رأي نفطي

«رائدان» كويتيان يقودان النفط العالمي

19 ديسمبر 2022 11:00 م

رائدان كويتيان يقودان النفط العالمي، وهما هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة أوبك، وجمال اللوغاني، الأمين العام لمنظمة أوابك العربية.

تلك الريادة، ليست بغريبة علينا في الكويت، كوننا الاوائل في الصناعة النفطية ما بين جميع الشركات الوطنيه شرقاً وغرباً، حيث نحن مَنْ بنينا مصفاة وطنية خاصة بنا في الشعيبة في عام 1968، وبمشاركة القطاع الخاص بنسبه 40 في المئة، ومن أسس أول شركة ناقلات للنفط، مملوكة بالكامل للقطاع الخاص ما بين الشركات النفطية الوطنية وبعض كبار الشركات النفطية العملاقة، وكذلك أول مَنْ أسس شركة بتروكيماويات، وأيضاً مملوكة بالكامل للقطاع الخاص.

علاوة على ما تقدم، تم تأسيس أول إدارة لبيع المنتجات النفطية المكررة في لندن، وذلك لسهولة التعامل مع الأسواق العالمية المختلفة ومن وجود شركات لاستئجار ناقلات لشحن المنتجات، بالإضافة إلى التأمين البحري ونقل المشتقات من مصفاة الشعيبة إلى العالم، بالرغم من معارضة شركتي بي.بي.

الإنكليزية وجلف الأميركية لشركة نفط الكويت، باعتبارهما منافستها في أسواقهما التقليدية وكأنهما تمتلكان أسواق العالم. وأصرّتا على تعهد شركه البترول الوطنية بعدم بيع المنتجات في هذه الأسواق، ووافقت ادارة التسويق العالمي التي كان غالبية موظفيها من أكثر من 20 جنسية.

وأصرّت كذلك شركة نفط الكويت على بيع النفط الخام الكويتي إلى الشركة الوطنيه بقيمة أو علاوة اضافية بنحو 3 سنتات أميركية على كل برميل. وبالرغم من المصاعب حققنا المطلوب واكتسبنا الخبرات العالمية.

مما ادى إلى استفادة الشركات الوطنية المجاورة وكذلك دول منظمة أوبك وأوابك معاً.

ودخلنا جميع الأسواق العالمية، ولم نكتف بذلك، حيث دخلنا قطاع التجزئة ببيع المشتقات النفطية إلى المستهلك في داخل متجره ومنزله عن طريق كيوايت 8 Q، سواء عن بيعه لوقود السيارات أو وقود التدفئة.

ووصلنا إلى العالمية لنكون من الأشقاء السبع، ونسمى بالشقيق الثامن.

ووصل الرائدان (الغيص واللوغاني) بكفاءتهما وخبراتهما إلى هذه المراكز العليا من دون «باراشوتات» أو واسطات أو تدخلات نيابية، لكن بأجماع العالم النفطي.

والآن تتمتع الكويت بأفضل وأحدث المصافي في العالم من حيث نوعية المنتجات المكررة، والتي تتميز بأفضل وأرقى وأجود المواصفات العالمية المطلوبة، من حماية للبيئة ومن نسبة ضئيلة من الكبريت، بالرغم من ارتفاع نسبه الكبريت في النفط الخام الكويتي من مصافينا الثلاث في الأحمدي وميناء عبدالله ومصفاة الزور، وتُباع هذه المشتقات المكررة إلى الأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية التي تتطلب أدق الشروط والمواصفات البيئية المتقدمة والمطلوبة.

ووصول هيثم الغيص، وجمال اللوغاني، إلى تبوؤ هذين المركزين من دون واسطات ولا «بالبراشوتات» بل اعتماداًعلى خبراتهما واختياراً عالمياً من أعضاء دول منظمة أوبك وأوابك، وإنطلاقاً من زخم القطاع النفطي ومنذ تأسيسه، ويرجع هذا ايضاً إلى مشاركة القطاع الخاص في تأسيس البترول الوطنية وناقلات النفط والبتروكيماويات والخطوط الجويه الكويتية، ونحن ما عليه الآن.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com