انطلقت أعمال القمة العالمية للحكومات في دبي، أمس، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، بحضور رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد أن مصر تجاوزت فترة صعبة بين عامي 2011 و2013، و«لولا وقوف وجهود الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت لما تجاوزت تحديات تلك المرحلة».
وكان السيسي، استهل زيارته للإمارات، مساء الأحد، بلقاء محمد بن زايد، حيث تم التأكيد على «خصوصية العلاقات الوثيقة، والتي تنعكس على التنسيق المستمر، بما يساعد على دعم استقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط»، وفق «وكالة وام للأنباء» الإماراتية.
وأمس، التقى السيسي، محمد بن راشد، الذي أكد «ما تحظى به مصر وشعبها من مكانة خاصة لدى الشعب الإماراتي، مثمناً دورها الرائد في الدفاع عن القضايا العربية، وبمواقف القيادة السياسية المصرية وسياستها الحكيمة على الصعيدين الداخلي والدولي»، وفق الناطق باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي.
وأكد السيسي أن «تقدم وازدهار إمارة دبي ودولة الإمارات يشكل تجربة تنموية ملهمة لكل المنطقة»، معرباً عن التقدير للدعوة المميزة لمصر كضيف شرف في قمة الحكومات.
وشدد على أن القمة «تساهم في توليد أفكار خلاقة تمثل سبيلاً ملهماً لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية»، مؤكداً أن «الحرص المصري على المشاركة بها من خلال وفد رفيع المستوى، يعكس عمق العلاقات المميزة بين البلدين، والتي تمثل أساساً مهماً للحفاظ على الأمن والمصالح العربية في المنطقة».
وخلال جلسة حوارية ضمن أعمال اليوم الأول من القمة العالمية (سكاي نيوز)، شدد السيسي، على أن هناك نقطتين مضيئتين في تاريخ مصر خلال الأعوام الأخيرة، الأولى هي دعم الأشقاء العرب، الذي نظمه محمد بن زايد.
وقال إنه بعد بيان 3 يوليو 2013 الذي تلاه، علم بأن محمد بن زايد (كان حينها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة) سيزور مصر.
وأضاف أن «المصريين في ذلك الوقت كانوا يعيشون أوضاعاً صعبة... كانوا يقفون بالطوابير على محطات الوقود، وتعاني البلاد من شح شديد في المحروقات».
ولفت إلى أن محمد بن زايد جاء إلى مصر، وكان يعرف تماماً ما الذي تحتاجه البلاد.
وأمر الشيخ محمد بتوجيه السفن المحملة بالوقود في البحرين الأحمر والمتوسط إلى مصر، وعلى متنها غاز الطبخ والغاز والسولار والبنزين.
وبحسب السيسي، نظّم الشيخ محمد مع الأشقاء الدعم الذي قُدم لاحقاً إلى مصر، و»لولاه لما كان بإمكان بلاده أن تجتاز تلك المرحلة الصعبة أبداً».
وأشار إلى أن الاحتياطي النقدي كان تحدياً لمصر بعد 2011، إذ استنزف في جلب المواد البترولية وشارف على النفاد، فلم يعد يكفي لشراء بقية السلع الأساسية.
وأكد أنه «لولا وقوف الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت ما كانت مصر وقفت تاني»، موجهاً الشكر للدول الداعمة.
أما النقطة المضيئة الثانية، بحسب السيسي، فهي أن البعض اعتقد أن المصريين لن يتمكنوا من الصمود، «لكن المصريين تحملوا ويتحملوا الظروف الصعبة وجهدهم في الأعوام الأخيرة».
كما أشار إلى أن مصر «تستهدف بناء 24 مدينة ذكية تتوافق مع متطلبات المستقبل».
وتحدث الرئيس المصري عن التجربة الناجحة في التطور والنمو التي حققتها دول مثل سنغافورة، كما ضرب مثالاً بنجم كرة القدم المصري محمد صلاح.
ولدى سؤاله، عن تصريحات سابقة له، أكد فيها «ضرورة أن يفهم المجتمع السياق وليس الحل النهائي فقط»، قال «منذ أيام تواجدت مع عدد من أشبال كرة القدم، وسألني أحدهم، هل من الممكن أن أصبح مثل محمد صلاح؟، فأجبته، إذا كنت تقدر على اتباع مسار شبيه بمساره، فستصبح مثله».
وتابع «إذا كنت تريد (كدولة) أن تحقق التطور والنمو والتقدم الذي حققته دول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية، فإنك تستطيع، لكن السياق الذي تم فيه تحقيق ذلك هو العمل والعمل والعمل والصبر والتضحية».
كما شارك السيسي، في «المائدة المستديرة للشركات الناشئة المليارية»، بحضور مسؤولي عدد من كبريات الشركات في مجالات عدة، منها تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والإدارة المستدامة للموارد.
وفي لقاء مع المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، أكد الرئيس المصري الحرص على الاستمرار في تعزيز الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية وتعظيم دور القطاع الخاص.
إلى ذلك، ذكر المكتب الإعلامي لحكومة دبي على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، أن القمة العالمية تجمع 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيراً و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين، وتمثل أكبر تجمع من نوعه عالمياً بمشاركة 150 دولة، وتستمر أعمالها حتى الغد.