ربيع الكلمات

الكويت تفرح... ورد التحية واجب

18 يناير 2023 11:00 م

البيان الذي أصدره مجلس الوزراء والذي يخص مرسوم العفو رقم 8 لسنة 2023، بالعفو عن العقوبة المقيدة للحرية المحكوم بها على بعض الأشخاص، لا شك أنه بيان تاريخي ويفتح صفحة جديدة من المصالحة الوطنية، والتي تساهم بالاستقرار، خاصة في هذه الأوضاع التي تحتاج إلى هدوء والتفكير لمستقبل الكويت.

وهذه الخطوة تعتبر من الخطوات المهمة التي تساهم في مد جسور جديدة من التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتزيل العوائق التي تعطل مسيرة الإنجاز وتهيئ الظروف المناسبة للتعاون بين الجانبين.

ويحسب للحكومة ما تقدمه منذ حل مجلس الأمة والعودة للشعب، والقرارات التي صاحبت الانتخابات من عدم التدخل فيها، والتصويت بالبطاقة المدنية، والتصدي للانتخابات الفرعية ولشراء الأصوات، ووقف استقبال النواب في الوزارات أو إنجاز المعاملات للمرشحين، وعدم التدخل في انتخابات اللجان في مجلس الأمة أو الرئاسة، والآن صدور مرسوم العفو، وكل هذه المحطات تبين أن الحكومة مدت يدها للتعاون وتنتظر رد التحية من النواب.

وما نتمناه من أعضاء مجلس الأمة البعد عن العشوائية في تقديم المقترحات، وتقديم مصلحة المواطن والوطن على المصلحة الانتخابية، وتغليب صوت العقل والجلوس مع بعض والاتفاق على برنامج عمل وتفويت الفرصة على المتربصين بالمجلس.

لذلك، من الحصافة السياسية أن يبادر أعضاء مجلس الأمة بسحب الاستجوابات المقدمة للوزراء، خاصة ونحن في بداية الطريق، والحكومة تحتاج سنة على الأقل لتنفيذ برنامجها وبعدها تبدأ المحاسبة، والعمل يحتاج إلى فريق عمل وأكثر ما يعطل الإنجازات هي الفردية بالعمل.

المواطن ينتظر الكثير من السلطتين التنفيذية والتشريعية، خاصة في إنجاز المشاريع الاقتصادية مثل إحياء مدينة الحرير بالصبية ومشروع ميناء مبارك الكبير، حيث سيوفران فرص عمل حقيقية للشباب الكويتي، ويساهمان في تنويع مصادر الدخل غير النفطية للدولة.

إضافة إلى تعديل بعض التشريعات وإلغاء قانون المسيء، ومحاربة الفساد ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، والبعد عن توزيع المناصب كهبات وإنما المعيار هو المواطنة والكفاءة.

هناك حاجات ملحة للمواطن ينبغي على النواب أن تكون ضمن أولوياتهم، مثل زيادة رواتب المتقاعدين، وإيجاد حل جذري للقضية الإسكانية، والارتقاء بمستوى التعليم، وغيرها من قضايا ملحة وأساسية أكثر أهمية من قضية إسقاط القروض.

وفي الختام، نحمد الله تعالى على نعمة الكويت، ونشكر والد الجميع صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين، على صدور مرسوم العفو، وهي مرحلة وبداية جديدة من تاريخ الكويت السياسي.