رأي نفطي

إشاعات (أوبك) والاستثمارات الخليجية - الخارجية المشتركة

6 مارس 2023 10:00 م

ذكرت بعض المصادر والنشرات النفطية المتخصصة في الأسابيع الماضية عن عزم دولة الإمارات بالخروج من منظمة (أوبك) على الرغم من نفي هذه الدولة النفطية. ويعزو المروجون لذلك أسباباً أهمها الزيادة المتوقعة للإمارات لإنتاجها من النفط بأكثرمن 5 ملايين برميل في اليوم خلال السنوات الخمس المقبلة، علماً أنها تنتج حالياً نحو 3.200 مليون برميل وتستطيع أن تصل إلى 3.500 في اليوم في خلال أشهر قليلة.

ومن جملة الأسباب المروجة أيضاً احتمال عدم إمكانية التزامها بحصص الإنتاج «الكوتا» المستقبلية مثلاً رغم إمتلاكها كميات كبيرة، وقد ترى الإمارات بأن الشركات النفطية الأوروبية بدأت تتراجع بالإستثمار وفي زيادة انتاجها من النفط الأحفوري، مثل بي.بي.، شل، وتوتال الفرنسية بنسبة 40 في المئة ولتحل محلها.

واليقين، وبالرغم من الإشاعات هذه، إلا ان الإمارات ستبقى جزءاً من المنظمة النفطية سواء في (أوبك) وكذلك في «بلسها».

وتمتلك الإمارات أيضاً طاقة إنتاجية متزايدة في الغاز الطبيعي المسال تقدر بنحو 6 ملايين طن في السنة، ومن المتوقع أن ترفع إنتاجها إلى أكثر من 16 مليون طن مع حلول عام 2028، أي باقل من 5 سنوات. بالرغم من أنها حالياً تستورد الغاز الطبيعي لكنها ستتجه نحو التصدير، ومن ثم توافد الدول الأوروبية عليها لتوقيع عقود استيراد الغاز منها وتشييد البنى التحتية في الدول المستوردة. وعادة تمتد عقود الغاز الطبيعي لأكثر من 10 سنوات، وتثبت الأسعار على فترات طويلة عكس عقود النفط الخام.

ومن المتوقع أن تستسثمر الإمارات نحو 122 مليار دولار في خلال الـ5 سنوات المقبلة. وقد يكون هذا السبب وراء قرارها ببيع أو عرض نحو 4 في المئة من مشروع الغاز الطبيعي. وتتوقع الإمارات حصولها على 2 مليار دولار كقيمة لهذه الصفقة.

مع ذلك، ستكون الإمارات ثاني دولة خليجية منتجة للطاقة من دول أوبك حيث سبقتها المملكة العربية السعودية ممثلة بـ (أرامكو) ببيع 5 في المئة من أصولها.

ويدور الحديث أيضاً عن قيام السعودية ببيع نسبة أخرى من أصولها في الأسواق العالمية. حيث من المتوقع أن تدخل الصين وتشارك هذه المرة بقوة وشراء جزء أكبر، خاصة وان العلاقات النفطية مع المملكة العربية السعودية في مجال النفط قوية، وهناك مشاريع مشتركة بينهما حيث تشارك في مصفاة ينبع «ياسرف» في السعودية، واستثمارات «أرامكو» في المصافي في الصين بطاقة تبلغ 300 ألف برميل في اليوم، وبيع المشتقات النفطية المشتركة في سوق التجزئة.

أما نحن في الكويت، فنبقى من دون توجه أو رؤية إستراتيجية مستقبلية، مع أننا كنا الأوائل في الصناعة النفطية وفي جميع قطاعاتها... من بناء المصافي المحلية ثم خروجاً إلى أوروبا وشراء محطات وقود، ولا ننسى امتلاك كميات من نفط بحر الشمال تقدر بنحو 150 ألف برميل في اليوم، لننتهي إلى مستمعين ومتابعين.

الدول النفطية الوطنية تتطلع إلى مشاركات خارجية، في حين أننا نحن من نعترض على كل شيء خارجي.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com