته والدته في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وسعى تشارلز أيضاً لأن تكون قائمة المدعوين أكثر تمثيلا للمجتمع البريطاني، فدعا أفرادا من عامة الناس ليجلسوا إلى جنب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم.

وحضر في الكاتدرائية قادة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسيدة الأميركية الأولى جيل بايدن التي مثّلت زوجها الرئيس جو بايدن، وكل من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والأردن عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي تغيير آخر للتقاليد، عكس شعار المراسم اهتمام تشارلز الدائم بالتنوع البيولوجي والاستدامة.

وملئت ويستمنستر بأزهار موسمية وأغصان خضراء من جزيرة آيل أوف سكاي في شمال غربي اسكتلندا حتى كورنوال عند الطرف الساحلي الغربي لإنكلترا.

وحُظرت قطع الاسفنج الرغوية الخاصة بالزهور ذات الاستخدام الواحد، وسيتم التبرع بكل الأزهار لجمعيات خيرية تساعد المسنّين والضعفاء.

والتتويج ذروة مراسم تستمر ثلاثة أيام وتشمل احتفالاً موسيقياً في قصر قلعة ويندسور غرب لندن مساء اليوم.

تتويج كاميلا «ملكة قرينة» بتاج مستعمل

جرى تتويج زوجة ملك بريطانيا الثانية، كاميلا، في كنيسة ويستمنستر عقب تتويج تشارلز الثالث ملكاً للمملكة المتحدة.

وكاميلا البالغة 75 عاماً والمطلقة من زوجها الأول، هي الزوجة الثانية لتشارلز بعد الأميرة ديانا التي طلقها عام 1996.

ووصل الملك وزوجته من قصر باكنغهام إلى كنيسة ويستمنستر في عربة اليوبيل الماسي السوداء والحديثة يرافقهما الفرسان في دروع لامعة وقبعات من الريش.

وارتدت كاميلا الملكة القرينة لتشارلز تاجاً مستخدماً، إذ صرّح قصر باكنغهام أنها سترتدي تاج الملكة ماري خلال مراسم التتويج، وذلك لتجنب وضع التاج المرصّع بالألماسة «كوه آي نور»، التي تطالب الهند باستعادتها.

وبذلك ستتفادى الملكة الجديدة أزمة ديبلوماسية.

أما التاج الذي ارتدته، كان مرصّعاً بقطع ألماس كولينان الثالث والرابع والخامس، تكريماً للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وأضيفت إليه بعض التغييرات لتليق بالمناسبة وتعكس ذوق كاميلا.

اختيار صاحبة الجلالة لتاج الملكة ماري، يُعد المرة الأولى في التاريخ الحديث التي سيستخدم فيها تاج موجود بالفعل في تتويج قرينة بدلاً من صنع تاج جديد.

كاميلا.. من أكثر امرأة مكروهة في بريطانيا إلى ملكة

لندن - رويترز - بعد سنوات من تصويرها كأكثر امرأة مكروهة في بريطانيا، توجت كاميلا، الزوجة الثانية للملك تشارلز، ملكة، أمس، ما يكلل تحولاً ملحوظاً في القبول الشعبي لم يكن يتوقعه كثيرون.

فحين توفيت طليقة تشارلز، الأميرة الفاتنة ذات الشعبية الواسعة ديانا في حادث في باريس عام 1997، انصبت معظم عدواة وسائل الإعلام على كاميلا. وتوقع البعض استحالة زواج تشارلز وكاميلا.

لكنهما تزوجا بعد ثماني سنوات، ومنذئذ تم الاعتراف بها، وإن يكن على مضض عند البعض، كعضو رئيسي في العائلة المالكة، وكشخص يعتمد عليه الملك الجديد بشدة، وكملكة للبلاد.

وقال روبرت هاردمان، وهو مراسل ملكي منذ فترة طويلة ومؤلف كتاب «ملكة زماننا» (كوين أوف أور تايمز)، «إنها رفيقة روحه»، مشيراً إلى أنها تزوجت من تشارلز لفترة أطول من ديانا.

ولدت كاميلا شاند في عام 1947 لعائلة ثرية، وكان والدها «ميجر» في الجيش وتاجر نبيذ وتزوج امرأة ارستقراطية. وتنقلت كاميلا في دوائر اجتماعية جعلتها على اتصال بتشارلز الذي قابلته في ملعب بولو في أوائل السبعينات.

وتواعد الاثنان لبعض الوقت وكان تشارلز قد فكر في الزواج، لكنه شعر أن عمره أصغر من أن يتخذ مثل هذه الخطوة الكبيرة.

وانهمك تشارلز في البحرية، وتزوجت كاميلا من ضابط سلاح الفرسان البريغادير أندرو باركر بولز. وأنجبت كاميلا من زوجها طفلين هما توم ولورا وتطلقا في 1995.

أما تشارلز، فقد تزوج ديانا التي كانت تبلغ من العمر 20 عاماً فحسب في حفل زفاف عام 1981 لم يسحر بريطانيا فحسب بل العالم بأسره. وبعد إنجاب طفلين، وليام وهاري، ساءت العلاقة وانفصلا في عام 1996 بعد أن جدد علاقته مع عشيقته السابقة.

وعُرضت تفاصيل هذه العلاقة على جمهور أصابه الذهول في عام 1993 حين نُشر في الصحف نسخة من محادثة خاصة مسجلة سراً بتفاصيل حميمة للغاية.

وقالت كاميلا لتشارلز في المحادثة الهاتفية المسجلة سراً التي نُشرت عام 1993 «سأتحمل أي شيء من أجلك. هذا هو الحب. هذه هي قوة الحب».

وفي مقابلة تلفزيونية في العام التالي، اعترف تشارلز بأنه استأنف علاقتهما، لكنه قال إن ذلك لم يحدث إلا بعد انهيار زواجه بلا رجعة.

وصرحت ديانا في مقابلة تلفزيونية في عام 1995 «كان هناك ثلاثتنا في هذا الزواج، لذلك كان مزدحماً بعض الشيء».

وبعد أن أضفت ديانا تألقاً على قلعة وندسور بثيابها الأنيقة، لم يفهم كثيرون من البريطانيين سبب تفضيل تشارلز لكاميلا المحبة للريف التي تظهر عادة مرتدية وشاحاً ومعطفاً مضاداً للماء.

وقال الأمير فيليب، والد تشارلز وزوج الملكة إليزابيث الثانية الراحلة، في رسالة إلى ديانا «لا أستطيع تخيل أي شخص سليم العقل يتركك ليذهب إلى كاميلا».

محور انتقادات

وفي غمرة حزن وغضب شعبيين جارفين بعد وفاة ديانا، تعرضت كاميلا بخاصة لانتقادات شديدة. لكن في السنوات اللاحقة، بدأ المساعدون الملكيون، المكلفون بإعادة تلميع السمعة الملطخة للعائلة المالكة ككل، ببطء في دمج كاميلا في دور أكثر علنية.

وتحقق النجاح بعد أن تمكن الزوجان من الظهور في الأماكن العامة معاً، ثم تزوجا ووافقت الملكة إليزابيث في العام الماضي على أن تحمل كاميلا لقب «الملكة القرينة».

ويؤكد خبراء علاقات عامة ان ذلك كان نتيجة عمل شاق ودقيق، رغم أن المساعدين قالوا إن ذلك يرجع أساساً إلى شخصية كاميلا وروح الدعابة الكبيرة لديها.

وقالت فيونا شيلبورن (75 عاماً)، مركيزة لانسداون المقربة من كاميلا لصحيفة «صنداي تايمز» في الشهر الماضي «إنها قوية، ونشأت على هذا الإحساس الاستثنائي بالواجب... أينما تذهبين لا تتذمري وأظهري أفضل تعبيرات وجهك وواصلي التقدم... وهذا نقلها إلى وضع جيد جداً».

لكن دمجها في هذا الوضع كان له ثمن. ففي مذكراته، اتهم الأمير هاري، الابن الأصغر لتشارلز، زوجة والده بتسريب قصص عنه للصحافة لتحسين سمعتها، وذكر أنه وشقيقه طلبا من والدهما عدم الزواج منها.

وتشير استطلاعات الرأي أيضاً إلى أنها لم تحظَ بشعبية واسعة النطاق أيضاً. وكشف استطلاع أجرته منظمة «يوغوف» الأسبوع الماضي، أن 48 في المئة نظرتهم إيجابية لها و39 في المئة لديهم رأي سلبي عنها، ما يجعلها من بين الأقل شعبية في العائلة المالكة.

وأشارت استطلاعات أخرى أيضاً إلى أن أقلية فحسب ترى أنها يجب أن تكون «الملكة» كاميلا.

زهور وقبعات ومعاطف... بهجة وتقاليد

لندن - رويترز - ارتدى أفراد العائلة المالكة والضيوف، مجموعة من الملابس زاهية الألوان في حفل تتويج تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا، أمس، والتي تنوعت بداية من الأردية التقليدية إلى الحليات الأنيقة على الرأس، لتمتلئ كنيسة وستمنستر في لندن بمزيج من الألوان والتصاميم.

ووصل الملك إلى الكنيسة بالزي المخملي الرسمي الذي ارتداه جده الملك جورج السادس في حفل تتويجه عام 1937، والذي يتكون من سترة قرمزية ومن فوقها معطف من الحرير كريمي اللون مع سروال ملكي باللون الأزرق القاتم.

وغير ملابسه بعد ذلك إلى الزي الرسمي الذي ارتداه أسلافه عند تتويجهم، والمؤلف من رداء حريري طويل وحزام سيف التتويج، وفوقهما عباءة من القماش الذهبي، صنعت في الأصل لتتويج جورج الرابع في عام 1821 وهي أقدم زي في المراسم.

وارتدى في يده اليمنى قفازاً أبيض من الجلد مطرزاً عند الرسغ بخيوط ذهبية.

وتوج تشارلز بتاج سانت إدوارد التاريخي الذي استخدم منذ تتويج الملك تشارلز الثاني عام 1661.

وارتدت كاميلا الرداء الرسمي الذي صُنع في الأصل لترتديه الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في حفل تتويجها عام 1953، فوق ثوب باللون العاجي مزين بتطريز على شكل زهور باللونين الفضي والذهبي لمصمم الأزياء البريطاني بروس أولدفيلد.

وغادر كلاهما الكنيسة في ثوب رسمي أرجواني. وارتدى تشارلز الزي الذي ارتداه جورج السادس، بينما صممت المدرسة الملكية للتطريز ثوب كاميلا والذي تميز بتطريزه المستوحى من الطبيعة.

كما ظهر وليام وكاثرين أمير وأميرة ويلز برداءين رسميين فوق ملابسهما، وارتدى وريث العرش الزي الرسمي للحرس الويلزي بينما توجت زوجته رأسها بحلية على شكل أوراق الفضية وكريستالية.

وارتدت أميرة ويلز وابنتها شارلوت ثيابا من الحرير عاجي اللون مزينة بزخارف الورد والشوك والنرجس البري والنفل، في إشارة إلى البلدان الأربعة في المملكة المتحدة، للمصمم ألكسندر ماكوين، وهو الرمز نفسه الذي اختارته كاثرين لفستان زفافها في عام 2011.

كما ارتدى أشقاء تشارلز أردية تقليدية، بينما ارتدت بنات أشقائه الأميرات بياتريس ويوجيني وزارا وليدي لويز فساتين أو معاطف بألوان الفوشيا أو الأزرق أو من أقمشة مطرزة بالزهور.

ومن بين الحضور من المشاهير الممثلة إيما تومسون، التي ارتدت معطفاً أحمر مزيناً بالورود، والمغنية الأميركية كاتي بيري، التي ستغني في حفل لمناسبة التتويج في وندسور اليوم، والتي ارتدت فستانا قصير الأكمام ملفتا باللون الأرجواني مع قفازات باللون نفسه وقبعة عريضة.

واختارت الممثلتان المخضرمتان ماغي سميث وجودي دينش، اللتان جسدتا شخصيتي الملكتين إليزابيث الأولى وفيكتوريا خلال مسيرتيهما الفنية، درجات مختلفة من اللون الأزرق لملابسهما، بينما اختارت الممثلة جوانا لوملي معطفاً بياقة بيضاء اللون مع قبعة بيضاء مناسبة له.

وارتدى المغنيان نيك كيف وليونيل ريتشي، اللذان سيغنيان أيضا في حفل اليوم، بدلتين باللون الأسود من ثلاث قطع، بينما أضاف الممثل ستيفن فراي لمسة زاهية بصدرية صفراء.

وامتلأ الحفل أيضا بملابس تقليدية من جميع أنحاء الكومنولث.

وآثرت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن ونظيرتها الفرنسية بريجيت ماكرون أن تكون إطلالتيهما باللونين الأزرق والوردي الباهت على الترتيب، بينما اختارت السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا فستانا ومعطفاً بلون واحد هادئ بدرجة من درجات الأخضر.

وامتلأت الكنيسة أيضاً بالقبعات الملونة والعريضة وحليات الرأس بألوان الفوشيا والبرتقالي والأحمر.

هاري يغيب عن إطلالة شرفة القصر

حضر الأمير هاري، النجل الأصغر للملك تشارلز الثالث، مراسم تتويج والده في كنيسة وستمنستر أبي في لندن، لكنه جلس في الصف الثالث ولم يطل في شرفة قصر باكنغهام في لحظة مهمة في المراسم.

وابتسم هاري (38 عاماً) لدى وصوله إلى الكنيسة مرتدياً بدلة صباحية مع وضع ميداليات على صدره.

وخدم الأمير مع القوات البريطانية في أفغانستان. وترك هاري زوجته ميغان وطفلاه في الولايات المتحدة.

ولم يكن للأمير هاري أي دور رسمي في مراسم التتويج وجلس يشاهدها، بينما كان أخوه الأكبر وليام، وريث العرش، يركع أمام والده ليعلن ولائه له، وهو ما قوبل بهتافات الحشود بالخارج.

ولم يظهر هاري لاحقاً في شرفة القصر حيث أطل الملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا ونجله الأكبر الأمير وليام وكبار أفراد العائلة المالكة ليلوحوا للحشود.

ولم يطل أيضاً الأمير آندرو شقيق الملك تشارلز، في شرفة القصر، حيث أُجبر على التخلي عن مهامه الملكية بسبب صداقته برجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين المدان بجريمة جنسية.

مركبتا التتويج الذهبيتان

استخدمت في موكب تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، مركبتان ذهبيتان.

وتوجه الزوجان الملكيان إلى وستمنستر آبي في عربة اليوبيل الماسي للملكة اليزابيث الثانية ثم عادا إلى قصر باكنغهام في العربة الذهبية التي استخدمت في كل تتويج منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

وتم استخدام عربة اليوبيل الماسي التي تجرها 6 خيول رمادية لنقلهما، رغم أن استخدامها يمثل بعض الانحراف عن التقاليد، إلا أنها تعتبر خياراً مناسباً لهذه المناسبة الخاصة.

وتمّ صنع العربة في أستراليا عام 2010، وتم تسليمها للملكة الراحلة إليزابيث الثانية عام 2014، وتتميز العربة بتنجيد داخلي من الحرير باللون الأصفر الفاتح، ومزخرف بعناصر ترتبط بتاريخ وثقافة بريطانيا.

وبعد انتهاء مراسم التتويج، وجه الملك تشارلز والملكة كاميلا إلى القصر في موكب تتويجي على متن عربة الدولة الذهبية التي تم استخدامها في كل مراسم التتويج منذ عهد وليام الرابع في عام 1831.

وتم صنع عربة الدولة الذهبية قبل 260 عاماً، وتتميز بطول يبلغ 7 أمتار وارتفاع يصل إلى 3.6 متر، وتزن 4 أطنان مترية، وتمّ سير الموكب التتويجي على الطريق ذاته الذي تم استخدامه في الموكب السابق للتتويج، ولكن بحجم أكبر بكثير.

تاج القديس إدوارد

في تقليد يعود لقرون ماضية ارتدي الملك تاج القديس إدوارد للمرة الوحيدة في حياته خلال المراسم.

ويحمل التاج اسم تاج آخر أقدم بكثير كان قد صنع للملك والقديس الأنغلو - ساكسوني إدوارد المعترف، ويقال إنه استخدم في مراسم تتويج الملوك بعد عام 1220، إلى أن أمر كرومويل بصهره.

وصنع التاج الجديد للملك تشارلز الثاني، الذي أراد تاجاً مشابها للتاج الذي ارتداه إدوارد، بل وأكثر فخامة منه.

ورغم أن تاج القديس إدوارد أبصر النور عام 1661 لكن الملك تشارلز سيكون العاهل البريطاني السابع الذي يضعه على رأسه

والتاج المصنوع من الذهب الخالص عيار 22 قيراط يعود لأكثر من 360 عاماً، يبلغ ارتفاعه 30 سم ووزنه 2.23 كيلو غرام.

ويشار إلى أن التاج مرصع بـ 444 جوهرة وحجراً كريماً بينها العقيق والياقوت الثمين والجمشت والتوباز ويغلب عليها اللون الأزرق الفاتح والأخضر المائل للزرقة وهي مغروسة في المينا والذهب.

ويحوي التاج أربعة صلبان وأربع زهرات زنبق وقوسين يتقاطعان في قمة التاج.

القوسان مزينان بكرات صغيرة من الذهب وكانا مرصعان سابقاً بصفين من اللؤلؤ المُقَلّد.

في قمة التاج صليب مزين بأحجار كريمة و تتدلى منه خرزات من الذهب وتحت الصليب كرة ذهبية ترمز لاتساع ولاية الملك.

«الريغاليا»

وفق موقع الأسرة الملكية على الإنترنت، فإن المملكة المتحدة تعد الدولة الأوروبية الوحيدة التي تستخدم «الريغاليا» - وهي رموز الملكية مثل التاج والكرة الذهبية والصولجانات - خلال مراسم التتويج.

ترمز تلك الأشياء إلى جوانب مختلفة من مسؤوليات الملك ومنصبه.

وُقدَم إلى الملك تشارلز الكرة الذهبية الملكية والصولجان الذهبي الملكي ذو الصليب والصولجان الذهبي الملكي ذو الحمامة وغيرهما من الرموز الملكية في المراحل المهمة خلال الاحتفال.

كما قُدم إلى كاميلا عصا الملكة القرينة ذات الحمامة وعصا الملكة القرينة ذات الصليب، محاكاة لصولجاني الملك.

دعم... ومُعارضة

اعتبر رئيس الوزراء ريشي سوناك، حدث تتويج تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا، في أكبر احتفال رسمي تشهده بريطانيا منذ 70 عاماً، «تعبيراً نفتخر به عن تاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا».

وقال «لحظة فخر وطني استثنائي... دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وتقاليد نعتز بها يولد من خلالها عهد جديد».

لكن ليس الجميع مقتنع بذلك. فالاستطلاعات تُشير إلى تراجع الدعم للتاج البريطاني خصوصاً بين الشبان الأصغر سناً مع دعوات إلى التحديث أو إلغاء النظام الملكي برمته.

فقد ألقت الشرطة القبض على زعيم جماعة «ريبابليك» المناهضة للملكية قبل ساعات من تتويج الملك تشارلز، وأبعدوه عن مئات المحتجين الذين تجمعوا بين الحشود التي اصطفت على جانبي طريق موكب الملك في وسط لندن.

وارتدى المحتجون قمصاناً صفراء ليتميزوا بين الحشود ورفعوا لافتات كُتب عليها «ليس مَلكاً لي».

وأمضى المحتجون معظم الوقت وهم يطلقون صيحات استهجان أو يغنون أغاني مثل أغنية «هي إز غاست أ نورمال مان» (إنه مجرد رجل عادي).

وأعلنت الجماعة أن الشرطة ألقت القبض على زعيمها غراهام سميث صباحاً، وأظهرت صورة نُشرت على «تويتر» سميث جالساً على الأرض وتحيط به مجموعة من رجال الشرطة.

وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على أربعة أشخاص لاشتباهها في تسببهم في إزعاج للعامة وألقت القبض أيضا على ثلاثة أشخاص للاشتباه في حيازتهم أغراضاً من أجل التسبّب في ضرر يقع تحت نطاق الجرائم، خلال ما وصفتها بأنها «عملية شرطية كبيرة».

وأعلنت «ريبابليك» ان المئات من لافتاتها صودرت.

واندلعت احتجاجات أيضا في غلاسكو باسكتلندا وكارديف في ويلز، ورفعت لافتات كتب عليها «ألغوا الملكية، أطعموا الناس».

وتحدث كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عن أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا وقارنوها بمظاهر البذخ والترف التي واكبت حفل التتويج (أكثر من 100 مليون جنيه استرليني).

ورغم كون المناهضين للملكية أقلية بالمقارنة مع عشرات الآلاف المحتشدين في شوارع لندن لدعم الملك، تُشير استطلاعات الرأي إلى أن مناصرة الملكية في تراجع وأنها في أضعف مستوياتها بين الشبان.

ومع انتقال التاج من الملكة إليزابيث الثانية إلى ابنها الأقل شعبية، يأمل ناشطو الحركة في أن يكون تشارلز هو آخر ملك بريطاني متوّج.

وقال النائب كلايف لويس الذي انضم للتظاهرات المناهضة للنظام الملكي «إنه ملياردير بالوراثة وُلد في جو من الثراء والامتيازات ويرمز أساساً إلى عدم المساواة بين الثروة والسلطة في مجتمعنا».

وطالب المحتجون في لندن بانتخاب رئيس للدولة. ويقولون إن العائلة المالكة لا مكان لها في الديموقراطية الدستورية الحديثة وإن كلفة استمرارها باهظة بإفراط.

واحتشد أغلب المحتجين المناهضين للملكية في ميدان الطرف الأغر إلى جوار تمثال برونزي للملك تشارلز الأول الذي فُصل رأسه عن جسده عام 1649، مما مهّد لقيام جمهورية قصيرة الأجل.

ورفع بعض المحتجين المناهضين للملكية لافتات مكتوب عليها «خصخصوهم» و«ألغوا الملكية، لا حق الاحتجاج».

وظهرت على لافتات أخرى صورة ميغان زوجة الأمير هاري مصحوبة بكلمات «أميرة الشعب»، وصورة لأسطورة كرة القدم الراحل بيليه مصحوبة بكلمات «حفظ الله الملك».

وخارج المملكة المتحدة، يضعف موقع تشارلز كوريث للعرش في 14 من دول الكومنولوث.

فقد ألمحت بليز وجامايكا الاسبوع الماضي، إلى خطوات نحو التحوّل إلى نظام جمهوري، ويُحتمل أن تقوم استراليا وكندا ودول أخرى بخطوات مماثلة.

في المقابل، تجمع عشرات الآلاف من الشبان وكبار السن من بريطانيا وشتى أنحاء العالم وسط أجواء ممطرة في وسط لندن، لمتابعة مراسم تتويج تشارلز الثالث متشوقين لرؤية الملك وتنسم عبق التاريخ خلال يوم مليء بالأبهة والفخامة.

ومنذ الساعات الأولى من الصباح، اصطفت حشود ارتدت ملابس بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق ورفعت العلم البريطاني على جانبي الشوارع لمشاهدة مراسم التتويج، وهي الأولى في بريطانيا منذ 70 عاما، وقالوا إنها أشعرتهم بسعادة غامرة وبالاتحاد، لكن بمشاعر الهيبة أيضا.

وكان الكثيرون منهم قد أحضروا مقاعد أو درجات للصعود عليها حتى يتمكنوا من الرؤية وسط الحشود وارتدوا تيجاناً ورقية وبلاستيكية.

وفي أثناء تتويج الملك الذي أُقيم في كنيسة ويستمنستر، تلاصق غرباء تحت المظلات لمشاهدة الحفل على أجهزة آيباد أو على الشاشات الكبيرة في المتنزهات.

ورُفع أطفال صغار فوق الأعناق لرؤية العائلة المالكة وهي على متن عربة اليوبيل الماسي السوداء عائدة إلى قصر باكنغهام.

ومع اقتراب نهاية الحفل بعد ساعتين من المراسم الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، شاركت الحشود المصطفة على جانبي طريق الموكب والمستمعة إلى مكبرات الصوت في ترديد النشيد الوطني «حفظ الله الملك».

وبينما شق تشارلز وكاميلا طريقهما على متن عربة اليوبيل الماسي السوداء، صفق الآلاف ورفعوا هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة، صفق الآلاف ورفعوا هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة التاريخية لتتويج الملك الجديد على متن العربة التي عمرها 260 عاماً والتي تقدمتها الفرق الموسيقية العسكرية وجنود يرتدون المعاطف الحمراء والقبعات المصنوعة من فرو الدببة.

وتعدّدت أسباب الحضور، إذ أراد كثيرون ممَنْ هم أكبر سناً إظهار دعمهم لتشارلز والنظام الملكي فيما أشار آخرون إلى بداية عهد جديد. وتحدث بعض الأصغر سناً عن رغبتهم في إدراك لحظة تاريخية ورغب آخرون في الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.

كرسي القديس إدوارد

صنع كرسي القديس إدوارد بناء على أوامر الملك إدوارد الأول لكي يوضع به «حجر القدر» الذي أُخذ من مكان بالقرب من بلدة سكون الاسكتلندية.

وأعيد الحجر - وهو رمز عتيق للملكية الاسكتلندية - إلى اسكتلندا في عام 1996، لكن نقل إلى لندن لاستخدامه خلال الاحتفالات.

وأثناء مراسم التتويج، وضع الكرسي المصنوع من خشب البلوط (السنديان) في منتصف الأرضية التاريخية المصنوعة من الفسيفساء التي تعود إلى العصور الوسطى ويطلق عليها اسم «الرصيف الكوزماتي»، في مقابل مذبح الكنيسة الأعلى، تأكيداً على الطبيعة الدينية للاحتفال.

المسح بالزيت المقدس

تضمّنت المراسم الملكية خلع تشارلز الثالث عباءة التشريفات والجلوس على كرسي التتويج كي يُمسح بالزيت للتأكيد على المكانة الروحية للملك، الذي يعد أيضاً رأس الكنيسة الإنكليزية.

وصب كبير الأساقفة زيتاً خاصاً من قارورة ذهبية يطلق عليها اسم «الأمبولة» في ملعقة التتويج الذهبية ومسح به رأس الملك وصدره ويديه بعلامة الصليب.

وصنعت «الأمبولة» في العام 1661،لاستخدامها أثناء تتويج الملك تشارلز الثاني، لكن الشكل الذي صنعت به يعود إلى عصور سابقة، ويرتبط بالأسطورة التي تقول إن السيدة مريم العذراء تجلت للقديس توماس بيكيت في القرن الثاني عشر، وأعطته قارورة على هيئة نسر لاستخدامها خلال مراسم تتويج ملوك إنكلترا المستقبليين.

وملعقة التتويج أقدم من ذلك بكثير، وقد نجت من عملية تدمير أوليفر كرومويل لرموز الملكية «الريغاليا» في أعقاب الحرب الأهلية الإنكليزية.

أما الزيت نفسه، فقد استخرج خصيصاً من أجل التتويج من ثمار أشجار الزيتون في اثنين من بساتين جبل الزيتون في القدس، وتم تكريسه (مباركته) خلال مراسم خاصة أقيمت بكنيسة القيامة بالمدينة.

تيجان ورقية وبلاستيكية لمناسبة تتويج تشارلز

لندن - رويترز - تجمع عشرات الآلاف من الشبان وكبار السن من بريطانيا وشتى أنحاء العالم في وسط لندن، أمس، لمتابعة مراسم تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا، قائلين إنها فرصة ليشهدوا لحظة فارقة في التاريخ ويستمتعوا بحفل فريد من نوعه.

ومنذ الساعات الأولى من الصباح، اصطفت حشود ارتدت ملابس بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق ورفعت العلم البريطاني على جانبي الشوارع لمشاهدة مراسم التتويج، وهي الأولى في بريطانيا منذ 70 عاماً وتتسم بالأُبهة والفخامة.

وتعددت أسباب الحضور، إذ أراد الكثيرون ممن هم أكبر سنا إظهار دعمهم لتشارلز والنظام الملكي، فيما أشار آخرون إلى بداية عهد جديد. وتحدث بعض الأصغر سناً عن رغبتهم في إدراك لحظة تاريخية ورغب آخرون في الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.

وقالت أنتونينا سترين (53 عاما) التي جاءت من تورنتو مع شقيقتها إيفون هافري، إنها ولدت في لندن وجاءت لحضور التتويج لأن هذه الفرصة التي لا تتكرر سوى مرة في العمر.

وأضافت «لا أستطيع تخيل المملكة المتحدة من دون ملك... إنه جزء لا يتجزأ من روح البلد».

يأتي التتويج وسط أزمة غلاء معيشة وتشكيك العامة، وخاصة الشبان، في دور الملكية وأهميتها وشؤونها المالية.

وظل تشارلز ولياً للعهد لأطول فترة مقارنة بأسلافه، وهو ليس بشعبية والدته الراحلة، ولم تجتذب مراسم تتويجه الملايين الذين احتشدوا في الشوارع لمشاهدة تتويجها عام 1953.

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن تشارلز يحظى بشكل عام بالقبول لدى العامة كملك وأن الغالبية ما زالت تؤيد النظام الملكي حتى وإن كان الشبان أقل اهتماما بشكل كبير.

وألقت الشرطة القبض على زعيم جماعة «ريبابليك» المناهضة للنظام الملكي قبل ساعات من التتويج وكذلك اعتقلت عدداً من المحتجين الآخرين الذين تجمعوا بين المحتفلين.

واحتشدت الجماهير على جانبي طريق ذا مول، وهو طريق واسع كبير يؤدي إلى قصر باكنغهام، وارتدى الكثيرون التيجان الورقية والبلاستيكية ولوحوا بالأعلام.

وقال سام ميندنهال، وهو عامل بأحد المقاهي عمره 27 عاما من بريستول في جنوب غربي إنكلترا، إنه يعتقد أن تشارلز حاول تحقيق التوازن بين تقاليد الملكية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من ألف عام ووجه بريطانيا الحديث من خلال إشارته إلى الأديان المتعددة في البلاد.

وأضاف «أعتقد أن الكثير من القضايا التي يعتني بها مهمة للغاية» وأن الملك تشارلز «يحاول أن يكون أكثر استيعاباً وجذباً للمزيد من الناس إلى أمتنا» على ما يبدو.

وقال فابريتسيو (47 عاما) الذي انتقل من إيطاليا إلى بريطانيا قبل تسعة أعوام إنه يعتقد أيضاً أن تشارلز سيبلي بلاء أفضل في التواصل مع الشبان نظرا لاهتمامه منذ عقود بالقضايا البيئية ودعم العديد من المجتمعات المختلفة.

وأضاف «أعتقد أن الملك سيتواصل مع الشبان بغض النظر عن سنه، أرى أنه سيكون أكثر ارتباطا بالشبان من الملكة (إليزابيث)».

وقالت لويز فيلوز (50 عاما)، من ورسيسترشاير، إنها جاءت إلى لندن في سبتمبر لمشاهدة جنازة الملكة إليزابيث الثانية.

وأضافت «أحب التأنق في الملبس وأحب النظام الملكي... يا لها من أجواء رائعة».

البجع والدلافين والأسماك... من ملكيته

تشارلز... أول ملك يذهب للمدرسة

تشارلز الثالث هو أول ملك لبريطانيا تلقى التعليم في صغره في المدرسة، إذ تلقى جميع أسلافه تعليمهم على يد معلمين خصوصيين.

التحق بمدرسة هيل هاوس في غرب لندن قبل أن ينتقل إلى مدرسة تشيم الداخلية في بيركشير، المدرسة التي درس فيها والده الراحل الأمير فيليب.

انتقل بعد ذلك إلى مدرسة جوردونستون الداخلية التي كانت تحكمها قواعد صارمة في اسكتلندا حيث درس فيليب أيضاً. وخلال رحلته التعليمية أمضى تشارلز فصلين دراسيين في مدرسة غيلونغ غرامر التابعة لكنيسة إنكلترا في ملبورن.

والتحق تشارلز بكلية ترينتي بجامعة كمبردج لدراسة علم الآثار والأنثروبولوجيا الفيزيائية والاجتماعية، لكنه تحول لاحقاً إلى دراسة التاريخ. كما درس لفصل دراسي واحد في كلية جامعة ويلز في أبيريستويث لتعلم اللغة الويلزية.

ولا يقتصر حكم العاهل البريطاني على مواطني المملكة المتحدة فحسب، فمنذ عقود، يعتبر البجع الذي يسبح في بحور البلاد من ملكية العاهل البريطاني.

ويجري سنوياً إحصاء دقيق لأعداد هذه الحيوانات في نهر التايمز، وهو تقليد أصبح حالياً جزءاً من إجراءات الحفظ.

وينطبق هذا الامتياز الملكي كذلك على الأسماك الحفشية والدلافين والحيتان في المياه المحيطة بالمملكة المتحدة.