«العصروني» في حولي يعيد الاعتبار لـ «الكعكة»

1 يناير 1970 08:43 ص
































 
 
عالنار ياكعك

على غير عادتها في حملها لجنطتها «لوي فيتون» وصلت انتصار الجامعة حاملة أكياس ورقية عدة إلى درجة جعلت فيها رفاقها يستغربون حمل هذه الأكياس ومبادرتها بالسؤال «شنو انتصار... شنو اللي تحملينه؟» فردت عليهن قائلة: «هذه ريوق حقكن من العصروني».

وسأل المستغربات من حمل الأكياس بدلاً من جنطتها: «منو هذا العصروني؟» فروت لهن الحكاية. وفتحت انتصار سر اهتدائها إلى العصروني قائلة: «تذوقوا أولا وبعدها نكمل...»، وقدمت لكل زميلة من زميلاتها كيساً... هذا حقك، وهذا حقك، وهذا حقك» وما أن فتحن الأكياس حتى طالعت أنظارهن... وإذا بالكعكة اللبنانية الشهيرة والتي عادة ما كانت تباع على كورنيش المنارة للمتنزهين عصراً واكتست البسمة تطل، ولا يكتمل المشوار - في بيروت من دون تذوقها.

وبعد أن أكلت كل منهن كعكتها سواء المحشوة بالزعتر أو الجبن أو الكنافة عدن وطلبن إلى انتصار أن تشرح لهن حكاية العصروني، وحكت انتصار أنها كانت تقوم بزيارة إلى صديقتها الأردنية نوال في حولي، وإذ بشقيق نوال يدخل المنزل ومعه أكياس وأكياس من العصروني، وفي تلك الأكياس كعك على أنواعه محشو بالجبن أو السجق أو... أو، ولهذا بعد تذوقي لمعظم الكعكات قررت مفاجأتكن بجلب الريوق بعد أن استدللت على عنوان المحل الذي افتتح لتوه قرب مسجد العثمان في حولي.

العصروني الذي رفع شعار «ع العصروني لاقينا... جبنا العجينة وجينا». فعلاً جاء ملاك العصروني بعجينة الكعك وسمسمها وخلطتها السرية من العاصمة اللبنانية، كما أتوا بخبازين من لبنان متخصصين في خبز هذا النوع من الكعك، والذي لا يكف عن الترداد أحد الخبازين في العصروني طيلة النهار على قول «كعكعها ع كيفك».

«العصروني» في قلب حولي التي تخفق بأبناء الشام وأبناء النيل فاح منه رائحة الحارة وما يباع فيها من كعك تراثي كان المتنزه عصراً لا يهنأ له العيش أو تكتمل نزهته من دون أن يتناول كعكة بزعتر، ولهذا عرف بكعك العصروني.

ومع سنة التجديد في الحياة ارتأى ملاك «العصروني» أن يحدثوا تلبية لكل الأذواق باضافتهم حشوات وحشوات من مختلف أنواع الأجبان ولحم السجق والكنافة التي يعدها معلم يقول عن كنافته: «كنافة سبيسيال... كنافة بتعقد».

المترددون على العصروني الذين وجدوا فيه ضالة الشوق لحاراتهم في دمشق أو فلسطين أو بيروت أو حتى المواطنين الذين سبق لهم تذوق هذا الكعك في تلك العواصم يتندرون فيما بينهم: «إن المذاق الطيب للكعكة المحشوة بالزعتر» واللي (بتقرمش) خصوصا، تعيد لهم طعم الكعك أيام زمان... عصروني يا كعك «ع العصروني لاقينا»...


نماذج من كعك العصرونى
متخصصون بكعك الكنافه