على الهواء

ذُل مُكتسب وذُل موروث

2 فبراير 2023 11:00 م

دول اكتسبت عظمتها من تاريخها المجيد في سلسلة من حضاراتها عبر أجيال وقرون... رؤساء نالوا عظمة من عظمة بلادهم عبر التاريخ.

رئيس، حضر مؤتمراً لرؤساء الدول العالمية، رافقه حرس الشرف مكوّن من أربعة لكبار الضباط، بمشيتهم العسكرية وبسماع الموكب أدرك أن القادم هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يقول فيه البروتوكول الفرنسي إنه الرئيس ماكرون الممنوع من دخول الجمعية الوطنية بينما نُظَراؤُه من الرؤساء والملوك والوزراء يتم استدعاؤهم رسمياً لإلقاء خطب وكلمات مع الترحيب الرسمي.

رئيس له شأن ترك حرس الشرف الفرنسي الذي يرافقه، وتوجّه الى سيارة موكب البروتوكول إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، عند توقفه ليفتح له باب سيارته وكأنه مستخدم وليس رئيس دولة (!)

علّقت عليه الصحف الفرنسية وهزأت منه وسخِرت من هذا الرئيس وهو رئيس دولة ترك حرس الشرف الذي رافقه ليفتح الباب لماكرون.

«لقد هزلت حتى بدا من هُزالها

كلاها وحتى سامها كل مُفلس»

كيف يرتضي شعبه بهذه الإهانة التي تلحقه.

رئيس دولة يذهب مسرعاً ليفتح الباب كخادم مكلّف بخدمة السيارات... كانت بعض السفارات الأجنبية يتحكم موظفوها في موطن سفارتها، حتى المستخدمين، لهم شأن وكلمة لسفارتهم لإذلال الدول الأخرى التي تحوي سفارتهم.

وظهرت بعض الحكومات الانقلابية لتبرز شخصيتها لدول الاستعمار التي كانت تدير عجلة قيادتها... هكذا تحكّمت دول في بلاد العرب من الأتراك والفرس والمماليك ثم الدول الأجنبية.

الشهيد المجاهد عمر المختار الذي تصدى لأسوأ استعمار لليبيا من قبل الإيطاليين وأعدموا عمر المختار، وهو كبير السن الذي يمنع القانون من قتله، فقتل من قبل رجال من سنّوا القوانين ووضعوا حقوق الإنسان... وكانت جمهوريتهم هي الأولى بين الأمم.

واحتوى بلدهم سجن الباستيل وقتل الملك وأسرته، والمقصلة الشهيرة، وذبح الناس على الأرصفة والشوارع.

حتى كره الناس الاقتداء ببلدهم وهناك مَنْ شبه الانقلاب العراقي بالثورة الفرنسية في قتلهم الملك البريء الملك فيصل الثاني وأسرته، وظهر فيهم جنود وضباط وحشيون حتى قِيل قتل برثون قتلى.