رسالتي

83 سنة !

11 أبريل 2023 06:00 م

لو أن شركة عرضت وظيفة مدتها 10أيام، ومن شروطها البقاء في مكان العمل 12 ساعة متواصلة في اليوم، والمكافأة ستكون راتب 10سنوات، فكم العدد المتوقع للمتقدمين لهذه الوظيفة المغرية؟

بلا شك أن أعداد المتقدمين سيتجاوز عشرات إن لم نقل مئات الآلاف.

هناك عرض آخر، وهو العمل لمدة ليلة واحدة بمعدل 10 ساعات، والأجر يساوي مكافأة 83 سنة، فكم تتوقعون أعداد المتقدمين؟

الله عز وجل - وله المثل الأعلى - أخبرنا بأن أجر العبادة في ليلة القدر أفضل من أجور العبادة في ألف شهر (ليلةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألفِ شَهْر) أي ما يعادل عبادة 83 سنة!

والنبي صلى الله عليه وسلم، علّمنا بأن هذه الليلة هي في العشر الأواخر من رمضان، إلا أن الله تعالى أخفى أي ليلة هي، كي نجتهد في العشر كلها.

فهل ترون أن هناك عاقلاً مدركاً يمكن أن يُفرّط بهذه الفرصة الثمينة، والتي لا يمكن تعويضها عند فواتها؟

كم نجتهد ونتعب في وظائفنا الدنيوية من أجل الحصول على الراتب، وأحياناً يحرص البعض على ساعات عمل إضافية من أجل المكافأة الإضافية.

ثم نقوم بإنفاق هذه الأموال على متعنا الدنيوية من ملبس ومأكل ومشرب ومسكن وترفيه، وكلها متع فانية.

أليس من الأولى أن نجتهد في العمل والعبادة في الليالي العشر الأخيرة من رمضان كي نفوز بالأجر العظيم والنعيم المقيم؟

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تَقَدّم من ذنبه).

أتعجب من بعض الذين لا تحلو لهم إقامة الولائم والعزائم و(الغبقات) إلا في العشر الأواخر، وكذلك أولئك الذين يقيمون الدوريات أو المسابقات الرياضية أو الترفيهية في هذه العشر!

ألهذه الدرجة البعض ضمن دخول الجنة والنجاة من النار، ألهذه الدرجة نرى الزهد في هذه المنحة والعطية والغنيمة الرّبانية!

إنني أدعو واقترح على الإخوة أصحاب الديوانيات إلى إغلاقها، والاعتذار من روادها خلال ليالي العشر الأواخر، ليكون ذلك من باب التعاون على البِّر والتقوى.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام محذراً من تضييع وتفويت ليلة القدر «هي خيرٌ من ألف شهر، مَنْ حُرِمَ خَيْرَها فهو المحروم».

Twitter: @abdulaziz2002