ألوان

امرأة متمرّدة

21 يناير 2023 11:00 م

حضرت امرأة لإقتناء إحدى لوحاتي قبل سنوات، فكانت المفاجأة عندما أخبرتها أنني أعرف والدها عن قُرب رغم فارق السن بيننا، وذكرت لها بعض المواقف المحفورة في ذاكرتي مع والدها، ثم راحت تسألني عن تفاصيل عناصر أكثر من لوحة، إلى أن اختارت اللوحة التي تحمل اسم «امرأة متمردة»، وقالت إنها تمثلها حيث إنها كانت تُعاني وبصورة كبيرة من كثرة القيود الدينية والاجتماعية، على حد قولها، ولما توفي والدها الحازم قرّرت هي وشقيقتها من بين إخوتها تغيير نمط حياتهما، والعمل على تكسير تلك القيود دون الاكتراث بالعواقب الوخيمة.

وراحت تتحدث عن حياتها، قائلة: «تزوجت من رجل بعمر والدي، وأنجبت منه طفلة، وبعد طلاقي منه تزوجت أربعة من العرب الذين كانوا يعيشون في الكويت... وكلهم طمعاً بمالي أولاً وبجمالي ثانياً». ورددت مازحة «أليست الكويت بلاد العرب»؟!

وأوردت في سياق الكلام «أنجبت من البعض منهم واشتريت منزلاً كبيراً يسعني مع أبنائي»، مشيرة إلى أنها «لا أحب الزواج من رجل كويتي لأنني لا أريد العودة إلى القيود».

وقالت: «وجدت بعض الصعوبات بالحصول على إقامة لبعض أبنائي إلى أن خدمتني القوانين التي تم إقرارها من حيث بعض الحقوق التي منحت أبناء الكويتية ثم حصولهم على الجنسية الكويتية»، موضحة «أن نصف أبنائي ينتمون إلى التيار المحافظ بينما النصف الثاني ينتمي إلى الليبرالية».

واستمرت بحديثها مؤكدة «كنت ميّالة إلى الرسم وأمضيت وقتاً طويلاً في عملية إثبات الذات عبر الرسم لكنني فشلت، ثم انتقلت لمحاولة العزف على البيانو، وعلى الرغم من استعانتي بمدرس خاص، وأيضاً فشلت في تعلم أبجديات السلم الموسيقي، ثم انتقلت إلى كتابة الشعر الشعبي ثم باللغة العربية الفصحى، ومن ثم لم أوفق لعجزي عن فهم الأوزان الشعرية».

وأردفت قائلة: «نصحني مَنْ كان يساعدني بالانتقال إلى كتابة القصة القصيرة، فكان ذلك، إلا أنني أدركت أن كتاباتي بلا عمق، بعد أن وجدت أن حرية التعبير ما زالت محدودة، ولأن هناك مَنْ نصحني بأنني سأكون دخيلة على الوسط الثقافي، فقلت له انهم كثر، فنصحني بكثرة القراءة التي لا أطيقها فكان الطلاق مع الآداب وكتبها، إلا أنني بت أقتني اللوحات التشكيلية لبعض الفنانين الكويتيين والعرب الذين يقيمون معارضاً تشكيلية».

همسة: مهما كانت الأفكار متضادة فإن الاعتدال يبقى هو سيد الموقف.