بدء تأهيل أكبر محمية طبيعية بمساحة 142 كيلومتراً مربعاً غرب البلاد

الكويت تتنفس من رئة... «وادي الباطن»

14 مارس 2023 10:00 م

- ناصر تقي: «الزراعة» لعبت دوراً كبيراً لإنجاح برنامج الأمم المتحدة في الإنشاء والإشراف على المحميات الخمس
- فاطمة القلاف: تسلمنا الأرض عام 2018 بعد تنظيفها من الألغام... وخلال 4 سنوات ستكون مصدّاً للغبار

سطع، صباح أمس، نور محمية «وادي الباطن»، بعد قيام نائب مدير هيئة الزراعة لقطاع الثروة النباتية ناصر تقي، بتفقدها يرافقه أعضاء المجلس الاستشاري للأمم المتحدة ونقطة الارتباط الكويتية، عند الكيلو 97 على الحدود الغربية للبلاد، معلنين عن بدء أعمالها وفق برنامج الكويت لإعادة تأهيل 5 محميات طبيعية ممول من قبل الأمم المتحدة، لمعالجة البيئة التي تدمرت جراء الغزو العراقي الغاشم.

«الراي» رافقت الفريق الأممي الذي زار محمية وادي الباطن، بمعية فريق هيئة الزراعة برئاسة المهندس ناصر تقي الذي أكد أن قطاع الثروة النباتية في الهيئة لعب دوراً كبيراً لإنجاح البرنامج من خلال تنفيذ المشاريع التي تتمثل في إنشاء والإشراف على المحميات الطبيعية الخمس، وهي محميتا وادي الباطن وخباري العوازم في شمال الكويت، ومحميتا الخويسات والصليبخات البحريتان في وسط الكويت، ومحمية أم قدير جنوب البلاد.

وثمّن تقي جهود وزارة الداخلية والتي تمت الاستعانة بها لحماية المحميات الطبيعية من خلال مشاركتهم المهمة والفعّالة متمثلة بشرطه البيئة والمختصين بحماية البيئة وذلك لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الحياة البرية والتاريخ الطبيعي للكويت كذلك لاستدامة هذا الإرث الطبيعي.

من جهتها، قالت الباحثة في اختصاص طبقات الأرض في الهيئة العامة للزراعة فاطمة القلاف، إن «محمية وادي الباطن أكبر محمية طبيعية في البلاد، وتمتد على 142 كيلومتراً مربعاً، وتقع على الحدود الغربية الكويتية، حيث تم تخصيص الأرض في 2018 وتم تسويرها وتنظيفها من الألغام، وتم تسلمها في يناير الماضي وفق عقد مدته أربع سنوات لزراعتها بالنباتات الفطرية الملائمة للبيئة الكويتية لتكون مصداً للغبار».

وأشارت إلى أن «الغبار والرمال لن يكون لها تأثير قوي على المحمية لأنها مزروعة بنباتات فطرية تلائم البيئة الكويتية، كما أنها بعيدة عن مجرى سافي الرمال، والنباتات يتم سقيها بمرشات المياه التقليدية أو عن طريق الأحواض التي يتم ملؤها بالمياه أو جمع المياه الأمطار التي تكفي النباتات لأكثر من شهر».

حسين العجمي: عذر «والله ما أدري»... لن ينفع

قال مدير إدارة شرطة البيئة في وزارة الداخلية العقيد حسين العجمي، إن «دور الإدارة ينصب على حماية السياج الخارجي للمحمية، ومنع دخول الأفراد ورعاة الإبل والأغنام للمحمية، وفق تنسيق مشترك وبغرفة عمليات، بهدف استكمال العمل في تنمية وتأهيل المحمية»، مشدداً على أنه لن يكون هناك تهاون في مخالفة مَنْ يقتحم المحميات، وأن عذر «والله ما أدري» لن يعفي صاحبه من المخالفة.

وأكد العجمي «ضرورة احترام القانون وتحمل المسؤولية في حال مخالفته، لأن الدخول للمحميات الطبيعية عقوبته تصل إلى غرامة 5000 دينار أو السجن. والقانون حازم والتعليمات مشددة في ضرورة الابتعاد عن سياج المحميات مسافة لا تقل عن 500 متر، أو قطع السياج أو الدخول للمحميات من دون إذن وبأيّ قصد، بالإضافة إلى حرث الأرض والرعي الجائر في غير الأماكن المخصص لها».

كليب المطيري: البداية بزراعة 842 ألف نبتة في 6 كيلومترات

شرح رئيس مجلس إدارة شركة الربيع للخدمات الزراعية، ومنفذ مشروع وادي الباطن، كليب المطيري آلية تنفيذ مشروع المحمية الذي يقع على مساحة 142 كيلومتراً مربعاً، عند الحد الغربي للحدود الكويتية مع العراق والسعودية، موضحاً أن المشروع ضمن برنامج الكويت في تأهيل البيئة الكويتية ومموّل من الأمم المتحدة وبإشراف الهيئة العامة للزراعة.

وقال المطيري إن «الهدف من المحمية إعادة البيئة الكويتية إلى سابق عهدها بشقيها النباتي والحيواني، ووفق عقد مدته 4 سنوات، حيث تم تسوير أرض المشروع وتطهيرها من الألغام بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ومن المخالفات ومخلفات جواخير أصحاب الحلال بالتنسيق مع البلدية، وكذلك تعبيد الطرق لنحو 150 آلية زراعية يحتاجها المشروع حتى الآن».

وأوضح أنه «تم مبدئياً تحديد 6 كيلومترات، وتقسيمها إلى 6 قطع زراعية لكل موسم زراعي، حيث تمت زراعة 140 ألف نبتة في كل قطعة من القطع الست التي حددت، وبمجموع 842 ألف نبتة، ومما تمت زراعته 99 ألف نبتة عرفج، و187 ألف نبته أورطة، و200 ألف نبته سباط، باعتبارها من النباتات الفطرية»، مثمناً جهود كل الجهات المساندة للمشروع من الزراعة والبيئة وشرطة البيئة والبلدية والأمن العام ومباحث السلاح، داعياً أصحاب الحلال ورواد البر إلى عدم الاقتراب من المحمية وتركها تعيش حياتها لتتنفس منها الكويت.

سليمان الغيص: إخلاء المنطقة من جواخير الحلال

أشاد رئيس قسم الإزالة في بلدية محافظة الجهراء سليمان الغيص بوعي المواطنين في الالتزام بقوانين البلدية والنظافة، داعياً إلى إزالة المخيمات في المدة المقررة لانتهاء مدة التخييم التي تنتهي اليوم، نافياً في الوقت نفسه عن صدور أيّ تعليمات بتمديد فترة التخييم.

وأكد الغيص أن «دور البلدية مكمّل للجهات المعنية في المحافظة على المحميات الطبيعية وإخلاء المكان من جواخير أهل الحلال بعد إنذارهم مبدئياً بالإضافة إلى تنظيفها من المخلفات والمهملات».

ندى الدباشي: حرّرنا 30 مخالفة بيئية بحق مخترقي المحمية

أكدت مديرة إدارة التفتيش والرقابة في الهيئة العامة للبيئة ندى الدباشي، أنه «التزاماً من الهيئة العامة للبيئة بالمعاهدات الدولية الخاصة بالمحميات والتعاون مع كل جهات الدولة، تقوم الهيئة بعمل حملات تفتيشية على المحمية لرصد المخالفين، وأخذ الإجراءات القانونية بحقهم وتحرير المخالفات، وفقاً لقانون حماية البيئة 42 /2014 وتعديلاته»، كاشفة عن أنه «خلال الأسابيع الماضية تم رصد أكثر من 30 مخالفة داخل المحمية، وتم تحرير مخالفات ومصادرة المضبوطات من المخالفين».

وطمأنت الدباشي الفريق الأممي على دور الهيئة في حماية المحمية من المخالفين وتطبيق القانون بحقهم، مما جعلهم يشيدون بهذا الدور المتميز لهيئة البيئة.