بوضوح

الكويت... في أعيادها الوطنية

23 فبراير 2023 10:00 م

إن فبراير... من الأشهر التي لديها في نفوسنا نحن -الكويتيين- مكانة خاصة، ففيه نحتفل بأعياد الكويت التي نستذكر فيها حدثين مهمين، الأول يتعلق بالعيد الوطني أو الاستقلال، وذلك حينما أصبحت الكويت دولة مستقلة ذات سيادة، حيث تمكنت بعد ذلك من أن تفرض وجودها على المحافل الدولية، لتصل إلى المستوى الراقي الذي نعيشه الآن، وليكون لها دور الريادة في مختلف المجالات.

إن تجربة الكويت في الصعود والارتقاء... جديرة بالتأمل والبحث، لأنها تجربة لم تكن سهلة، ولم تأتِ من فراغ، بل من ورائها أجداد وآباء، قاوموا صعوبة العيش في بلد كان يصفه البعض بأنه بلا زرع ولا ماء، امتداده الصحراء، وحدوده البحر (الخليج العربي)، الذي ضرب الكويتيون في توظيفه لمصلحة البناء والتطور أروع الأمثلة فركبوا أمواجه، وجالوا بسفنهم كل أصقاع الأرض في الهند وأفريقيا وزنجبار وغيرها، وغاصوا وتاجروا، إلى أن منّ الله عليه بالخير الوفير، كي تكتمل الملحمة الكويتية، بسواعد رجال عرفوا قدر هذا البلد الكبير، فطوّروا كل مفاصله، إلى أن أصبح مضرباً للأمثال في السلام والأمان، والاستقرار والديموقراطية.

أما الحدث الثاني فيمثّله «عيد التحرير»، الذي لا نريد الخوض في مجرياته، إلا من خلال ما يتضمنه من تجربة مرّت بها الكويت، ومن ثم تمكنت بفضل وقوف الشرفاء معها، من أن تستعيد مكانتها وتتحرّر من الظلام، الذي تعرّضت له، وتقف شامخة، بأبنائها، وكل ذلك، جاء نتيجة لما تمتعت -ولا تزال تتمتع به- من قيم ومبادئ سامية حرصت فـــيها عــلى أن تـكــون بجانب الــحــق.

فالكويت من خلال تاريخها البعيد والقريب والآني، اتخذت لنفسها مواقف عربية ودولية واضحة، تتمثل في القرب من السلام، والفزعة حينما تحلّ الكوارث الطبيعية أو الصراعات البشرية على مجتمع ما مسالم، ومساندة الدول الفقيرة.

ولقد امتدت هذه الإسهامات الإنسانية، على المستوى الرسمي والأفراد، كما أن المساعدات الكويتية وصلت إلى كل بقعة في العالم، سواء كانت معروفة أو غير معروفة، من دون أن تكون هناك أمور سياسية أو مصالح، تتحكم في هذه المساعدات، حيث إن المسألة في يقين الكويت تتعلق فقط بالإنسانية ولا شيء غيرها، لذا فقد هبّ العالم بأسره وانتصر لحق الكويت ضد الظلام.

إننا نعتزّ ونفخر ببلدنا الكويت، ونراه منارة للتسامح والسلام والاستقرار، وندعو الله أن يديم علينا هذا الخير.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين وأهلها، وكل مقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.