مؤتمر «الجريدة» استعرض الآفاق المستقبلية للخدمات الرقمية

«تقنية الأموال» في الكويت... فرص وتحديات

14 نوفمبر 2022 11:00 م

شهدت فعاليات أول مؤتمر لتقنية الأموال نقاشاً موسعاً حول آخر تطورات عالم تقنية الأموال والفرص التي ستوافرها في الكويت مستقبلاً، بمشاركة رواد أعمال ومجموعة من الشركات الكبيرة.

واستعرض المشاركون في المؤتمر، الذي نظّمته الزميلة جريدة «الجريدة» يوم أمس، الفرص التي يمكن أن تقدّمها الخدمات المصرفية الرقمية خلال المرحلة المقبلة، ووجهات نظر وخبرات الشركات الكويتية المتخصصة بتقنية الأموال والتي توسعت خارج البلاد ونجحت في أسواق تنظيمية متنوعة ومتغيّرة.

وركّز المؤتمر على تقنيات الأموال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والفرص التي قد توافرها في المستقبل، إلى جانب الفرص والتحديات الرقابية التي تواجه الشركات والحاجة إلى تطوير متوازن ومتكامل.

خالد المطيري: تفاصيل «تقنية الأموال» متشعبة تشكّل أحد أهم مسارات الاقتصاد الحديث

وفي مستهل الفعاليات، قال رئيس تحرير جريدة الجريدة خالد المطيري، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إن القمة تهدف إلى تحقيق معادلة جديدة تجمع ما بين صناعة المحتوى وتعزيز المعرفة وخلق شبكة تواصل تضع نتائجها في إيطار يخدم قطاعات الدولة.

وأضاف أن مؤتمر تقنية الأموال يحمل تفاصيل متشعبة ومنتجات متعددة تشكل أحد أهم المسارات الجديدة التي يسير فيها الاقتصاد الحديث ودعم المبادرات وكفاءاتهم وخبراتهم الذين يشكلون قيمة حقيقية تسهم في إنجاح المبادرات.

وقال المطيري: «نعيش مراحل متسارعة من التطور الإعلامي والتحول الاقتصادي، إذ إن الإعلام يواصل مواكبة هذه المتغيرات التقنية والإلكترونية بتنويع قنوات الإعلام ونوافذه بأدواته وأفكاره من ناحية ومن ناحية أخرى موازية لها بخلق مساحات للنقاش الهادف الذي يجمع الكفاءات الوطنية في عالم الاقتصاد المتنوع بقطاعاته، ويسلط الضوء على آفاق التحولات المالية التقنية وكيفية الاستفادة منها في تعزيز الاقتصاد، وتطوير أدوات المؤسسات المصرفية والمالية والاستثمارية ودعم المشاريع الشبابية الصغيرة والمتوسطة».

محمد العثمان: عملاء «وياي» تخطوا المستهدف بأكثر من 300 في المئة

قال المدير العام لمجموعة الخدمات المصرفية الشخصية في «الوطني» محمد العثمان، إن البنوك الكويتية بدأت تحولها الرقمي منذ سنوات عدة، ونجحت في تعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية، وتراكمت لديها الخبرات والكوادر البشرية المتميّزة ما انعكس على حجم المنافسة في السوق وجعل القطاع المصرفي الكويتي رائداً في ذلك المجال على مستوى المنطقة.

وأشار العثمان خلال إحدى جلسات المؤتمر النقاشية، إلى أن الخدمات المصرفية المفتوحة تُعد أحد مظاهر التطور الطبيعي لذلك التحول الرقمي والمسار الطبيعي لتطور التكنولوجيا المالية المتسارع، الذي تميّزت البنوك الكويتية بمواكبته، عبر خدمات ومنتجات رقمية رائدة وحلول دفع متطورة.

وقال العثمان: «مستعدون لجيل قادم من التكنولوجيا المالية بفضل قدراتنا الهائلة وفي ذلك الصدد قمنا بتأسيس مختبرنا الرقمي الذي يمثل جسر التواصل مع المبدعين والمبتكرين في مجال التكنولوجيا المالية، بما يساعدنا على تحسين طريقة عملنا وتقديم خدمات أفضل وإثراء تجربة عملائنا».

وأكد أن «كورونا» في 2020 جاءت لتسرع من وتيرة تقديم الخدمات الرقمية، إذ استفاد من تلك التغيرات من كان أكثر استعداداً ببنية تحتية تكنولوجية قادرة على تعزيز التطوير والتحسينات والخدمات الرقمية المطلوبة لتلبية احتياجات العملاء، وحفزت المتأخرين قليلاً للإسراع بالإنفاق على الاستثمار في تطوير قدراتهم بشكل أكبر.

وبيّن أن الجائحة أحدثت نقلة نوعية على صعيد الجهود الحكومية في تطوير الخدمات الرقمية، بحيث أصبح إتمام المعاملات إلكترونياً مساراً إجبارياً وقد استفاد القطاع المصرفي وكل مقدمي خدمات التكنولوجيا المالية من ذلك التطور الهائل.

وذكر أن «وياي» تجربة مصرفية انطلقت قبل عام وتشهد تطوراً كبيراً، وتعتمد في الأساس على التواصل المباشر مع العملاء من فئة الشباب، والتعرف على احتياجاتهم، وتلبيتها بطريقة تناسب شخصيتهم ونمط حياتهم، خصوصاً أن القائمين على البنك هم أيضاً من الأعمار نفسها ويعلمون جيداً ما يريده أبناء جيلهم، مشيراً إلى أن عدد عملاء «وياي» تجاوز الآن 300 في المئة من المستوى المستهدف.

وقال العثمان: «لم يكن لذلك التطور أن يتم دون التطور الكبير والجهود المتميزة من بنك الكويت المركزي، الذي سارع إلى توفير بيئة تنظيمية ورقابية تدفع بمسار التحول الرقمي بحيث أطلق في 2018 الإطار العام للبيئة الرقابية التجريبية بما يسمح بتعزيز طرح منتجات وخدمات ونماذج أعمال رقمية متطورة مع الحفاظ على سلامة الصناعة المصرفية، واستمر مواكبة كل ما هو جديد، لافتاً إلى أنه وافق أخيراً على اختبار منتجات جديدة ضمن البيئة الرقابية التجريبية من بينها اختبار منتج جديد في شأن الخدمات المصرفية المفتوحة في أغسطس الماضي.

يوسف المطوع: «بيتك» يلبي احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة

بدوره، قال نائب المدير العام للخدمات المصرفية للأعمال وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في بيت التمويل الكويتي (بيتك) يوسف المطوع، إن إستراتيجيات «بيتك» تحرص على التركيز على دعم وتمويل الشركات، والاستجابة للديناميكيات المتغيرة لطلب العميل والمنافسة، مشدداً على أهمية هذا القطاع في الاقتصاد والتنمية.

وأضاف أن «بيتك» يقدّم مجموعة واسعة من الحلول المصرفية والتمويلية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، والتي تلبي مختلف احتياجات قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشمل الخدمات التمويلية النقدية مثل المرابحة والتورق والإجارة، والتمويلات غير النقدية مثل الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان بأنواعها.

وأشار إلى أن «بيتك» يوفّر خدمات أخرى مثل نقاط البيع وكل الخدمات المصرفية الإلكترونية المتنوعة، التي تسهم بتسهيل إدارة حسابات الشركة مثل الاستعلام عن الأرصدة وإجراء التحويلات البنكية وتحويل رواتب الموظفين والاطلاع على تقارير نقاط البيع بالإضافة إلى خدمات مصرفية إلكترونية متنوعة.

وبيّن المطوع أن «بيتك» حصل على تصنيف «Market Leader» في الخدمات المصرفية للشركات من مجلة يوروموني العالمية على مستوى الكويت، ما يؤكد مكانته المرموقة ونجاح الجهود في تلبية تطلعات الشركات، عبر باقة متكاملة من الخدمات التمويلية المتميزة، والمساهمة بفاعلية في التنمية الاقتصادية.

عبدالعزيز البابطين: «Ooredoo» سبّاقة بتوفير الخدمات المالية مع البنوك

من جهته، قال الرئيس التنفيذي في شركة «Ooredoo» عبدالعزيز البابطين، إن التقنية المالية لا حدود لها، وتشمل العديد من الحلول بشكل يوفر التنوع في الإمكانات والفرص، في كل ما يخص إمكانية تقديم خدمات مطورة وجديدة لتحسين وتطوير تجربة العملاء.

وقال البابطين إن «Ooredoo» تعدّ من الشركات الرائدة والسبّاقة في قطاع الاتصالات لتوفير هذه الخدمات المالية بالتعاون مع القطاع المصرفي والمالي.

وأضاف أن القمة ساهمت في توضيح الفرص المتاحة التي يحملها المستقبل لـ «Ooredoo الكويت»، والكشف عن توجهاتها الإستراتيجية في توفير تجربة مميزة مع علامة تجارية مطورة تقنياً بخدماتها ومنتجاتها.

سليمان الربيّع: التكنولوجيا المالية أضفت الابتكار على جمع رأس المال

كما قال رئيس قطاع إدارة الاستثمار في «كامكو إنفست» سليمان الربيّع، خلال إحدى جلسات المؤتمر «لقد شهدنا اضطراباً في معظم القطاعات مدفوعاً بالتكنولوجيا، في مجالات الاتصالات والرعاية الصحية والتمويل وغيرها».

وأوضح أنه ابتكارات التكنولوجيا المالية لم تغير نظم المدفوعات والإقراض فحسب، بل أدت إلى إضفاء الطابع الديموقراطي، واللامركزية، والابتكار في طرق جمع رأس المال كما هو الحال في التمويل الجماعي، والإقراض الرقمي)، وإدارة الثروات (كما في مفهوم الـ robo-advisory»، والتأمين (تجميع التأمين وإلغاء التفاعل البشري)، وحتى العقارات (المراقبة الرقمية، الترميز).

وأضاف أن ما يقارب 24 في المئة من الناس حول العالم سيكونون على دراية بتكنولوجيا الـ «Blockchain» أو سلسلة الكتل بحلول عام 2024، وأنه من المقرر أن تصل هذه التقنية إلى 20 مليار دولار.

فهد الشارخ: 38.9 في المئة نمواً بصناديق الاستثمارات المبتكرة بأميركا

من جانبه، قال الشريك الإداري في صندوق كامكو إنفست للاستثمار في الشركات المبتكرة فهد الشارخ، إن متوسط حجم صناديق الاستثمارات المبتكرة في الولايات المتحدة، نما 38.9 في المئة ليبلغ 50 مليون دولار في الربع الثالث من 2022.

وأوضح أن الصناديق التي تقل قيمتها عن 250 مليون دولار، تفوقت بشكل ملحوظ خلال الأرباع المالية الأربعة الماضية، وفقاً لتقرير أداء الصندوق العالمي لعام 2022 الصادر عن «PitchBook».