نتائجها تنوعت بين خدوش بقرنية العين ونزيف داخلي فيها ورضات بالشبكية وجروح قطعية بالحاجب

«قنابل» المياه... عكّرت احتفالات الأعياد الوطنية

27 فبراير 2023 10:00 م

كعادتها سنوياً، لم تخلُ الاحتفالات الشعبية بالأعياد الوطنية من مظاهر سلبية تعكّر صفوها، وتخرجها عن غاياتها الوطنية القائمة على تعزيز الانتماء الوطني لدى النشء، وربط الجيل بماضيه، والعمل على تأصيل القيم في نفوس الشباب.

وعلى الرغم من أن الغالبية تعبّر عن فرحتها بطرق لائقة، يجد البعض في المناسبة فرصة للخروج عن المألوف والإتيان بتصرفات مخالفة، تتسبب في تعكير صفو الاحتفالات وتنغص على المحتفلين، وتتسبب في حدوث مشاجرات وهوشات لا داعي لها، إضافة إلى بعض السلوكيات غير المنضبطة.

ولعل الظاهرة التي ما فتئت تتحوّر وتتحول من شكل إلى آخر، كلما حاولت الجهات المختصة تطويقها، هي إلقاء بعض الأشياء على المحتفلين، بدأت بمادة «الفوم» التي تسبب في حوادث خطيرة، أدت إلى منعها ومخالفة من يستخدمها، وانتهت ببالونات المياه التي أصبحت السمة السائدة للاحتفالات، وسيطرت على أجواء الأيام الأربعة الماضية، فهدرت بسبب هذه التصرفات غير المسؤولة مئات الآلاف من غالونات المياه بلا طائل، واستخدمت لذلك وسائل عدة، من مسدسات وبنادق «رشاشات» خصصت لهذا الغرض، وانتهاء بـ«قنابل» المياه المتمثل بالبالونات التي تملأ ويقذف بها المارة.

والأمر الخطير في استخدام بالونات المياه في قذف المارة يتجاوز إغراقهم وبللهم بالماء، إلى التأثير الصحي الخطير لقطع البلاستيك التي تنتج عن انفجار البالون عند اصدامه بالشخص، وخصوصاً إذا كانت الإصابة بالوجه، فأكثر ما يتضرر بذلك العين، التي سجلت طوارئ المستشفيات دخول عشرات المصابين بالعيون جراء ذلك، تنوعت بين خدوش في «القرنية»، ونزيف داخلي في العين ورضات بالشبكية وجروح قطعية بالحاجب، وسط تحذيرات من التمادي في هذه الظاهرة ذات التأثير السلبي صحياً أولاً، وسلوكياً ثانياً.

«نحذر بشدة من المخاطر التي قد تصل إلى فقد البصر»

أحمد الفودري: 90 حالة إصابة بالعين استقبلتها المستشفيات

‬ أوضح رئيس مجلس أقسام العيون في وزارة الصحة الدكتور أحمد الفودري أن أقسام الطوارئ في المستشفيات، استقبلت عشرات حالات الإصابة في العيون خلال الأيام الماضية وصلت إلى نحو 90 حالة، بسبب استخدام «بالونات ورشاشات المياه» خلال فترة الاحتفال بالأعياد الوطنية.

وبيّن الفودري أن «الإصابات تنوعت ما بين خدوش في قرنية العين، وجروح قطعية بالحاجب ونزيف داخلي في العين ورضات بالشبكية، حيث استقبل مركز البحر للعيون 36 حالة، غالبيتها خدوش بالقرنية ونزيف داخلي، فيما استقبل مستشفى الفروانية ما يزيد على 20 حالة، تنوعت بين خدوش في القرنية وجروح قطعية بالحاجب، ورضات في الشبكية. كما استقبل مستشفى العدان 21 حالة، ومستشفى الجهراء 5 حالات، ومستشفى جابر 8 حالات للأسباب نفسها».

وأكد أن «أقسام العيون، وفي إطار الاستعدادات رفعت من درجة جهوزيتها واستطاعت التعامل مع جميع الحالات التي وصلت إلى المستشفيات، حيث تعامل الأطباء مع جميع الحالات وأجروا التدخلات الطبية اللازمة»، محذراً بشدة من المخاطر الصحية التي قد تؤدي إلى فقد البصر لا قدر الله، داعياً إلى ضرورة الابتعاد عن كل ما شأنه الإضرار بصحة وسلامة العين. وأشار إلى بعض النصائح عند التعرض للإصابة بالعين، وهي «ضرورة التوجه إلى أقسام الطوارئ الموجودة في جميع مستشفيات الوزارة، لتلقي العلاج، وتجنب لمس العين أو إزالة أي جسم غريب إلى حين الوصول للطبيب المعالج».

«تصرفات مؤذية تترتب عليها إصابات قد تكون خطيرة»

يوسف الظفيري: مطلوب الحزم في منع الظاهرة

حذر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور يوسف الظفيري من «بعض العادات السيئة والمؤذية، التي تتخلل الاحتفالات بالأعياد الوطنية، ومنها رمي البالونات المائية واستخدام الرشاشات المائية من قبل الأطفال وبعض الكبار»، مشيراً إلى «حدوث أكثر من 90 إصابة بالعين من هذه البالونات، وفق ما صرح به رئيس مجلس أقسام العيون رئيس مركز البحر لطب العيون الدكتور أحمد الفودري التي كانت في غالبيتها عبارة خدوش في القرنية».

وأكد الظفيري أن «مثل التصرفات قد تؤدي إلى نزيف في الشبكية، كما قد تؤدي إلى فقد الإبصار في حالة الإصابة المباشرة على العين، ولاسيما عندما تقذف هذه البالونات بسرعة عالية، أو عندما تكون تحتوي على ثلج ما يجعل الإصابة بها خطيرة جداً». كما حذر من هذه التصرفات وما قد تفضي إليه من إرباك السائقين، ما قد يؤدي بدوره إلى وقوع حوادث مرورية، وما ينجم عنها من إصابات أخرى مثل الكسور أو حتى فقدان الحياة.

ودعا إلى «ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي، مع ضرورة حزم وزارة الداخلية لمنع هذه التصرفات، مثلما حدث من منع لاستخدام الفوم، مع أهمية وجود أماكن ترفيه للأطفال لتكون متنفساً لهم، للحد من اللجوء إلى مثل هذه التصرفات المؤذية».

«تغذي العنف والاعتداء على الآخرين»

يوسف الضفيري: بالونات المياه سلوكيات خاطئة وغير حضارية

أكد استشاري العيون في مستشفى جابر الدكتور يوسف الضفيري أن «الاحتفال بالأعياد الوطنية حق مشروع، لما يحمله من معانٍ وطنية سامية، بيد أن هناك سلوكيات خاطئة نحذر منها، مثل رمي بالونات المياه على المركبات والمارة خلال مسيرات الاحتفال، وما يترتب عليها من خطر على صحة الإنسان ولا سيما صحة العين».

وأوضح الضفيري أن «مستشفى جابر استقبل عدداً من الحالات التي تجاوزت 8 حالات، نتيجة استخدام بالونات الماء، والإصابات جميعها كانت عبارة عن كدمات وتقرحات بالقرنية»، مجدداً التحذير «بشدة من هذه السلوكيات»، واعتبر أن «رمي بالونات المياه سلوكيات غير حضارية، تنطوي على عدد من السلبيات التي من بين أبرزها مخاطرها الصحية، ولاسيما على صحة العين إلى جانب هدر واستنزاف كميات كبيرة من المياه وما تحمله سلوكيات خاطئة وتغذي العنف والاعتداء على الآخرين».

وفيما أشار إلى حزم الحكومة في القضاء على ظاهرة رش الرغوة وما كانت تحتوي عليه من مواد ضارة بالصحة وما تسببه من إصابات وتقرحات بالعين كانت تؤدي إلى دخول المستشفيات لتلقي العلاج، أعرب عن ثقته في حزم الحكومة في القضاء على ظاهرة بالونات المياه فيما هو مقبل، مشدداً على «أهمية تعزيز نشر الوعي حيال هذه السلوكيات الخاطئة التي قد تفضي لا قدر الله الى إصابات بالغة في العين».