مع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر في 20 نوفمبر الجاري وتستمر حتى 18 ديسمبر المقبل، تصبّ التوقعات في خانة منتخب البرازيل باعتباره أبرز المرشّحين لتعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب (5 مرات)، فيما رُسمت أكثر من علامة استفهام حول مستوى المنتخبات الأوروبية العملاقة التي تعاني من إصابات عدة في صفوفها، وتبدو أنها عاجزة عن مقارعة نجوم الـ «سامبا».
قد لا يكون ما حدث في الماضي مهماً، لاسيما أن النسخة المقبلة ستكون الأولى في الشرق الأوسط وقطر، في خضم الموسم الأوروبي.
كما قد يلعب التاريخ دوراً لأن تتويجات البرازيل الأربعة الأخيرة في كأس العالم جاءت كلها خارج أوروبا، بعدما حقّقت باكورة ألقابها في السويد العام 1958، علماً أن منتخبات أوروبا سيطرت على اللقب منذ 2006.
وسقط المنتخب البرازيلي تحت وطأة الضغوطات على أرضه العام 2014، عندما مُنِي بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، ولم يقدم العروض المرجوة منه في روسيا 2018. لكنه يخوض غمار النسخة المقبلة بعد سلسلة مدهشة وبتشكيلة قوية لا تعتمد فقط على نجم باريس سان جرمان الفرنسي، نيمار. سيظل الأخير يجذب أكبر قدر من الاهتمام، لكن المدرب تيتي يملك منتخباً رائعاً بدءاً من أليسون بيكر في المرمى، مروراً بفابينيو وكاسيميرو في خط الوسط، وسرعة إيقاع فينيسيوس جونيور في الهجوم.
وقال كافو قائد البرازيل خلال تتويجها الأخير في مونديال 2002 أخيراً لـ «غلوبو إسبورتي»: «البرازيل اليوم أكثر استعداداً وخبرة. لا تعتمد على لاعب واحد». وأضاف: «لدينا منتخب سيسمح لهذا اللاعب (نيمار) بالتميز. أعتقد أن البرازيل تبدو جيدة ولديها فرصة كبيرة للفوز بكأس العالم».
ومع ذلك، فإن علامة الاستفهام الكبيرة المحيطة بالبرازيل هي أنها لم تخض مباريات مع منتخبات النخبة الأوروبية، منذ سقوطها أمام بلجيكا في ربع نهائي مونديال روسيا قبل أربع سنوات.
في المقابل، تفوّقت الأرجنتين على إيطاليا بطلة أوروبا بثلاثية نظيفة في مباراة جمعت بين بطلي القارتين الأوروبية والأميركية الجنوبية.
كما تخوض الأرجنتين، بطلة العالم 1978 و1986، غمار المونديال في حالة جيدة، حيث لم تخسر في 35 مباراة توالياً منذ سقوطها أمام البرازيل في «كوبا أميركا» 2019.
وتحتل الارجنتين المركز الثالث في التصنيف العالمي، لكن المدرب ليونيل سكالوني لا يملك العمق ذاته في تشكيلته مقارنة مع البرازيل، لكن هناك عدداً كافياً من اللاعبين الجيدين لإخراج الأفضل من ليونيل ميسي الذي سجّل 9 أهداف في آخر 3 مباريات ودية لبلاده.
وبعد بلوغه الـ35، تبدو نسخة قطر الفرصة الأخيرة لميسي للفوز بكأس العالم وقد يكون هذا الدافع قوياً، وهو قال لشبكة «إي أس بي أن» أخيراً: «نعم، من المحتمل جداً أن تكون مشاركتي الأخيرة في كأس العالم».
وأضاف أفضل لاعب في العالم 7 مرات: «نخوض كأس العالم بتشكيلة قوية ومجهزة بشكل جيد، ولكن يمكن أن يحدث أي شيء. كل مباراة صعبة للغاية ولا يفوز المرشّحون دائماً باللقب».
ويتعيّن النظر فقط إلى فرنسا العام 2002، عندما خاضت غمار المونديال الآسيوي في كوريا الجنوبية واليابان بقيادة المصاب زين الدين زيدان، بصفتها حاملة اللقب وبطلة أوروبا، لكنها خرجت من دور المجموعات من دون أن تسجّل أي هدف.
وبعد عقدين من الزمن، توّج المنتخب الفرنسي بلقبه الثاني، لكن كل شيء ليس على ما يرام في تشكيلة المدرب ديدييه ديشان.
فقد انشغل كيليان مبابي بالتقارير التي تحدثت عن رغبته في مغادرة باريس سان جرمان، في حين تسبّبت الإصابات الكثيرة التي طالت منتخب «الديوك» بصداع لديشان.
وستخوض فرنسا المونديال في غياب لاعب مؤثر في الوسط هو نغولو كانتي، بيد أن ديشان يملك ورقتين رابحتين في خط المقدمة هما كريم بنزيمة صاحب الكرة الذهبية ومبابي.
وقال بنزيمة الذي عانى من إصابة في نهاية أكتوبر الماضي: «أتمنى أن أكون في التشكيلة المشاركة في قطر، وأن أذهب إلى كأس العالم، وأن أفعل كل شيء للفوز بها».
على الأقل ستكون فرنسا حاضرة في العُرس الكروي، خلافاً لإيطاليا التي فشلت في التأهل بعد عام من فوزها بكأس أوروبا.
في المقابل، تراجع مستوى إنكلترا كثيراً وخير دليل على ذلك فشلها في الفوز في آخر 6 مباريات لها وسيغيب عنها ظهيرها الأيمن ريس جيمس أحد أفضل لاعبيها، بسبب الإصابة.
وليس من الواضح ما إذا كانت ألمانيا بالفعل أفضل من المنتخب الذي خرج من بطولة أوروبا 2020 من دور الـ16، على الرغم من تعيين هانز - ديتر فليك بدلاً من يواكيم لوف كمدرب.
وبعد عودة هولندا بقوة، لكن هل تبدو الى جانب جارتها بلجيكا، كفائزين محتملين بكأس العالم؟
كما تتساءل البرتغال عما إذا كانت في حاجة إلى تقليص دور النجم كريستيانو رونالدو وإعطاء مساحة أكبر لنجومها المهاجمين الأصغر سناً.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت إسبانيا تملك دفاعاً صلباً أو هجوماً ناجعاً.
والسؤال المطروح أيضاً، هل يمكن أن نشهد مفاجآت من منتخبات أوروبية أخرى على غرار كرواتيا وصيفة العام 2018، وتحديداً من منتخبي الدنمارك أو صربيا؟
سؤال آخر أيضاً، هل يمكن للسنغال بقيادة ساديو ماني أن تذهب بعيداً متسلّحة بإحرازها كأس الأمم الأفريقية الأخيرة؟
أرض الملعب ستعطي الجواب في 18 ديسمبر موعد المباراة النهائية في استاد «لوسيل».