أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة 17/ 3/ 2023 مذكرة توقيف خاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمسؤوليته في جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا، ونقل الآلاف من الأطفال ومدنيين دون سند قانوني من أوكرانيا إلى روسيا منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير2022.
تأسست المحكمة الجنائية الدولية في1 يوليو سنة 2002، كأول محكمة مستقلة يقتصر اختصاصها على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام المجتمع الدولي، ومن اختصاصها النظر في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب. ويقع المقر الرئيس للمحكمة بمدينة لاهاي في هولندا، وتعد المحكمة الجنائية هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة.
بالعودة إلى ذِكر الرئيس الروسي بوتين، فماذا يعني أن تصدر في حقه مذكرة توقيف دولية صادرة من محكمة الجنايات؟ وهل سيكون القرار الذي جاء في تلك المذكرة مجرّد حبر على ورق؟ أَم أن لتلك المذكرة تبِعات سلبية آتية سوف يواجهها بوتين؟
إن قرأنا تاريح محكمة الجنايات الدولية وإصدارها لمذكرات التوقيف والاعتقال فأننا سنجد أنها أصدرت مذكرات توقيف واعتقال عدة في حق العديد من زعماء الدول وبعض الشخصيات البارزة، من الذين كانت لهم علاقة وطيدة بالعنف أو الإبادة الجماعية أو الإرهاب أو انتهاك حقوق الإنسان بشكل كبير.
بوتين، يعتبر هو رابع رئيس دولة يصدر في حقه مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية، بعد الرئيس السوداني السابق عُمر البشير، والرئيس الليبي السابق مُعمر القذافي، والرئيس السابق لساحل العاج لوران كودو غباغبو.
أهم النقاط التي سوف تترتب على المذكرة الصادرة من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس الروسي بوتين هي الآتي:
1 - مجرد وصف محكمة الجنايات الدولية الرئيس بوتين بمجرم حرب، فهذه تعتبر نقطة دولية كبيرة وممتازة ضد هذا الزعيم الطاغية.
2 - تلك المذكرة الدولية فيها إهانة معنوية كبيرة لبوتين ومن يقف في صفه، وهي بلا شك تعتبر كسراً لصورة هيبته وغطرسته أمام المجتمع الدولي والمجتمع الروسي.
3 - مذكرة التوقيف سوف تُشكل ورقة ضغط شعبية شديدة في الداخل الروسي ضد بوتين، وربما تؤدي إلى عزله أو اغتياله أو محاكمته من قِبل الكرملين أو تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.
4 - مذكرة التوقيف بحق بوتين سوف تقلل من نشاطه الدولي وتحد من تحركاته إلى خارج روسيا، لأنه سيُمنع من دخول 123 دولة عضوة بمحكمة الجنايات الدولية ملزمة بتنفيذ مذكرة الاعتقال تلك.
5 - مذكرة التوقيف تلك ستكون أيضاً ورقة ضغط دولية ضد سياسة بوتين، الأمر الذي يُسهل بعده كثيراً خروج بعض القرارات الدولية اللاحقة، التي ليست في صالح بوتين وروسيا.
في النهاية... أتمنى أن نرى في يوم من الأيام بوتين يقف ذليلاً في قفص الإدانة في محكمة الجنايات الدولية بسبب عدوانيته ووحشيته التي ارتكبها ضد العديد من الشعوب في مختلف البلدان.