من الخميس إلى الخميس

من 1 حتى 7 فبراير

1 فبراير 2023 11:00 م

نجحت الجمعيات الأهلية الخليجية للتوعية من السرطان، في نشر برامج التوعية في المجتمع الخليجي؛ والنتيجة زيادة في توعية المجتمع تجاه ثلاثة أمور، أولها التقليل من الخوف المُرعب لاسم السرطان، ذلك الخوف الذي كان يمنع المرضى إذا ظهر لهم ورم لا سيما من النساء، خوف يمنعهن من طلب النصيحة الطبية، كان هذا في الماضي حيث تسبب ذلك في انتشار المراحل المتأخرة للتشخيص؛ ومن ثم تدنّي نسب الشفاء، اليوم العكس صحيح فمعظم الحالات تصل للعلاج في مراحل مبكرة نوعاً ما ونتأمل في المستقبل زيادتها.

التوعية ساهمت ثانياً بنشر عوامل المخاطرة المرتبطة بمرض السرطان فأصبح الناس على وعي بمخاطر السمنة؛ والتدخين؛ والاصابات الفيروسية المرتبطة بالسرطان، والحقيقة أن التوعية بعوامل الخطورة تحتاج أيضاً إلى دعم القوانين التي هي بيد المشرّعين في دولنا الخليجية؛ وربما يكون هذا هو السبب في محدودية تأثير التوعية في هذا المجال، فنحن ما زلنا بحاجة إلى قوانين صارمة بالنسبة للتدخين بكل أنواعه، لا سيما بدعة السيجارة الإلكترونية التي هي الخطر المقبل، والتوعية ثالثاً نشرت بكل الأساليب أهمية العلاج المبكر للسرطان؛ وبرامج الكشف المبكر سواء بالتدريب أو باستخدام التقنية الحديثة كصور الثدي أو المناظير أو تحاليل مؤشرات الأورام، معلومات أصبح الوصول إليها أسهل من السابق، وهذا أدّى إلى زيادة الشفاء من السرطان حتى وصل في بعض الأنواع إلى 95 ٪ و85 ٪ بسبب وعي الناس بأهمية برامج الكشف المبكر، وهذا العامل تسبب في رفع مستوى الشفاء لكل أمراض السرطان مُجتمعة ليصل إلى ما يقارب السبعين في المئة، صحيح أن هناك أمراضاً سرطانية تكون صعبة العلاج ولكن معظم تلك الأمراض لها علاج فاعل لا سيما في المراحل المبكرة.

لقد حققت التوعية خطوات ممتازة في طريق مكافحة أمراض السرطان، ونحن هذه الأيام نعيش في الخليج في أسبوع التوعية المشترك الثامن لأمراض السرطان الذي يكون من الأول إلى السابع من فبراير كل عام، هذا الأسبوع شراكة ناجحة بين مجلس الصحة الخليجي التابع لمجلس التعاون مُمثلاً بالمركز الخليجي لمكافحة السرطان وبين الجمعيات الأهلية الخليجية مُمثلة بالاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، هذه شراكة خير أنقذت آلافاً من الأرواح، وأسعدت آلافاً من الأُسر، فحين يُصاب مريض بمرض مُزمن كالسرطان تُصاب معه الأسرة كلها، وقد كشفت الأرقام أن هناك تحسناً في الكشف المبكر بنحو عشرين في المئة عما كان عليه في الماضي؛ كما أنّ الخوف من السرطان انخفض من 85 في المئة ممن كانوا يعتقدون أنه مرض لا شفاء منه إلى 48 ٪، وكل هذه الارقام تعكس نجاحات التوعية، ونتمنى أن نصل يوماً إلى ألا يزيد عدد الحالات المتأخرة عن 10 ٪ كما في بعض الدول المتقدمة، أملٌ سيتحقق إن شاء الله بالتعاون المُثمر بين الحكومات الخليجية وبين القطاع الأهلي، تعاونٌ يصبُّ لصالح المواطن الخليجي ليعكس معنى خليجنا واحد.