سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / وكر «الخربوطة»
1 يناير 1970
08:00 ص
الديوانية هي مكان يجتمع فيه الناس ليتجاذبوا أطراف الأحاديث والدواوين تنتشر في ربوع هذه الديرة الحبيبة منذ الأزل، حيث تعتبر منتديات اجتماعية،
واقتصادية، وثقافية، بل وإنسانية أيضاً. وقد زرت احدى هذه الديوانيات في الاسبوع الماضي فوجدت رواد تلك الديوانية يناقشون قضية من القضايا التي دائماً نسمعها ونقرأها ونراها بينة بين أعيننا ألا وهي قضية العمالة المنزلية.
إنه موضوع ساخن كلٌ يدلي فيه بدلوه ويعبر عن وجهة نظره وقد اعترى اهتمامي أبوراشد وهو يسرد قضيته قائلاً: لقد دخلت بيتنا منذ أربعة أشهر وكانت مريضة وقد قمنا بعلاجها وخففنا العمل عن كاهلها، ولما شفيت صحونا من النوم فلم نجدها.
استخدمنا الوسائل الرسمية في ذلك فلم نحصل على ضالتنا، قررت أن أذهب الى احدى المناطق التي تضم العمالة الوافدة عساني أن أرى ضالتي، عندما وصلت الى تلك المنطقة وجدت نفسي كأنني لم أكن في الكويت، أُناس كثيرون وعناوين لمحلات تجارية بلغات غير لغتنا، وأسماء لا نعرفها استوقفت رجلاً قلت له: أبحث عن خادمة هربت مني ألم تجد عاملات يسكّن معكم في هذه المنطقة، عسى أن أرى ضالتي قهقه الرجل قائلاً: بابا هنا بنيه كل خربوطة تذكرت قول الأديب:
وأمام الباب صعلوك هوى
تافه الهيئة مسلوب الفضيلة
يعرض اللحم على قاضمهِ
مثلما يعرض سمسار خيوله
تلفت يميناً وشمالاً فلم أجد إلا مجتمعاً قريباً يعج في بقعة محدودة تصدر الفوضى والعادات السيئة والسمات الخبيثة.
هنا نهض أبوعلي أين مشاريع القوانين، وأين بعض أعضاء مجلس الأمة؟
يكفي أن يتراشقوا بالعبارات والكلمات والاستجوابات فما يضيرهم لو تكاتفوا لإيجاد مشروع لمدينة عمالية نموذجية حتى نضمن الأمن والسلامة ونتصدر الأمم في ضمان حقوق الإنسان.
ثم التفت أبوفهد قائلاً: «نخشى أن تحدث قضية كقضية صحن خيطان التي صارت حكاية ورواية.
هنا تبسم أبوهشام قائلاً: ما أجمل أن نطّرب كما يطّرب المطّرب قديماً ونقول:
يا من عيّن الضالة
وعشاه خير وفير
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي