بوضوح

الابتلاء... والإنسانية الواحدة

9 فبراير 2023 11:00 م

إنه ابتلاء من عند الله عزّ وجلّ، واختبار لنا جميعاً بلا استثناء، ذلك الذي حدث في سورية وتركيا، من زلزال راح ضحيته آلاف البسطاء، وشرّد الملايين، وجعلهم بلا مأوى، هؤلاء الذين كانوا يقطنون بيوتهم في أمان وسلام.

إنها رسالة ربانية لنا جميعاً لنكون على حذر بأن ما حدث في تركيا وسورية قد يحدث في أي بقعة من الأرض، وإننا لسنا ببعيدين عن ذلك الابتلاء الرباني، وإن علينا أن نكون أكثر قرباً من بعضنا البعض نحن بني البشر، سواء في وطن واحد أو أوطان متفرقة، فالأصل واحد (آدم وحواء)، والمكان واحد هو الأرض، فهل نحن بمقدّرين، هذا الأمر، أم أن الحياة أخذتنا إلى أبعد من المشاعر الإنسانية، وجعلتنا لا نفكر إلا في أنفسنا.

إنه أمر غاية في الألم، وتعكير للنفس، وإحساس بالمرارة، على هؤلاء الضحايا، ومعظمهم من الفقراء أو من الذين لا يريدون من الحياة إلا مكاناً يؤويهم، ثم حدث هذا الأمر فتعكّرت حياتهم، ناهيك عن الضحايا الذين قضوا تحت الأنقاض، في تصاعد مؤلم، لم يحدث منذ زمن بعيد.

وإزاء هذه المأساة الإنسانية، تحركت القلوب الرحيمة، في مختلف دول العالم، لنجدة وإغاثة هؤلاء الذين تقطّعت بهم السبل، جراء الزلزال، وتكاتفت الدول والحكومات والشعوب، للوقوف إلى جانبهم، للتخفيف من شدة المأساة، وهذا الأمر أراه ضرورياً في هذه الأوقات الصعبة.

وكان للكويت الدور الكبير في هذا الشأن، وهو دور لم تتخلف عنه أبداً خلال المآسي الطبيعية من زلازل وفيضانات وبراكين وخلافه، والتي هي من عند الله جلّ شأنه، أو التي هي من صنع الإنسان مثل الحروب والصراعات والنزاعات، التي يتحمل تبعاتها الفقراء والبسطاء، الذين لا ذنب لهم في نشوبها.

ولقد هبّت الكويت حكومة وشعباً، لتقديم المساعدات، والوقوف إلى جانب الشعبين السوري والتركي، للتغلب على آثار هذه النكبة الإنسانية التي تعرضوا لها.

وخلاصة القول، إن هذه الأمور يجب أن تكون لنا عظة كي نكون أكثر قرباً من بعضنا البعض، على أساس إنساني، وأن نبتعد عن الصراعات والنزاعات والحروب، التي راح ضحيتها أناس لا حول لهم ولا قوّة، وتأثر بها الضعفاء والأطفال والنساء، فيما ظل أصحابها الذين أشعلوها في راحة من العيش.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وشعبها وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.