تركي العازمي / كارثة الوصلة لم تكن الأولى مرورياً!

1 يناير 1970 04:52 ص
فتحنا أعيننا على خبر كارثة وصلة الدوحة المرورية ولم نجد سوى قول «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وندعو المولى أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان... ويبقى الثابت أنه قدر الله وقد وقع. ولكننا هنا نود أن يتعظ المسؤولون من الحادثة وأن تتم إزالة الغطاء الذي حجب رؤية البعض عما نشاهده من كوارث مرورية بين الفينة والأخرى.

لو عدنا بالذاكرة المرورية للاحظنا أن طريق الوفرة القديم وطريق الصبية وطريق كبد كانت كلها طرقاً في اتجاه واحد، ولم يتحرك ساكن في تحويله إلى اتجاهين إلا بعد تزايد الحوادث المرورية المروعة التي قدر الله لها أن تنهي حياة إخوان وأخوات لنا بسبب هؤلاء الفتية الذين حرموا من حلبة سباق تنمي مهاراتهم... وحينما كانت الخطوط السريعة مراقبة من قبل دوريات الخطوط السريعة، وكان الموضوع نوعاً ما تحت السيطرة، قاموا بإلغاء دوريات الخطوط السريعة... وفي الوقت الذي «تجرجر» فيه قيادات الداخلية أصحاب «الجياتي والزدات» نجدهم في عزلة من خطورة التاكسي الجوال وغيره من القضايا، فالمسألة ليست محصورة بنوع المركبة بقدر ما هي هموم شباب تحتاج إلى من يدرسها بعناية فائقة!

في الدول المجاورة ودول العالم بأسره يتم تجهيز أماكن خاصة لهواة السباق و«الهدة القومة» والاستعراض بطريقة محكمة وتحت إشراف مختصين و«ربعنا» في سبات طويل ولا يتحركون إلا بعد تكرار الحوادث المروعة، وما عليك سوى أن تطالع الصحف قبل حادثة وصلة الدوحة، وستعلم أن الإعلام لم يقصر. ولكن هيهات أن يتعظوا ويفهموا أن الخلل في المعالجة، ففئة الشباب هذه يجب الأخذ بيدها وحثها على تجنب بعض الهوايات الخطرة لأثرها على أنفس

أصحابها وذويهم والمجتمع... وللأسرة لا شك دور في توجيههم.

كارثة الوصلة لم تكن الأولى مرورياً، فقد سبق هذا الحادث المروري الروع الكثير، بدءاً من طريق الملك فهد إلى طريق السالمي مروراً بشارع الخليج وطريق الفحيحيل والصليبخات، وطرق ودوارات المناطق الداخلية في الكويت... إن المراهق من جانب نفسي يقود المركبة ويغامر بسلوكه المروري، وغياب الرقابة المرورية، و«تطنيشها» بالأحرى، جعل الأمر شائعاً وصارت الحوادث تتوالى... والحديث عن هذا الحادث وغيره من الحوادث المرورية نجده ينتهي بوصول فرق الإنقاذ والإسعاف وتخطيط للحادث. أما تخطيط الأسباب والدوافع وكيفية معالجة المشكلة فهذا غير موجود مع الأسف!

وعليه نطالب بفتح تحقيق في شأن الحوادث المرورية المروعة كلها لمعرفة الجهات المسؤولة عنها، ونرجو من المعنيين إعادة العمل بدوريات الطرق السريعة، وزيادة عدد رجال الشرطة والمركبات، كي يتم ضبط الانفلات المروري الذي تعاني منه البلاد، ونتمنى كذلك فتح حلبة للسباق والاستعراض كي تجد هذه الفئة من الشباب متنفساً آمناً لها... والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]