ألوان

رمضان كريم (2)

30 مارس 2023 06:00 م

بدأت الحروب ضد الإسلام منذ انطلاقته وما زالت مستمرة، وقد اتخذت تلك الحروب طرقاً عدة بشكل عسكري أو بشكل اقتصادي أو بشكل ثقافي وما زال الإسلام الأكثر انتشاراً لما يحمله من قيم تتناسب مع الفطرة، كما انه يجيب عن الأسئلة المحيرة لمن يبحث عن الحقيقة.

ولقد كانت هناك مؤسسات أممية تحاول النيل من الإسلام بصورة أو بأخرى، إلا اننا نجد أن العالم غير الإسلامي تبرز منه بعض الأصوات العقلانية التي تؤكد على حقيقة الإسلام كدين لا يدعو إلى العنف كما يدعي الكثير من أعداء الدين الإسلامي.

ومن أبرز تلك الأصوات السيد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، وقد شغل منصب رئيس الوزراء في بلده البرتغال، وهو سياسي ومهندس وأستاذ مساعد وديبلوماسي، وقد حصل على بعض الجوائز.

ولقد استشهد السيد غوتيريش بتعاليم الدين الإسلامي، وهو المثقف الأوروبي العاقل العادل، وقال ان الإسلام كلمة مشتقة من السلام.

وأضاف قائلاً، انه عندما كان يشغل منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فانه رأى سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها.

وبيّن انه رأى تجلياً معاصراً لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون».

وشدد غوتيريش في كلمته، ان تلك بمثابة حماية يجب ان تكفل للمؤمنين ولغير المؤمنين على السواء كما ذكر في القرآن الكريم.

وأوضح ان هذا التعبير المبهر يشير إلى مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من ابرام اتفاقية عام 1951م الخاصة باللاجئين.

ولم يتردد السيد غوتيريش في الدفاع عن الإسلام، وهو غير مسلم، ولم يكن مبالياً لبعض الدول العظمى وغير العظمى التي كانت تتعامل مع الإسلام بصورة غير عادلة، بل ان بعضها كان وراء الإسلاموفوبيا، خصوصاً في أوروبا التي تسيطر عليها أحزاب اليمين المتطرف.

وكم تمنيت لو قامت الديبلوماسية للدول الإسلامية باستثمار ما نطق به السيد غوتيريش إعلامياً عبر ندوات يتم تنظيمها وعبر دعوات توجه له في الجامعات في أميركا، كي يتعرف الجيل الجديد من الشباب الأميركي على حقيقة الإسلام.

ومثلما كان هناك الكثير من غير المسلمين ممن قاموا بتشويه الدين الإسلامي بصورة مقصودة، إلا ان هناك الكثير أيضاً ممن شهدوا بالحق وهم غير مسلمين دون ان ينتظروا مقابلاً ما.

ولم يكن السيد غوتيريش الوحيد من الغربيين الذين شهدوا للدين الإسلامي، بل هناك أكثر من قسيس بحث في الإسلام عن عيب فما كان منه إلا ان اعتنق الدين الإسلامي، وبعضهم أساء إلى الإسلام ثم عرف الحقيقة واعتنق الإسلام بل وراح يدافع عنه واصبح داعية اسلامياً.

ومن يبحث في حقيقة الإسلام فانه سيجد ديناً إنسانياً يحفظ حقوق الآخرين بصورة دقيقة، منها ما قام به السلطان العثماني محمد الفاتح، قبل أكثر من خمسمئة عام، لضمان حرية ممارسة الرهبان والمسيحيين في البوسنة والهرسك شعائرهم الدينية بعد فتحها، وما زال نص التعهد محفوظاً في دير مسيحي وسط مدينة فوينيكا بالبوسنة والهرسك، حيث منح السلطان العثماني تعهده إلى الراهب الفرنسيسكاني أنديو زفيزدوفيتش، في الثامن والعشرين من شهر مايو من عام 1463م.

والقصص كثيرة عن سماحة الدين الإسلامي، منها انسحاب جيش قتيبة بن مسلم الباهلي، من مدينة سمرقند، كونه افتتحها دون ان يدعو أهلها للاسلام، ودون ان يعرض عليهم الجزية، ودون ان يمهلهم ثلاثة أيام كعادة المسلمين، فكتب أهل سمرقند إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز، الذي كتب على ظهر رسالة أهلها أمراً بالانسحاب، فدخل معظمهم في الدين الإسلامي وفرضت الجزية على البقية.

همسة:

الإسلام دين متكامل صالح لكل زمان ومكان ويدعو إلى حسن التعامل مع الآخر.