بوضوح

المسؤولية... وتغليب المصالح الشخصية

1 ديسمبر 2022 11:00 م

بناء الوطن مسؤولية، لا يتحمّلها فرد بعينه ولا مجموعة بذاتها، بل إنها فرض عين، على جميع أبناء الوطن، ولا يمكنها أن تسقط عن أي شخص طالما أنه قادر على العطاء، بأي شكل من الأشكال، باستثناء - طبعاً - من لم يصلوا إلى مراحل التكليف كالأطفال، أو الذين لا قدرة لهم على تحمّل المسؤولية، بسبب المرض وخلافه، فهؤلاء مسؤوليتهم تقع على عواتقنا لتوفير حاجاتهم في الحياة.

ومن ثم فإننا نطرح السؤال: كيف نبني الوطن؟

هل نبنيه بالشعارات وترديد الأغاني الوطنية، والتعبير باللسان عن الحب الذي نحمله في صدورنا تجاه الوطن؟

بالطبع كل ما سبق يجب أن نقوم به، ولكن بعد أن نؤدي حق الوطن علينا من خلال العمل والفعل، وبعد أن نخلص في أعمالنا، ونجتهد في البحث عن السبل التي تساهم في تطويره، وألّا نتّكل على بعضنا البعض في تأدية مهمة ما، بل كل فرد له مسؤولياته التي يجب أن يقوم بها بإخلاص، كالمعلم والمهندس والطبيب والموظف والمحامي وغيرهم.

وفي هذا السياق، يجب أن نبتعد عن كل السلبيات التي يقترفها البعض في حق الوطن، وأخطرها تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، بحيث يستغّل الفرد، مثلاً - منصبه - الذي ربما يكون قد حصل عليه عن طريق ما يطلق عليه «الباراشوت»، في جني المكاسب غير المشروعة، وتقديم خدمات غير قانونية لمعارفه وأقاربه، والسعي للكسب الحرام، والتأثير المباشر وغير المباشر على المال العام، عن طريق تلقي الرشاوى وغيرها.

والخلاصة، أن كل ما يُقترف من جرائم في حق الوطن، مصدره تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، لأن ذلك يفتح المجال للرشوة والتحايل والخداع وعدم الصدق، وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، وعدم تقدير قيمة العمل، ودوره في النهضة.

وبالتالي فإن هؤلاء سيكونون عبئاً على الوطن، وليس لهم دور في بنائه، بل إنهم مصدر للهدم وتأخير عجلة التقدم.

اللهمّ احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها والمقيمين على أرضها من كل مكروه.