كدأبه، نجح الفريق القائم على عروض السينما في مركز الشيخ جابر الثقافي باختياراته المميزة للأفلام الوثائقية والروائية الطويلة، التي عادة ما تستند أحداثها إلى وقائع حقيقية، ولا سيما تلك القضايا الإنسانية التي يقوم بترجمتها كبار المخرجين والممثلين العالميين.
ولعلّ افتتاح عروض شهر يناير بالفيلم الروائي الطويل «سانت أومير» دليل على الرؤية الثاقبة لدى لجنة الاختيار، خصوصاً وأن الفيلم قد تم عرضه عالمياً للمرة الأولى في الدورة التاسعة والسبعين من مهرجان فينيسيا الدولي، حيث نال حينئذٍ جائزة الأسد الفضي وهي الجائزة الكبرى في مسابقة لجنة التحكيم، بالإضافة إلى جائزة لويجي دي لورانتيس «أسد المستقبل».
كما عرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ومهرجان نيويورك للفيلم قبل طرحه في دور السينما الفرنسية في 23 من شهر نوفمبر العام الماضي. وقد اختير الفيلم ليمثل فرنسا في جوائز الأكاديمية الأميركية «أوسكار» في دورتها المقبلة حيث ينافس على جائزة أفضل فيلم أجنبي.
في فيلمها الروائي هذا، تحكي لنا مخرجة الأفلام الوثائقية أليس ديوب وقائع محاكمة السنغالية لورانس كولي، التي اتهمت بقتل طفلتها ذات الـ 15 شهراً، بتخلّيها عنها عند ارتفاع المد على شاطئ فرنسي. وخلال جلسات المحاكمة، التي تجري في قاعة محكمة جنايات سانت أومير، تؤثر كلمات الأم، وحكايات الشهود على سير المحاكمة.
ويعتبر «سانت أومير» أول عمل روائي للمخرجة ديوب، البالغة 43 عاماً، حيث كانت متخصصة قبل ذلك بالأعمال الوثائقية، التي كان آخرها فيلم «Nous» الذي قدمته العام 2021.
يُذكر أن الفيلم من بطولة كايجي كاجامي وجوسلاجي مالاندا، أوديل دياتا، أدريان، أوريلا بيتيت وخافيير مالي، فيما تولت مهمة مدير التصوير كلير ماثون.