بوضوح

التعليم... والتقنيات الحديثة

2 فبراير 2023 11:00 م

في سياق حديثنا عن التربية والتعليم في الكويت -الذي بدأناه الأسبوع الماضي- أقول إننا نحتاج أن نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا، والاعتراف أننا نواجه مشاكل عدة في هذا المنوال، بعضها يتعلق بنظام المناهج، التي تعاني من الترهّل، وعدم القدرة على استيعاب لغة العصر.

فليس بكافٍ أن نقرر في الكتب الورقة، مواضيع تضاهي الإنترنت، من خلال رسومات وغيرها، ولكننا نحتاج أن ندخل أبناءنا في هذه المنظومة عملياً وليس بالطرق النظرية التقليدية، من خلال إعداد ورش عمل متقنة، تفاعلية، يدخل فيها التلميذ أو الطالب في هذه التقنيات الحديثة، دخولاً جاداً وليس عارضاً أو ما يشبه إبراء الذمة.

فكلنا لدينا أبناء في مراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي، ونتابع معهم بقدر ما نستطيع مناهجهم، ونلاحظ أنهم بعيدون عن التجديد في الأفكار ومجاراة العصر، وهذا يحدث في كل المواد الدراسية، الرياضيات والعلوم واللغتين العربية والإنكليزية، والاجتماعيات وغيرها.

حيث إن الابتعاد عن استخدام التقنيات الحديثة في التعليم لا تخدم المستقبل، وستنتج لنا أجيالاً تتربى على استخدام التقنيات الحديثة من خلال الأجهزة الذكية، التي لا ترى فيها إلا مواقع التواصل الاجتماعي، مع تغييب الدور العلمي والمنهجي فيها.

وهذا الأمر نتيجة أن الأبناء لم تتح لهم الفرصة في التعرف على أهمية التقنيات الحديثة معرفة علمية، لذا حينما أصبحت متاحة لهم وأضحت بين أيديهم، لم يجدوا فيها إلا الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي، في حين لم يتعرفوا أكثر على قيمتها العلمية والعملية.

والمشاكل الأخرى، التي تواجه التربية والتعليم في الكويت -كما ذكرنا سريعاً في المقال السابق- تتعلق بتأهيل المعلمين كي يكونوا أكثر كفاءة في تأدية واجباتهم التربوية قبل التعليمية، إضافة إلى تدريبهم على الشرح من خلال الأجهزة الحديثة، بدلاً من الطريقة التقليدية، إضافة إلى إلغاء فكرة التلقين من تفكيرهم وهم يشرحون الدروس لتلاميذهم وطلابهم، لتكون الخطوة المقبلة، تعميم استخدام الكمبيوتر وأجهزة الحاسوب في الدراسة.

فالعجيب أن دروس الحاسوب ليس لها أهمية كبيرة في مدارسنا، ومنهج الدراسة عبارة عن دروس نظرية، والقليل من الدروس العملية، وهي -في حقيقة الأمر- غير كافية كي يصبح المتعلمون الصغار قادرين على إتقان لغة العصر المتمثلة في الإنترنت والتكنولوجيا.

ولقد أرغمتنا جائحة كورونا -في وقت سابق- على استخدام التعليم عن بُعد من خلال استخدام التقنيات الحديثة، إلا أن الأمر لم يكن بالنجاح الذي نتمناه، فهناك عراقيل كثيرة واجهت هذه التجربة.

لذا، فإننا نريد التعليم عن قرب وفي الفصول الدراسية، ولكن من خلال التقنيات الحديثة، وبمتابعة ورعاية المعلمين، فالعالم من حولنا في تطوّر وتقدم متلاحق وسريع، وإن أهملنا في تعليمنا للنشء، بمثل هذه الوسائل، فإننا لن نتمكن من الوصول إلى المستقبل الذي نتمناه لبلدنا الحبيب الكويت.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وشعبها وكل من يعيش على أرضها الطيبة، من كل مكروه.