فؤاد لـ «الراي»: أصبح من السهل على كل مواطنة أن تُطلّق من زوجها الوافد إذا كان لها في «الداخلية» متنفذ
مقيم يتهم «المباحث» بتعذيبه لإرغامه على تطليق زوجته المواطنة
1 يناير 1970
04:38 م
| كتب حسين الحربي وعزيز العنزي |
اذا كنت مواطنة وتزوجت بمقيم واردت الطلاق فستحصلين عليه اذا كان احد اقاربك في الشرطة.
اما اذا كان لديك اولاد من زوجك المقيم وتريدين ضمان الجنسية لهم فكل ما عليك هو ايداع زوجك في «غوانتانامو» الكويت وسيخرج طوع يمينك.
واذا رفض الانصياع لمطالبك بعد كل ما ناله من «أعقاب» سجائر أطفئت في جسده... فلا يهمك كل ما عليك ان «تنهي» اقامته في البلاد فيصبح مطلوبا لادارة الهجرة وكلها ايام ويبعد الى بلده من غير رجعة وتهنئين انت بمقيم جديد تتخذينه زوجا وتنعمين بجنسية لابنائك لطالما حفي وراءها آلالاف سنين ولم يطولوها.
بتلك الكلمات الساخرة والتي تشبه الصرخة لولي الامر لاذ المقيم فؤاد بـ«الراي» بآثار تعذيب لم تستطع الايام ان تمحو آثارها، وبرسائل اعتذار حملها هاتفه من زوجته المواطنة التي انقلبت عليه بين عشية وضحاها فسلمته الى زباينة «غوانتانامو» في مخفر «...» تعتذر له عما حصل له، واعدة اياه ان اعطاها حريتها طلاقا فستمنحه مبلغا من المال وتذكرة سفر الى بلاده ذهابا بلا عودة.
المقيم العربي فؤاد حكى لـ«الراي» حكايته من البداية الى النهاية مناشدا وزير الداخلية وجماعات حقوق الانسان التدخل للقصاص من رجال أمن ومفتش تحقيق مخفر (...) والذين جعلوا من جسده مطفأة سجائر لا لذنب اقترفه إلا ان زوجته انقلبت عليه، حيث قال «انا مقيم عربي قدمت الى الكويت وأسست محلا لبيع المعدات البحرية، وسارت الامور على خير ما يرام ومنذ 16 عاما تعرفت على فتاة كويتية في الجامعة تحرك لها قلبي منذ ان ابصرتها، وبادلتني حبا كبيرا تُرجم الى رغبة حقيقية في الزواج، فتقدمت لخطبتها إلا ان اهلها نظروا التي كمقيم جاء طامعا فرفضوا طلبي وقاموا بطردي، إلا ان فتاتي اصرت على الارتباط بي، فقاطعت ذويها من اجلي وانتقلت لتعيش في مسكني زوجة بعقد شرعي كتبه ووثقه رئيس المحكمة الكلية».
وزاد المقيم فؤاد «مرت الايام تخلفها الشهور تعقبها السنون ونحن نعيش في سعادة ما بعدها سعادة حملت تضحيتها بأسرتها من اجلي دينا في عنقي رحت اسدده اخلاصا ووفاء، حتى عوضنا الله خيرا بثلاثة ابناء (15 و14 و12 عاما) ازدانت بهم حياتنا واصبحنا لا نرى في الوجود شيئا سواهم... حتى تبدلت ايام فرحي بـ«يوم نحس مستمر» هو يوم 19/11 من العام الماضي حين استأذنتني زوجتي لاحضار اولادي من عند اصدقائهم في منطقة اشبيلية، فأذنت لها شاكرا حيث كان من المفترض ان آتي بهم أنا... كان ذلك في الساعة الخامسة من عصر ذلك اليوم، فذهبت من دون رجعة، ونفذت ما دبرته بـ«ليل» حين (افرطت) في عواطفها معي... لأنها وحسب ما خططت ستكون الليلة الأخيرة التي تجمعنا في فراش الزوجية».
ومضى فؤاد «مضت ساعة ولم تصل هي وابنائي الى مسكننا فاتصلت عليها، فأخبرتني انها في الطريق... وفجأة صرخت صرخة اغلق معها الخط واقتلعت لها جوانحي فزعا، عاودت الاتصال مرات عدة لكن لم يكن هناك مجيب على الطرف الآخر، فحدثت نفسي ان في الامر سوءا اصابهم، وجللا نزل بهم، فسارعت انا وواحد من اصدقائي نجوب شوارع اشبيلية وقسائمها، املا في ان نعثر لهم او لمركبتها على اثر... لكن من دون فائدة، فاتصلت على ابنة عمها فأخبرتني انها كانت موجودة عندها وللتو انصرفت ومعها اولادنا الثلاثة، فدرت على المخافر والمستشفيات، واتصلت في النهاية على غرفة العمليات فطمأنوني انه لايوجد ثمة بلاغ عن حادث بأوصاف المركبة التي تقلها زوجتي فرحت اسأل اين ذهبت بأبنائنا إذا لم يكن هناك ما يسوء؟ ولماذا لا ترد على اتصالاتي اذا لم يوجد ما يعكر الاجواء؟ ما نمت ليلتي لأنه وللمرة الاولى تخلو شقتي من مؤنستها وفلذات اكبادي، حتى طلع الصباح وولى، وقدم الليل وتولى، ثلاثة ايام من ليل الخميس 19/11 2009، وحتى صباح الاحد 22/11/2009 (لا حس ولاخبر) ولا رد على اتصال، حتى تذكرت موعدا لها في وزارة المواصلات قد اخبرتني به لنقل خدماتها الى وزارة التربية، فقادني حسي ان اذهب الى حيث تمنيت ان تكون، وقد صدق حدسي حين اتت في الموعد، فاستقبلتها في مواقف وزارة المواصلات بدلا من ان تلاقيني بنظرة استبدلتها بصرخة، وبدلا من ان ترمقني بابتسامة رأيت وراءها شقيقها وابن عمها متحفزين لي، حيث انهالا عليّ ضربا، اسقطني ارضا وكاد يفقداني وعيي بحقد اضمراه لي ستة عشر عاما وظهر في لحظة تخلت فيه زوجتي عني وتركتني لهما فريسة، لم يخلصني من براثنهما سوى عدد من مراجعي الوزارة رأفوا بحالي ففزعوا لنصرتي، حين اقسمت لهم انها امرأتي ومتغيبة منذ ثلاثة ايام عن البيت هي وابنائي، فتعهدوا لي بالشهادة في صفي ان اردت تسجيل بلاغ في حق من اوسعاني ضربا، لكن قلت في نفسي هذا شقيق رفيقة عمري وذاك ابن عمها والدم لايمكن بحال ان يصبح ماء، فتغلبت على الامي، وعدت مثخنا بجراحي الى سكني».
واردف فؤاد «في ظهيرة يوم الاثنين 23/11 وقبل ان تندمل آلامي تفاجأت بفرقة من رجال الأمن، نعم فرقة اقتحمت مسكني بعد كسر بابه، وكبلوني بالاغلال قبل ان يفتشوا كل شبر فيه حتى دورة المياه لم تسلم منهم، ثم اقتادوني الى مخفر (...) وهناك رأيت ما لا اذن سمعت ولا خطر على بشر، من تعذيب على يد ضابط مباحث، راح يسبني ويقدح في شرف امي، ولما صرخت قائلا ان عمر امي تخطى الستين ولا ترفع رأسها من السجود، حتى نظن انها قضت... وهي اشرف منك سدد لي ضربة شقت لثتي بجرج نافذ، تلتها ضربات في الوجه وقال لي انت الان في «غوانتانامو» الكويت، وسألني عن سلاح املكه، وتهديد بالقتل الى زوجتي وجهته، فأقسمت له انني لم امسك يوما سلاحا، ولم اهدد بالقتل قطة، فكيف اهدد زوجتي وأم عيالي، فلم يفقه من الرد علي إلا ضربا، ولم يعرف من الحديث إلا اهانة، اكتملت باستدعاء عدد من رجالات المباحث مفتولي العضلات تدربوا عليّ ركلا ورفسا افقدني الوعي، فصلبوني على كرسيين، وشرعوا ومعهم ضابط المباحث يستخدمون جسدي طفاية لسجائرهم التي وصلت احدى عشرة سيجارة ألهبت بدني... كل هذا وانا لا أعلم لذلك سببا، حتى تفوه ضابط المباحث قائلا هذه عيدية من مفتش التحقيق (...) الذي هو بعل ابنة عم زوجتي، فتأكدت ساعتها ان ما يحصل لي دُبر في ليلة 18/11 حين طال الحديث بين ام عيالي وابنة عمها زوجة مفتش التحقيق».
وأكمل فؤاد «جدد ضابط المباحث حبسي اربعة ايام جعلها عيدية منه خالصة، وعندما طلبت عرضي على طبيب لمعالجة حروقي فرفض، وقال لي ان امرك مُنته... وسوف تبعد عن البلاد، وبالفعل نلت من العذاب ألوانا طيلة ايام احتجازي، لاحال بعدها على مفتش التحقيق زوج ابنة عم زوجتي والذي اعطاني عديته تجديد حبسي لما رفضت تطليق زوجتي ، وعندما قرروا الافراج عني تحفظوا على اوراقي الثبوتية ومبلغ 170 دينارا، كانت معي، اضافة الى هاتفي النقال حتى لا اجد سبيلا الى اللجوء الى مستشفى لاحضار تقرير طبي او المخفر لتسجيل قضية».
فؤاد الذي لم يستطع إخفاء عبراته، بعد ان كشف لـ«الراي» عن ندباته التي لن تستطيع الايام محوها قال «خرجت من مخفر (...) واتخذت سبيلي الى شقتي فوجدتها خاوية إلا من ملابسي واغراضي الشخصية، حيث استغلت رفيقة عمري احتجازي، وراحت هي وشقيقها واصدقاؤه (ينظفونها) من كل ما فيها، من اثاث واغراض حُملت الى بيت ابيها حيث تعيش بعد ان قررت فجأة التخلص مني».
واضاف فؤاد «لما رفضت تطليقها ابت ان تجدد اقامتي حيث انني كمقيم متواجد على اقامتها، واصبحت مطلوبا لادارة الهجرة، فقررت في لحظة الاكتفاء بما حصل وشد الرحال إلى بلدي، فأرسلت لي رسائل عدة اعترفت في احداها بضلوعها فيما تعرضت له من ايذاء واهانة ومعترفة انها افترت عليّ، مستنصرة بزوج ابنة عمها الذي يتمنى الجميع خدمته، معللة انها اضطرت لذلك من اجل مستقبل اولادنا الذين تتمنى لهم الجنسية والذي يقف زواجنا حائلا دون الحصول عليها، مؤكدة ان القاضي (...) سوف يحكم لها بالطلاق، ناصحة اياي بالسفر الى بلدي، ومصروفي سيصل الي اول كل شهر... عندئد فقط تراجعت عن قرار سفري، وعدت ادراجي إليّ مكتب يوسف مشعل العدواني موكلا اياه ان يرفع لي قضية تعيد اليّ كرامتي ممن سلبوني اياها، وتقتص لي من زباينة (غوانتانامو) كما اطلقوا على انفسهم».
وختم فؤاد صرخته بالقول «هل اصبح الامر سهلا لكل مواطنة تزوجت من وافد وقررت فجأة ان تنهيه ان تستنصر برجل امن او مفتش تحقيق يفصم زواجها تعذيبا، وامتهانا من كرامة الزوج؟
وهل بات من اليسر بمكان اذا رفض الزوج المقيم ان يستجيب لطلب الطلاق ان تلغي الزوجة اقامته فيصبح مطلوبا لادارة الهجرة. ويشرد الابناء والبنات تحت مدعاة المصلحة والامل في الحصول على الجنسية التي حفى وراءها الآلاف سنين ولم يستطيعوا نيلها؟
مطالبا النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك وجمعيات حقوق الانسان التدخل لفتح تحقيق فيما تعرض له من تنكيل على ايدي رجال المباحث، واعطائه الوقت في البلاد بصورة شرعية حتى يفصل القضاء العادل بينه وبين من هدمت عشها وابت إلا ان تتخلص من زوجها الوافد.