إن فكرة العين بالعين والسن بالسن، وإهدار الوقت والعمر في تعليم الناس الدروس واللحاق بهم لأخذ الثأر منهم، فكرة أحياناً تكون غير مجدية إن لم يكن بكل الأحيان، فليس كل انتصار انتصاراً. فهناك الكثير من الانتصارات بنكهة الهزيمة، تخسر بها وقتك وتتشوه فيها مشاعرك ويضيع معها عمرك، فأي انتصار يستحق كل هذه الهزائم النفسية والاجتماعية والحياتية؟
لذلك، من أهم قواعد الحياة التي تعد ركيزة أساسية في العيش بصحة نفسية، هي قاعدة اترك الخلق للخالق، سيدفع الجميع ثمن ما قدم عاجلاً أم آجلاً، بقانون منظم للحياة، وركز أنت بتقدمك وتطورك وعملك وسعيك، وهذه ليست دعوه للسماح للناس للإساءة لك وعدم أخذ حقك، ولكن نظارة وعي في ألا تهدر عمرك في الدفاع عن حقك، خذ الإجراءات التي تحتاج أخذها، وقم بالأمور التي لا بد القيام بها، واترك المختصين في عملهم واستمر في حياتك واقطع الاتصال الفكري والنفسي بهم ولا تأبه بالنتيجة فما كان مطلوب منك فعلته فلا تلم نفسك على نتائج، فإن لم تكن ظاهرية في كسب قضية أو الوصول لحل، أجزم لك أنها ستكون جوهرية وداخلية في قلوب أصحاب الأذية لك. ستأخذ الحياة حقك من الجميع وستعطي للجميع حقهم منك، عدل موجود من الله سبحانه وتعالى.
فمن اليوم، قررألا تفكر أكثر من اللازم، كيف ذلك؟ تدرب قرر أن تسامح وتقدّر وتعفو، ولا تهدر عمرك بالثأر والجري وراء الناس، قرر أن تكون الخير في الحياة بالكلام والسلوك والفعل والتواجد والوجود، قرر أن تحب لأخيك كما تحب لنفسك، أن تكون العطاء، أن تكون الجمال، أن تكون التسامح، أن تكون أنت بكل ما تحتويه الكلمة من أنت، موجود في الوقت غير منشغل عقلك بغد أو أمس، تعيش اللحظة لا قبل اللحظة ولا بعدها، أن تعيش يومك الذي لا علاقة له بالأمس، وهو مزرعة الغد وأن تعامل الحياة كحديقة تزرع بها ثمارك لأنك ستحصد ما زرعته يوماً ما.
وتذكر أن الصحة النفسية هي هدف مهم في الحياة.