تقدّم بها عدد من المثقفين في «رابطة الأدباء»

مقترحات علمية... للنهوض بالحالة الثقافية في الكويت

11 يناير 2023 10:20 م

- طالب الرفاعي: الاستعانة بالطاقات الشبابية... لتأخذ مكانها على منصات الحوار والنقاش

تقدّم عدد من المثقفين والإعلاميين بمقترحات علمية للنهوض بالحالة الثقافية في الكويت، وذلك ضمن جلسات «الثقافة في الكويت... الشباب والمستقبل»، التي عُقدت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين في رابطة الأدباء الكويتيين بالتعاون مع «الملتقى الثقافي» الذي يرأسه الأديب طالب الرفاعي.

فبعدما ناقشوا في اليوم الأول أسباب تراجع الثقافة في الكويت، وإمكانية عودتها إلى سابق عهدها، بل ونهضتها وازدهارها، شهد اليوم التالي مقترحاً علمياً للنهوض بالحالة الثقافية، من إعداد جابر القلاف، الذي حلّ ضيفاً في الجلسة الثقافية الأخيرة مع محمد المطوع وعذبي العثمان، وأدارها الدكتور محمد بن ناصر.

وجاء في المقترح أنه بناء على ما تم استعراضه في الجلسات السابقة عن تشخيص الحالة الثقافية العامة والحالة الراهنة للمؤسسة الثقافية الرسمية، وفي ظل الوضع السياسي القائم، وفي ظل تدهور المنظومة القيمية، أصبح لزاماً علينا أن نتقدم باستراتيجية من الأسفل إلى الأعلى تعمل على تأسيس مرحلة الانتقال إلى نموذج جديد قائم على الثقافة من خلال برنامج «صناعة الجمهور»، وهي عملية مستمرة ومدارة بشكل فعّال حيث تتضمن مجموعة من الممارسات التي تستجيب للحاجة المتزايدة للمؤسسات الثقافية لزيادة وتنويع وإشراك الجماهير الحالية والمحتملة.

«تغيير حقيقي»

وأوضح القلاف أنه من الممكن أن يؤدي هذا النهج إلى إحداث تغيير حقيقي، بشرط أن يصبح التوجه الاستراتيجي تجاه الجمهور عملية هيكلية ونمطاً سلوكياً داخل المؤسسة ككل، ولا يمثل مجرد وظيفة أو خدمة إضافية.

وأضاف «على هذا البرنامج أن يستهدف الطلبة الأطفال واليافعين، وأخص هذه الفئة العمرية لأنها تعتبر أساساً للنمو المستقبلي وأرض خصبة للعمل الثقافي والإبداعي، حيث توافر قاعدة متينة لقدرات التعلم وتطوير المهارات في شتى المجالات الثقافية».

«صناعة الجمهور»

ولفت إلى أن آخر جهود جادة في صناعة الجمهور توقفت في التسعينات مع وقف عمل الأندية الصيفية والأنشطة الفنية في المدارس، فأصبح ذاك الجمهور يشيخ الآن. فلا بد من العمل على إرجاع تلك الأنشطة والمسابقات والأندية الصيفية والتي كانت بمثابة حاضنة للمواهب والبرامج الفنية والثقافية وأندية القراءة والمسرح في المدارس بعيداً عن الجانب الترفيهي، كما يجب أن تسعى هذه البرامج إلى تحفيز التفكير الإبداعي والنقدي وغرس القيم المطلوبة للمرحلة القادمة، بالإضافة إلى تكثيف مشاركة الأطفال في برامج الدولة الثقافية وتصميم وسائل مواكبة قادرة على مخاطبة الأطفال واليافعين، ووضع برنامج مصاحب لاستكشاف المواهب وتطوير القدرات.

«وجه مشرق»

وكان الأديب طالب الرفاعي قد شدّد خلال كلمته الافتتاحية في مستهل الجلسات الثقافية على أن احتضان رابطة الأدباء الكويتيين لهذه الندوة، وبالتعاون مع الملتقى الثقافي، جاء ليُقدم وجهاً مشرقاً من وجوه العمل الثقافي المشترك، بين مؤسسات المجتمع المدني، خصوصاً وأنه يتوجّه بصدق وشفافية وموضوعية للحديث عن قضية مهمة وشائكة، وتمسّ الكويت ومبدعيها ومثقفيها، متمنياً لهذه الندوة النجاح في طرح الجديد، ومن ثم السير في هذا الجديد، وعبر التوصيات، إلى المعنيين بالأمر الثقافي.

ولفت إلى أن الاستعانة بالطاقات الشبابية لتأخذ مكانها على منصات الحوار والنقاش، وتحديداً في القضايا الثقافية والفنية، ليشكّل هدفاً أساسياً للملتقى الثقافي، «وهذا ما حاولت الندوة إبرازه، من خلال تقديم وجوه شبابية قد تكون بعيدة عن المشهد الثقافي على السطح، لكنها في العمق من العمل في مجال الثقافة».

وتقدّم الرفاعي بالشكر لـ«رابطة الأدباء» وعلى رأسهم الدكتور خالد رمضان الأمين العام، والدكتور محمد حمود البغيلي، وعموم مجلس الإدارة على التعاون الكريم، «وأيضاً الشكر لجميع الزملاء الأفاضل المشاركين في الندوة، وأخيراً للحضور الجميل الذي أضاف معنى كبيراً لهذه الندوة».

«أبعاد مختلفة»

أكد القلاف على أن ما يُمكن تمييزه في هذه الاستراتيجية هو الأبعاد المختلفة في «صناعة الجمهور» والتي تسعى إلى تعميق العلاقة مع الجمهور وتحويله إلى «مجتمع مشارك ونشط»، وبالتالي إلى «صانع للتغيير» في المستقبل، بالإضافة إلى حماية وتأمين الجيل القادم وإعداد شخصيات ثقافية قيادية قادرة على مواجهة التحديات في المستقبل.