في يوم الأحد 15/ 1/ 2023، التقيت بالحكم الدولي لكرة القدم الأوكراني ميروسلاف ستوبار، في مقر السفارة الأوكرانية في الكويت، ضمن إحدى الفعاليات التي أقامتها السفارة.
الأوكراني ميروسلاف ستوبار، هو حكم مباراة المنتخب الكويتي والمنتخب الفرنسي في البطولة السابعة لكأس العالم التي كانت في عام 1982 في مملكة إسبانيا، وتلك المباراة كانت تقريباً منذ أكثر من 40 عاماً.
أثناء تلك المباراة كان حينها المنتخب الفرنسي يهجم باتجاه المرمى الكويتي، والنتيجه كانت لصالح فرنسا 3 /1، لكن فجأه توقف جميع المدافعين الكويتيين عن صد الهجمة الفرنسية (!) لأنهم سمعوا صوت صافرة بشكل واضح جداً يشبه تماماً صوت صافرة الحكم، لكنّ اللاعبين الفرنسيين واصلوا هجومهم وسجلوا هدفهم الرابع في مرمى المنتخب الكويتي!
حينها احتج المنتخب الكويتي على الحكم الذي أمر بمواصلة اللعب، ولقد أخبروه بأن الذي دعاهم للتوقف عن اللعب في تلك اللحظات هو أنهم ظنوا بأن الحكم هو الذي أطلق صوت صافرته لأنّ الهجمة كانت تسلل!
وهنا نزل رئيس الاتحاد الكويتي آنذاك الشيخ فهد الأحمد (رحمه الله) إلى أرضية الملعب، ودار نقاش سريع بينه وبين الحكم الأوكراني ميروسلاف ستوبار، يخبره بأنّ المنتخب الكويتي تم غشه بصوت تلك الصافرة، وأنّ ليس للمنتخب الكويتي ذنب في ذلك التوقف الذي حصل منهم بسبب فعل أحد الجماهير العابثين، وأنه كان يلزم الحكم أن يعلن عن توقف اللعب فوراً، ويقوم بطرد ذلك الشخص الذي خدع المنتخب الكويتي بصافرته.
حينها قام الحكم الأوكراني ميروسلاف ستوبار باتخاذ قرارٍ كان هو أشهر قرار في تاريخ مباريات كرة القدم على الإطلاق، بعد أن توقفت المباراة لما يقارب 7 دقائق، حيث قام بإلغاء ذلك الهدف الذي تم خداع المنتخب الكويتي به من قبل أحد الجماهير.
بعد تلك المباراة قام الاتحاد الدولي (فيفا) بإيقاف الحكم ميروسلاف ستوبار، لمدة تعتبر هي الأطول في تاريخ الفيفا كنوع من العقوبة، وقام أيضاً الاتحاد الدولي فيفا بتغريم المنتخب الكويتي بمبلغ 12 ألف دولار.
عندما التقيت بالحكم الأوكراني ميروسلاف ستوبار، سألته بعد المؤتمر الصحافي الذي كان في السفارة الأوكرانية: هل كان الشيخ فهد الأحمد -رحمه الله- رئيس الاتحاد الكويتي يريد أن يسحب المنتخب الكويتي من بطولة كأس العالم 1982، بسبب تلك الحادثة، خاصة وأنه ظهر في الفيديو وهو يشير بيده بغضب إلى لاعبي المنتخب الكويتي بالانسحاب؟
قال ستوبار: «لا، لم يكن فهد الأحمد يريد انسحاب المنتخب الكويتي، ولم يكن غاضباً، لقد كان يشرح لي أمر تلك الصافرة. ولقد أخبرته بأن احتجاجه مقبول ولا يوجد في نظام الفيفا أي مادة قانونية تمنع إلغاء الأهداف في مثل هذه الأحداث».
صرّح الشيخ فهد الأحمد -رحمه الله- في أحد اللقاءات بأن الفيفا مافيا! أي عصابة دولية لها نظام ونفوذ متسع!
وهذا يؤكده قرارات الفيفا ضد الاتحاد الكويتي لكرة القدم وضد الحكم ستوبار، التي لا تستند على أي قوانين، وقال ستوبار إنه بعد مرور 24 عاماً على هذه الواقعة أُدخلت تعديلات على قوانين التحكيم المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي، فيفا!