د. جلال محمد آل رشيد / أميركا... لمكافأة الصهاينة والتعكير مع الجيران!

1 يناير 1970 06:58 ص

العدو الصهيوني يمارس يومياً سياسة إجرامية غير مقبولة ضد أشقائنا الفلسطينيين الموجودين داخل الأراضي الواقعة حالياً تحت سيطرة السلطات الفلسطينية، سواء تحت سيطرة «فتح» في الضفة، أو سيطرة «حماس» في القطاع، إذ يقوم الصهاينة بعمليات توغل إرهابية، في شكل متكرر، إلى داخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة الفلسطينيين، وبالقصف الجوي الذي يستهدف الناشطين ضد الإرهابيين الصهاينة، إضافة إلى سياسة الصهاينة التي تستهدف الإرهاب التجويعي ضد غزة خصوصاً عن طريق الحصار الظالم للقطاع المظلوم، لتركيع سكانه الأبرياء، وجعلهم ينتفضون ضد قيادتهم التي انتخبوها بملء إرادتهم الحرة في ملحمة ديموقراطية رائعة أتت بهذه القيادة التي يجب على الصهاينة، وعلى الأميركيين، أن يقبلوا بها، شاؤوا أم أبوا، أحبوا أم كرهوا، وذلك لسبب محدد وواضح، وهو أنهم قيادة ناتجة عن عملية ديموقراطية حرة نزيهة.

الأميركيون، وعبر جولاتهم التي تتكرر بين الفينة والأخرى في منطقتنا العربية، في فلسطين الـ 48، وفلسطين الـ 67، ودول عربية أخرى، يحاولون أن يسوِّقوا سياسة تعويم الكيان العنصري الإرهابي الصهيوني، بشكل عنصري مكشوف، بالدعوة إلى التطبيع مع «إسرائيل اليهودية»، «إسرائيل» التي أنشأتها الآلة العسكرية الاستعمارية منذ القرن الماضي، وأنشأتها ورعتها الجرائم الإرهابية الخطيرة لعصابات الـ «هاغانا» وغيرها من التنظيمات العصابية، مثل عصابة الجيش «الإسرائيلي».

ومطلوب من العرب، وإمعاناً في إهانتهم، أن يقبِّلوا الأيدي الصهيونية الملوثة بدماء إخوتهم ضحايا الجيش الصهيوني، سواء أكان أولئك الضحايا فلسطينيين أم لبنانيين أم سوريين أم مصريين أم حتى كويتيين، إذ لا يمكننا أن ننسى شهداء الكويت في حروب الدفاع عن الأراضي العربية في مواجهات القرن الماضي بين الحق العربي الفلسطيني والباطل الصهيوني.

ومع ذلك، لم يكتفِ الأميركيون بذلك كله، بل أخذوا يحذرون بعض العرب من بعض، ويخوفونهم منهم، عن طريق تحريض الدول العربية «المعتدلة» ضد الدول والجهات العربية المقاوِمة للكيان الإرهابي العنصري الصهيوني، ما يؤدي إلى تعكير الصفو بين الأشقاء العرب أنفسهم من أجل مصلحة العنصريين الإرهابيين الصهاينة، كما يريد الأميركيون، أيضاً، أن يحذروا العرب من جيرانهم المسلمين الذين يحتفظون بعلاقات طيبة معهم، مثل محاولاتهم المتكررة لتأجيج الصراع بين ضفتي الخليج، ذلك التأجيج الذي يأتي في توقيت «غريب»، ولا سيَّما في أعقاب اعتراف استخبارات الولايات المتحدة الأميركية بأن النشاط النووي الإيراني هو نشاط غير عسكري، مع أن تأجيج الصراعات الدموية الطاحنة في الخليج لن يؤدي إلا إلى تحطيم الاستثمار البشري في المنطقة، ونشر الخراب والدمار وانهيار اقتصادات المنطقة التي تنظر إلى مرحلة قطف الثمار الاقتصادية التي نتجت عن مرحلة الاستقرار في المنطقة الخليجية، ولكن الأميركيين يريدون، كما هو ظاهر من سلوكهم المشبوه في منطقتنا الخليجية، أن يُعيدوا منطقتنا الخليجية إلى حالة عدم الاستقرار عن طريق خلق الأجواء التي تؤدي إلى التصادمات العسكرية المدمرة، والحروب الدموية التي تأكل اليابس والأخضر والتي تسحق الإنسان والاقتصاد على ضفتي الخليج، تنفيذاً لمصالح أطراف عدوة للعرب، مثل «إسرائيل»... فهل سندمر بلداننا من أجل إرضاء «إسرائيل» ومَن خلفها؟


د. جلال محمد آل رشيد


كاتب وأكاديمي كويتي

[email protected]