تتضمن غالبية خطابات شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، شتائم تطول المسؤولين في كوريا الجنوبية، وآخرها هجوم على الرئيس يون سيوك يول.
وانتقدت كيم يو جونغ، يون سيوك يول، بكلمات وصفتها «وكالة يونهاب للأنباء» الجنوبية، بـ «الوقحة»، وذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية الجنوبية يوم الثلاثاء، انها تراجع عقوباتها على بيونغ يانغ، ومنها على قطاع الإنترنت، إذا مضت قدماً في تجربة نووية.
وقالت كيم، نائبة مدير حزب العمال الحاكم في تصريح نقلته «الوكالة المركزية الكورية الشمالية للأنباء»، أمس، «لا أدري لماذا يقف شعب كوريا الجنوبية مكتوف الأيدي أمام الحكم بقيادة الغبي يون سيوك يول والذي يقود الوضع إلى حالة خطرة»؟
وأضافت «كانت سيول ليست هدفنا على الأقل عندما كان مون جيه إن، في الحكم. كلما تتمسك الولايات المتحدة وأتباعها في كوريا الجنوبية بفرض العقوبات ضدنا، سيتصاعد ويتحول عداؤنا وغضبنا لحبل مشنقة يلتف حول رقابهما مباشرة».
وواصلت كيم هجومها على سيول، «وزارة الخارجية في الجنوب وصفت ممارستنا لحق الدفاع عن النفس بأنها استفزاز عسكري، وأنها تنظر في فرض عقوبات فردية إضافية طالما واصلنا القيام بذلك».
ووصفت كوريا الجنوبية بأنها «كلب مخلص» للولايات المتحدة، حيث إنها تردد «عقوبات مستقلة» ذكرتها واشنطن.
وتابعت «أتساءل في ماذا وكيف يمكن أن يفرض الجنوب علينا العقوبات بكونه مجرد كلاب برية تلهث وراء عظام ترميها لها الولايات المتحدة»؟
وأضافت «انهم أغبياء لا يعرفون العيش في راحة وأمان، حيث يرون أن العقوبات يمكن ان تخرجهم من الوضع الخطر الحالي».
وأصدرت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية، التي تتعامل مع الشؤون بين الكوريتين، بياناً في شأن التعليقات «المؤسفة» التي تستهدف الزعيم الجنوبي. وذكرت «نعرب عن أسفنا الشديد لموقف (كوريا الشمالية) التي تحاول إلقاء اللوم علينا... في وقت يرجع فيه التوتر الحالي في شبه الجزيرة الكورية إلى الاستفزازات الصاروخية المتكررة من قبل كوريا الشمالية».
كيم يو جونغ
وبدأ الاهتمام بكيم يو جونغ، في وسائل الإعلام الغربية، عندما كانت تظهر على المشهد السياسي بين الحين والآخر، حيث كانت تطل إلى جوار كيم جونغ أون في زياراته الرسمية أو في المناسبات الوطنية.
وكيم هي الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي، والابنة الصغرى للزعيم السابق كيم جونغ إيل، من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونغ هوي.
ولفتت أنظار الإعلام بقوة العام الماضي عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن وفد رفيع المستوى شارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، لتصبح أول عضو من أسرة كيم الحاكمة تزور الجنوب في تاريخ الكوريتين.
ووجه كيم يو جونغ، ليس جديداً على الساحة السياسية، فقد بدأت المشوار مع والدها كيم جونغ إيل عندما خدمت في الحكومة، قبل تعيينها في عام 2014 نائب مدير إدارة الدعاية تحت إدارة شقيقها.
ومنذ وفاة كيم الأب، يبدو أن كيم يو جونغ أصبحت أقرب المقربين للزعيم الحالي، وهي علاقة بنيت على أخوة وزمالة دراسية في سويسرا.
ونظرا لأن السلطات الكورية الشمالية تفرض عقوبات صارمة على نشر معلومات شخصية عن أي من أفراد الأسرة الحاكمة، فإنه لا يعرف الكثير عن كيم يو جونغ، ولكن تشير التقديرات إلى أنها ولدت في 26 سبتمبر 1987 لأم من أصل ياباني، وأنها نشأت في ظل تربية متشددة في بيونغ يانغ، إلى جانب شقيقيها كيم جونغ تشول وكيم جونغ أون.
في العام 1996، أرسلت كيم، مثل أخويها، إلى سويسرا لتلقي التعليم، حيث يضمن ذلك لأبناء الزعيم الشمالي البقاء بعيداً عن أعين المتطفلين، وعدم الظهور كثيرا في المجتمع المنغلق.
وبينما يصعب الوصول إلى تفاصيل في شأن تعليمها، إلا أن ثمة معلومات لافتة، منها أنها استخدمت «أسماء تعليمية» مستعارة مثل «يونغ سون» و«باك مي هيانغ»، كما أنّها درست اللغة الألمانية.
وبمجرد عودتها إلى بيونغ يانغ، بدأت كيم رحلتها مع السياسة، وترقت في المناصب، فشغلت منصب مدير الدعاية في حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم، وعادة ما تظهر في اللقاءات الرسمية إلى جانب الزعيم كيم، ويعتقد أنها تشغل المنصب ذاته حالياً إلى جانب عملها كمستشارة شخصية له.
ويعتقد أنها لعبت دوراً في دفع عجلة المفاوضات بين بيونغ يانغ والغرب بهدف احتواء التوتر الذي يسببه البرنامج النووي والصاروخي، ولا سيما بعد حضورها اللافت في قمة سنغافورة سنة 2019 بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.