بوضوح

تقييم النفس...

15 ديسمبر 2022 11:00 م

أعظم ما نفعله في حياتنا أن نبتعد عن منابع السوء والفساد، وأن نقترب من أنفسنا، لنفهم ما تريد من خير وصلاح.

عزيزي القارئ... هل جرّبت أن تقضي ساعات من وقتك في مكان لا يكون فيه غيرك، ثم تحاول استرجاع ما قمت به من أفعال سواء في الخير أو الشر، وأمام هذا الاسترجاع، هل فكرت في أن تستخدم الورقة والقلم، أو حتى فتح صفحة على كمبيوترك أو هاتفك النقال، لتقييم نفسك، ذلك التقييم الذي يجعلك سعيداً خالياً من أدران الكراهية والعداوة ؟

أظن أن الكثير سيقول إن هذا يدخل في مجال المثالية التي نادى بها الفلاسفة الأوائل مثل أفلاطون، مثلاً، الذي كان ينادي بالمدينة الفاضلة.

وسيقول صديق آخر: الحياة يا صديقي أصبحت مادية ولا يمكن أن نفعل ما تدعو إليه، وإن فعلنا، فسنقدم الكثير من التنازلات، التي ستؤثر بشكل سلبي على حياتنا، فالأشرار لن يأتوا إليك ليشكروك، لأنك تسامحت معهم، بل سيقولون إن أدوات الشر التي يمتلكونها، هي ما جعلتك تتسامح في حقك.

وقد يسأل صديق آخر: ما المقصود، بقولك تقييم النفس؟، وهل لدى أي منّا القدرة على أن يقيّم نفسه ؟

ومع ذلك، فإن ما طرحته، مجرد خواطر تراودني في معظم أنحو، وأردت أن أشرك فيها القراء الأعزاء، وأنا على علم تام بمادية الحياة وجفائها، وقسوتها، خصوصاً على أصحاب القلوب الطيبة، وما فيها من أهوال وأطماع، وعداوات إن لم تكن موجودة فإن البعض يختلقها، ليثبت لنفسه أنه يواجه الصعاب من أجل البقاء، والبعض الآخر يشعلها بعد أن همدت لنيل المصالح، أو إحكام السيطرة على الآخرين، تبعاً للمثل الذي يقول: «فرّق تسد».

وأقرّ أن ما قلته عبارة عن أحلام مثالية أتمناها لنفسي ولكم جميعاً.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها وكل من يقيم على ترابها الطيّب.