«النقل الجماعي»... الحل الفعّال للاختناقات المرورية

23 نوفمبر 2022 11:00 م

فيما طرح موضوع «النقل الجماعي» كحلّ قوي وفعّال لما تشهده شوارع الكويت من زحامات واختناقات مرورية، فإن المشكلة تكمن بأنه يعد «ثقافة غائبة في المجتمع الكويتي»، على الرغم من أن الدراسات والأبحاث أثبتت أنه ساهم في حل مشاكل الازدحامات المرورية في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 50 في المئة.

وفيما تُجمع الآراء على أن «النقل العام الجماعي أحد الوسائل الرئيسية للحد من الازدحام المروري»، يعزو البعض غياب ثقافة استخدامه إلى أسباب عدة، من بينها الخوف من فقدان الخصوصية، والرغبة في الحرية بالتنقل حسب الوجهة التي يريدها الشخص.

بدر الحمادي لـ «الراي»: ظروف المناخ قلّلت من الإقبال عليه

أكد نائب رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية العميد متقاعد بدر صالح الحمادي، أن «تجربة النقل الجماعي ساهمت في حل مشكلة الازدحامات المرورية في كثير من الدول»، لافتاً في الوقت ذاته أن «ظروف المناخ وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة قللت من الإقبال على هذا النوع من النقل داخل الكويت».

وبيّن الحمادي، في تصريح لـ «الراي»، أن «هذا الملف يهم كل من يستخدم الشارع، ويمكن أن يساهم النقل الجماعي في حل مشكلة المرور. لكن الإشكالية تكمن في أن قسماً كبيراً الناس لا يرغب في استخدام هذا النوع من النقل»، مستدركاً في الوقت ذاته بالقول «فترة الصيف التي تمتد لأكثر من خمسة أشهر تتخللها فترة حر شديد ورطوبة وغبار وهذا يجعل الناس تفكر في مسألة الانتظار في محطات الحافلات التي تتوقف في محطات عدة، ولذا نجد أن الناس، خصوصاً الكويتيين، لا تحبذ النقل الجماعي».

وأضاف «نحض على استخدام النقل الجماعي لكن الناس تحب الخصوصية في التنقل، والمسؤولون يحضون على تفعيل منظومة النقل الجماعي، لكن الناس هم من لا يرغب في ذلك»، لافتاً إلى أن «استخدام منظومة النقل الجماعي ثقافة، وربما يعود غيابها في الكويت لأن الحافلة لا تقل الركاب إلى الوجهة المحددة التي يرغبون في إنهاء معاملاتهم فيها، وإنما إلى مكان قريب منها».

وتابع «في الدول التي تستخدم منظومة النقل الجماعي، يعتاد الناس منذ مراحلهم التعليمية الأولى على هذا الأمر، فنجد أنهم أمام وسيلة ذات تكلفة بسيطة تغنيهم عن مبالغ ضخمة يتم دفعها لامتلاك سيارة خاصة»، لافتاً إلى أن «منظومة القطارات الكهربائية التي تستخدم في النقل الجماعي آمنة وسريعة، وكذلك وسائل النقل تحت الأرض التي تستخدم في ربط المناطق البعيدة وتكون دقيقة للغاية في التحرك والوصول، الأمر الذي يسهم في التخفيف من الاختناقات المرورية».

جمال المطاوعة لـ «الراي»: نحتاج نقلاً دقيق المواعيد... آمناً وسريعاً

رأى عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للسلامة المرورية الدكتور جمال المطاوعة أن «الحلول المطروحة لتقليل الازدحام المروري مباشرة وغير مباشرة، فالحلول المباشرة مثل زيادة إنشاء وتوسعة الطرق وعمل الجسور والأنفاق لكي يتم توزيع الحركة المرورية عليها، وغير المباشرة تتضمن التخطيط العمراني للمباني، وتوزيع الخدمات في شتى أنحاء البلاد، وتغيير مواعيد العمل للمؤسسات الحكومية والمدارس، وتفعيل الحكومة الإلكترونية، ورفع تكلفة الرحلة من خلال ضريبة الطريق، ومراجعة سعر الوقود وسعر تأمين المركبة، وتخصيص حارات خاصة للمركبات الموجود بها أكثر من راكب».

ولفت المطاوعة إلى أنه «ليصبح النقل الجماعي فعالاً في الكويت، نحتاج إلى نقل عام، دقيق بالمواعيد وآمن وسريع الوصول للوجهة المطلوبة، ويغطي معظم الوجهات المطلوبة والحيوية وملائم للركاب ورسومه رمزية».

وعن أسباب غياب ثقافة النقل الجماعي، قال المطاوعة إن الأسباب تتمثل في «سهولة الحصول على رخصة القيادة، ما يشجع على استخدام المركبات الخاصة بدلاً من النقل الجماعي، وسهولة الحصول على مركبات رخيصة الثمن قد تكون غير مطابقة لشروط الأمن والمتانة، والرسوم الرمزية لتأمين المركبة بغض النظر عن نوعها، والرسوم الرمزية للوقود».

وبيّن أن «الدراسات والأبحاث العلمية في الولايات المتحدة ودول أوروبية تبين أن النقل الجماعي يقلل الازدحام المروري، بنسبة 50 في المئة».